المشاهد نت

كيف تحولت ظاهرة جيولوجية إلى خطر يهدد السكان في محافظة عمران ؟

عمران- ابو مختار العمراني

تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأسابيع والأيام الماضية بتصدعات وشقوق أرضية كبيرة، بمنطقة غيل سعد الجبلية في الاشمور غرب محافظة عمران.

وشهدت المنطقة كغيرها من المناطق اليمنية أمطارًا غزيرة استمرت لأيام، مخلفة أضرارًا مادية في الأراضي الزراعية جراء الانزلاقات الأرضية، متسببة في إتلاف بعض المحاصيل الزراعية.

وقال ناصر سعد حزام أحد سكان المنطقة: “لأول مرة تشهد المنطقة مثل تلك الصدوع الناتجة عن تدفق السيول جراء الأمطار الغزيرة”، مضيفًا أنهم يسمعون أصوات قرقعة داخل تلك الصدوع والشقوق الأرضية.

وأبدى أهالي المنطقة تخوفهم من بوادر انهيارات بسبب استمرار هطول الأمطار الغزيرة وتدفق السيول المستمرة.

وتركت هذه الظاهرة لدى الأهالي خوفًا من امتداد تلك الصدوع إلى المنازل في تلك المنطقة، لكنهم لم يغادروا منازلهم لعدم وجود أي تحذير جدي من أي مسئول محلي.

وتقع منطقة غيل سعد بالطرف الغربي لدروب الاشمور، ضمن سلسلة جبلي غربي مدينة عمران، وتطل المنطقة على وادي الشاهل الذي يضم عددًا من القرى الآهله بالسكان.

وامتدت التصدعات الأرضية لمئات الأمتار وصولًا إلى قرب عشرات المنازل الآهلة بالسكان.

وقال يحيى محمد ناصر المقياضي من سكان المنطقة إن التصدعات الأرضية الكبيرة والتي رافقتها انزلاقات للتربة في المنطقة امتدت إلى بعض المدرجات الزراعية، مهددة بقطع طريق فرعي يصل بعشرات القرى شمال غرب محافظة عمران.

وتسببت الانزلاقات والتشققات إلى إلحاق أضرار بالأراضي الزراعية بحسب حزام، مؤكدًا أن تلك الظاهرة تسببت في إتلاف المحاصيل الزراعية في عشرات المدرجات لهذا الموسم.

وأشار إلى أن عددًا من المزارعين خسروا محصول هذا العام من الفول والذرة في تلك المنطقة جراء تعرض المدرجات الزراعية للردم بالصخور والأتربة جراء الانزلاقات الصخرية.

إقرأ أيضاً  وسيلة النساء لتحسين ميزانية الأسرة في رمضان 

وأوضح الجيولوجي محيي الدين حزام لـ” المشاهد” ، أن الامتدادات المحدودة للشقوق والتي تزيد عن 100 متر، حدثت ضمن أرض زراعية وجبلية تتالف من تربة رخوة وهشة، ولم يشمل ذلك امتدادًا إلى المناطق الصخرية.

وتلك الشقوق ناتجة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرا حيث تغلغت مياه الأمطار في طبقات الأرض وبدأت بالتحرك أفقيًا في العمق بفعل الجاذبية الأرضية.

وقال: “بما أن المنطقة تقع على منحدر جبلي فقد أدى ذلك إلى خلخلة بعض الطبقات الرخوة التحت سطحيه بفعل حركة المياه ضمنها، مؤدية بذلك إلى حدوث ما يشبه الانزلاقات لتلك الطبقات، الأمر الذي انعكس على السطح الرخو بحدوث انشقاقات محدودة الامتداد.

وأضاف أن الأمر يدعو للتخوف من انزلاقات كبيرة في تلك المنطقة وخاصة وقوعها على منحدر جبلي.

ويتراوح الانحدار بحدود 80 درجة وخاصة أنها تتألف من طبقات رخوة وغير جيدة التماسك عند اختلاطها بالماء.

وحذر السكان القاطنين تحت ذلك المنحدر، توخيًا لأي انزلاقات وشيكة قد يرافقها انهيارات صخرية.

وترتفع المخاطر من الانزلاقات الصخرية خلال مواسم الأمطار، نتيجة تسرب كمية من المياه إلى عمق الأرض من خلال تلك الشقوق بحسب المهندس عدنان الشوافي.

وقال إن درجة ميول المنحدر تسارع في الانزلاق كلما كان أكثر إيلانًا، حد وصفه، مناشدًا سكان المنطقة والجهات المختصة في محافظة عمران إلى التحرك الفوري لتقييم الوضع هناك.

وشهدت اليمن خلال الأسابيع الماضية زيادة في معدل هطول الأمطار الموسمية فوق المتوسط بحسب خبراء الطقس.

وتسببت تلك الأمطار بخسائر بشرية ومادية وجرفت عشرات المنازل في محافظات عدة وشردت مئات الأسر وقطع طرقات وانهيار عدد من السدود والحواجز المائية بسبب السيول الناتجة عنها.

مقالات مشابهة