المشاهد نت

شاب يمني يلغي حفلة زواجه ويتبرع بتكاليفها

شاب يمني يلغي حفلة زواجه ويتبرع بتكاليفها

تعز – متولي محمود :

أقدم شاب يمني على إلغاء حفلة عرسه في اللحظات الأخيرة من انتهاء التجهيزات، وأعلن التبرع بالتكاليف لضحايا السيول التي ضربت مخيمات للنازحين في محافظة مأرب (شرق البلاد).


وقال رضوان الوصابي لـ”المشاهد”: “ما فعلته أمر بسيط لا يذكر أمام معاناة وأوجاع النازحين التي لا حصر لها”.

وأضاف: “كنت أرى مع أصدقائي المشاركين في إعداد التجهيزات للفرح، السيول وهي تجرف مخيمات النازحين، وحالة النازحين المتضررين مأساوية تدمي القلب”.

وتابع: “قررت حينها بعد حوار طويل مع أصدقائي، أن ألغي الفرح، وتذهب تكاليفه لإحدى الأسر المتضررة جراء السيول، ونالت الفكرة إعجاب ودعم أصدقائي”.

وعن مصير الزواج، أكد الوصابي أن الزواج قائم بدون أي حفل أو ترتيبات، وأن فرحته بسعادة وسلامة النازحين.
وأشار إلى أنه كتب المنشور على “فيسبوك” كرسالة اعتذار من الأصدقاء والأقارب بقرار الإلغاء، واستقباله للتهاني فقط عبر رسائل نصية أو اتصال.

رضوان الذي يعمل مديراً للتدريب بأكاديمية رائدون للاستشارات والتدريب، أشاد بـ”أصدقائه” الرائعين، واصفاً إياهم بـ”الإيجابيين” عقب حملة أطلقوها لدعمه وعمل حفلة زفاف تقديراً لموقفه وتفضيله المتضررين على نفسه.

وقال: “أشكرهم على حرصهم وتفاعلهم الإيجابي، لكن قراري الذي اتخذته قرار نهائي لا رجعة عنه”.

واستطرد لـ”المشاهد”: “سعدت كثيراً عندما رأيت ابتسامة المتضررين”.

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

أصدقاء رضوان المقربون منه رحبوا بقراره، لكنهم أصروا أن تتم حفلة الزواج وفي موعدها المحدد، وبدأوا بحملة تضامن معه تحت هاشتاج “مش بكيفك يا رضوان”.

وقال الناشط إبراهيم الذيفاني، القائم على الحملة، في صفحته على “فيسبوك”: “ونحن بدورنا نقول لك يا رضوان أنت مش أحسن مننا، وكلنا نشتي أجر، وكلنا معنا قلوب رحيمة، وسنعمل لك عرس تسمع به العرب والعجم، وكل الشباب يشتوا يفرحوا بك وكمان يفرحوا بالأسر المتضررة وكلنا معك.. وعرسك علينا وغصباً عنك”.

ودعا إبراهيم زملاءه ومحبي رضوان إلى مساندته ليرى العالم أجمع أن أبناء اليمن وشبابها لايزالون أرق قلوباً وألين أفئدة، فاستجاب له زملاء بحجز القاعة بكافة ترتيباتها، وتبرع البعض بقنينات الماء، وآخرون بأشياء عينية للحفلة.

وكان رضوان وجه رسالة لزملائه ومحبيه عبر وسائل التواصل بإلغاء مراسم زفافه المقررة بعد 3 أيام، وعقب استكمال التجهيزات قال إنه فعل ذلك عقب رؤيته السيول تجتاح مناطق قريبة من مكان سكنه، وتجرف مخيمات النازحين، فقرر توفير قيمة تكاليف العرس لإحدى الأسر الأكثر تضرراً.

وتأتي هذه اللفتة عقب قصص مماثلة لعريس كفيف في عدن وسائق باص أجرة احترق في صنعاء، جسدت اللُّحمة اليمنية والإيثار في الشدائد، وهي السمة اللصيقة باليمنيين منذ القدم.

مقالات مشابهة