المشاهد نت

كيف تؤثر الحرب على النظام البيئي في اليمن؟

احراق القمامة في ممرات السيول في مدينة تعز - صورة ارشيفية

تعز – فخر العزب:

للعام السادس على التوالي وعمال النظافة بمدينة تعز (جنوبي غرب اليمن) يعجزون عن نقل النفايات إلى المقلب الرئيسي الواقع في منطقة مفرق شرعب (غرب المدينة)، وهي منطقة تحت سيطرة جماعة الحوثي، ما يجعل القمامة والنفايات داخل المدينة تبحث عن وجهة جديدة إلى المقلب المستحدث في حدائق الصالح بمنطقة الضباب (جنوب)، أو يتم حرقها في الحارات وأمام المنازل للتخلص منها.

مخاطر حرق النفايات

الواقع الجغرافي الجديد وتقاسم النفوذ الذي فرضته الحرب في مدينة تعز التي تشهد حرباً بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي، انعكست بتأثيراتها السلبية على النظافة في المدينة، حيث تناقص عمال النظافة ومعداتهم إلى أقل من 10 آليات، بعد أن كان عددها قبل الحرب 140 آلية، ما انعكس سلباً على آليات ووسائل جمع القمامة من

عملية الحرق للقمامة بالطرق التي تتم حالياً تؤدي إلى تزايد الثروات المهدرة المتواجدة في القمامة والنفايات، ومنها المواد التي يمكن تدويرها والاستفادة منها مثل بقايا المعادن والزجاج والكراتين والورق وغيرها.

الحارات، ونقلها إلى مكباتها المستحدثة والواقعة في مناطق آهلة بالسكان، حيث يتم إحراقها بشكل عشوائي، دون القيام بعملية فصل المكونات وتدويرها.
عملية الحرق للقمامة بالطرق التي تتم حالياً تؤدي إلى تزايد الثروات المهدرة المتواجدة في القمامة والنفايات، ومنها المواد التي يمكن تدويرها والاستفادة منها مثل بقايا المعادن والزجاج والكراتين والورق وغيرها. كما أنه يمكن الاستفادة من المخلفات العضوية كبقايا الطعام، والتي يمكن تحويلها إلى غازات بيولوجية أو ديزل.
ويرى الدكتور صيدلي رشاد الصبري ، في حديثه لـ”المشاهد”، أن عملية التخلص من النفايات بالطريقة الصحيحة هي عملية مهمة جداً من أجل الحفاظ على صحة الإنسان، والحفاظ على بيئة نظيفة.
وعند عملية التخلص من النفايات يجب أولاً فرزها وفقاً للنوع، فهناك المخلفات العضوية مثل بقايا الطعام، وهناك النفايات البلاستيكية التي تعد مواد صعبة التحلل، قد تحتاج لبضع سنوات للتحلل، وبعض الأنواع منها يحتاج إلى أكثر من 30 سنة لتتحلل، وفق الدكتور الصبري.
ويقول إن هناك نفايات خطيرة جداً كمكونات الأجهزة الكهربائية، وبخاصة البطاريات التي تحتوي مواد مشعة، ومن المواد الخطيرة أيضاً الأدوية والدهانات التي تتكون من مكونات كيميائية خطيرة على البيئة.

مخلفات الحرب

بالتوازي مع الآثار غير المباشرة للحرب في اليمن بشكل عام، وتعز بشكل خاص، على البيئة، فإن هناك تأثيراً مباشراً يتمثل بالخطر الناتج عن المواد الكيميائية الناتجة عن استخدام الأسلحة، وهي غازات تؤثر بشكل مشابه، ويفوق تأثير الغازات الناتجة عن إحراق النفايات.

كيف تؤثر الحرب على النظام البيئي في اليمن؟
أثناء الحرب تم زراعة الالغام في مختلف مناطق اليمن


