المشاهد نت

في اليوم الدولي للسلام صحفيون يؤكدون: تحري المصداقية ضرورة لتعزيز بناء السلام

حفصة عوبل

في اليوم الدولي السلام الذي يصادف 21 سبتمبر من كل عام، أكد عدد من الإعلاميين اليمنيين على ضرورة تحري المصداقية في نقل الأخبار للحد من خطاب الكراهية والتغلب على الصعوبات التي تهدد المحتوى الإعلامي المعزز للسلام.

وتقدم العديد من المنصات الإعلامية اليمنية قوالب مختلفة تشمل التقارير الاذاعية، التلفزيونية او التقارير المكتوبة لتغطية مواضيع متصلة بالسلام أو فعاليات من شأنها لجم فوهات البنادق وعودة الحياة لطبيعتها.

 الا ان العاملين الإعلاميين ممن ينشطون في تغطية مواضيع السلام يتعرضون لصعوبات تعيق تحركاتهم، بل وتظهرهم بعض أطراف الحرب بأنهم دعاة “للانهزام” أو تتهمهم بالعمل “ضمن أجندة خارجية.”

في هذا التقرير يشير عدد من الاعلاميين الذين تحدثوا للمشاهد إلى الصعوبات الي تقف أمام استمرار إنتاجهم الإعلامي المحفز للسلام.

تحري المصداقية للتغلب على الصعوبات

يقول محمد المريسي، مراسل تلفزيوني لقناة بلقيس اليمنية أن الانتقال لتغطية موضوع من شانه تعزيز التقارب بين المتحاربين يأتي على رأس قائمة الصعوبات التي تحد من تحركات صحافيي محطات التلفزة.

يسرد المريسي قصة محاولته تصوير تقرير متلفز عن تبادل الأسرى بين المتحاربين وتسليط الضوء على انها خطوه تقود البلاد باتجاه السلام.

يقول المريسي “واجهت عدة صعوبات، منها صعوبة الحصول على المصادر، عدم تجاوب المصادر معي، ايضاً الاماكن لم تكن امنة للتصوير. ولان القناة محسوبة على الشرعية في البلاد كنا نواجه تهديدات من الطرف الاخر (الحوثيين) بالقتل لذلك حصولنا على معلومات عنهم او حتى فيديوهات كانت صعبه وشبه مستحيلة.”

المريسي الذي يعمل مراسلا ميدانيا للحرب الدائرة في اليمن، يشير أن المحتوى الإعلامي له رسالة مؤثرة للدفع بعملية السلام وقد يقارب بين المتحاربين خصوصا عندما يأتي هذا المحتوى من المراسلين الميدانيين الذين يعيشون مع المتحاربين “

بدورها، ميادة سلام وهي صحفية تعمل في الوكالة اليمنية سبأ، تقول ان وجود أطراف متعددة فاعلة على الأرض مثل الانتقالي والشرعية والحراك الجنوبي والحوثيين تحتم على الصحفيين انتاج محتوى إعلامي يعزز من السلام والتعايش.

ويزيد تعدد أطراف الحرب من صعوبات التنقل للتصوير الميداني. فكل مجموعة مسلحة تتحكم بنطاقها الجغرافي ولا يتم التعاون مع الصحفيين لتسهيل مرورهم أو إنجاز مهمتهم، حسب المريسي.

لكنه يستدرك أن تحري المصداقية في نقل المعلومات من المصادر الموثوقة يساعد في التغلب على مثل تلك الصعوبات.

ويوافقه في ذلك الصحفي ياسر حسن، مراسل قناة الجزيرة الإخبارية في اليمن، الذي يقول إن “تحري الدقة والمصداقية وعدم نقل أي خبر أو معلومة إلا بعد التثبت منها من عدة مصادر، وإيصال أصوات جميع الأطراف في القصة ” من شأنه خفض حدة الصعوبات.

مضيفا “لا تعادي أحدا. فكل جهة ستحتاج إليها يوما ما في عملك الصحفي.”

مشيرا أن “العمل بمهنية في كل الظروف والابتعاد عن الإغراءات التي تفسد العمل الصحفي من شأنه تذليل الصعوبات.”

ويقول إن “نقل معاناة الناس البسطاء وكشف الفساد في أي جهة كانت” تقرب الصحفي أكثر من البيئة التي يعمل فيها.

المصادر تراقب نفسها

ويشير حسن، أن المصادر للمعلومة الصحيحة تبقى شحيحة وإن “وجد المصدر فهو خائف ولا يعطي كل ما عنده من معلومات وحقائق.”

ومع ذلك يرى حسن أنه بالرغم من “الانفلات الأمني والعمل في بيئة غير مناسبة في بلد تحكمه مليشيات خارج نطاق الدولة، وسط انقسامات سياسية ومناطقية كبيرة؛ الا ان المحتوى الإعلامي من بعض اعمالي عن السلام تحدث تغييرا في المجتمع، وبعض مرافق الدولة وإن كان طفيفا، وبعضها يكون أثره محدودا لكنه يحدث تغييرا ولو لوقت قصير.”

صحفيون يعملون مع جهات لا تمثل توجههم المهني

انحسار الإعلام المستقل في اليمن دفع بالعديد من الصحافيين العمل لدى جهات لا تمثل توجههم المهني والتحريري.

يقول أشرف الريفي، سكرتير لجنة الحريات في نقابة الصحفيين اليمنيين: الوضع المالي أجبر صحفيين العمل مع وسائل اعلام تتبع جهات عسكرية ومليشيات، والبعض ليس مقتنع بالسياسة التحريرية، لكن الظروف اجبرتهم على ذلك.”

منوها أن “هذه الوسائل قد ربما تنتهج خطابا تحريضيا وغير مهني ولا مسؤول، تؤجج الصراعات والفتن.”

 وهذا الظرف الجديد على الصحفيين في اليمن يعود إلى انحسار الإعلام المستقل في مقابل ظهور إعلام لا يسمح بالعمل المهني ولا القبول بالرأي الآخر، حسب الريفي.

ويرى الريفي أن “الانقسام السياسي الحاصل في البلد، هو ما جعل كل الاطراف تعمل على تصنيف الصحفيين ومحاولة استقطابهم والتأثير على مصطلحاتهم.”

موضحا أن بعض الجماعات تصنف الصحفيين ضمن خانات معينة بمجرد استخدام بعض الالفاظ التي ترى هذه الجماعة أو تلك ان هذا اللفظ او المصطلح معاديا لها أو يخدم الطرف الآخر.”

مقالات مشابهة