ويؤكد الدكتور مختار العباسي، في حديثه لـ”المشاهد”، أن استخدام الأسلحة قد قتل عدداً كبيراً من البشر، وشرد الباقين، مما جعل مناطقهم مناطق أشباح ذات بيئة غير صالحة للعيش، ممتلئة بالقمامات وجيف الحيوانات، ما أسهم بتدمير الأراضي الخضراء، ناهيك عن القذائف والصواريخ التي تحدث أضراراً بالغة بقتل السكان وإصابة البعض بإعاقات جسيمة أو تضرر نتيجة الأدخنة والمواد المنبعثة جراء الانفجارات، والتي توثر بدورها على صحة السكان بأمراض تنفسية وجلدية وغيرها، بالإضافة إلى تعرض المصانع للقصف، مما يؤدي إلى تسرب المواد الكيماوية، فتضر بالأرض والإنسان، وتجعل البيئة ملوثة والهواء ممتلئاً بالأدخنة الضارة والغازات الخطيرة، كذلك تعرض مخازن السلاح أو معامل التصنيع للقصف يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها بسبب وجود مواد كيماوية فيها، وبدورها تنتج غازات خطيرة تعرض السكان للموت أو الأمراض الخطيرة كأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وكذلك السرطانات وغيرها.

إقرأ أيضاً  مسلسل «ممر آمن»… الأمن مسؤولية مشتركة


ويضيف الدكتور العباسي أن تأثير الألغام والمتفجرات المزروعة في الأرض يكمن في منعها السُّكّان من زراعة الأراضي والاستفادة من المصادر الطبيعية فيها، وفي حال انفجارها فإنّها تُدمّر التُّربة، وتُسبّب خللاً في نظامها، كما تؤدّي في بعض الحالات إلى موت الكائنات الحية، وإعاقة مسار المياه، كما يؤدي استخدام الأسلحة غالباً إلى تلويث المناطق المستهدفة بذخائر لم تنفجر كما ينبغي، وتسمى متفجرات من مخلفات الحرب، مما يزيد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون الذين يبقون أو يحاولون العودة.

الدكتور مختار العباسي : لحرق النفايات في الهواء الطلق آثار خطيرة على صحة السكان، حيث وثّقت عدة دراسات علمية مخاطر الانبعاثات من المحارق في الهواء الطلق على صحة الإنسان، منها التعرّض لجزيئات دقيقة، الديوكسين، المركّبات العضوية المتطايرة، ومركبات كل من الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات، وثنائي الفينيل متعدد الكلور، التي ترتبط بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجلد والربو والأمراض التنفسية.

تفشي الأوبئة

ولحرق النفايات في الهواء الطلق آثار خطيرة على صحة السكان، حيث وثّقت عدة دراسات علمية مخاطر الانبعاثات من المحارق في الهواء الطلق على صحة الإنسان، منها التعرّض لجزيئات دقيقة، الديوكسين، المركّبات العضوية المتطايرة، ومركبات كل من الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات، وثنائي الفينيل متعدد الكلور، التي ترتبط بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجلد والربو والأمراض التنفسية، وفق الدكتور العباسي.
ويقول: يعاني السكان الذين يعيشون بالقرب من أماكن الحرق من مشاكل صحية تترافق مع التنشق المطوّل والمتكرر لدخان محارق النفايات، منها: مرض الانسداد الرئوي المزمن، السعال، التهابات الحلق، أمراض جلدية، والربو، وهناك علاقة سببية بين تلوث الهواء من حرق النفايات وسوء الأوضاع الصحية في المجتمعات المحلية.
وتعد هذه الغازات عاملاً رئيسياً في تلوث مياه الشرب، ما يسبب عدداً من الأمراض، في مقدمتها التهابات الكبد، كما أن الحرب في كثير من المناطق اليمنية قد تسببت باختلاط مياه الشرب مع المجاري، بالإضافة إلى عدم تصريف المجاري وركود المياه، ما يعد عاملاً أساسياً في عدد من الأمراض، وفي مقدمتها الكوليرا، حيث إن عدد حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في الثلث الأول من العام الحالي، بلغ أكثر من 110 آلاف حالة، وفقاً لبيان صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”.

طرق علمية للتخلص من النفايات

ويجب التخلص من النفايات بطرق علمية بعد فرزها، بعيداً عن عملية الحرق المعتادة، لأن عملية حرق النفايات تنتج عدداً من الغازات السامة مثل أكاسيد الكربون والميثان، وغاز الديوكسينات، وهو غاز مسرطن وخطير جداً، ينتج عن حرق المواد البلاستيكية متعددة الكلورة وبقايا المبيدات الحشرية، وهذه الغازات السامة هي المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، التي تتزايد فيها درجة الحرارة السطحية في العالم مع زيادة غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الضارة الأخرى التي تعد سبباً رئيسياً في انتشار أمراض السرطان والتشوهات الخلقية والربو وأزمات التنفس، بحسب الدكتور الصبري.

مقالات مشابهة