المشاهد نت

تعز …مخاطر توشك أن تقطع المرور في هيجة “العبد” بشكل كلي

طريق هيجة العبد جنوب مدينة تعز - عدسة مراسل " المشاهد"

تعز – مازن فارس :

انطلقت، مساء أمس الاثنين، حملة إلكترونية للمطالبة بإنقاذ طريق “هيجة العبد” التي تربط مدينة تعز بالمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
الحملة دعت لها “حملة جسد واحد” (مبادرة شبابية)، انطلقت في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، عبر وسمي: #انقذواشريانتعز و#هيجه_العبد.
وقال الناشط صلاح الأكحلي لـ”المشاهد”، إن الحملة الإلكترونية تهدف إلى المطالبة بإنقاذ شريان تعز الوحيد، وتُعبّر عن غضب وسخط أبناء تعز من تقاعس وإهمال الحكومة والسلطة المحلية بعمل حلول لتأهيل طريق هيجة العبد.
وأضاف الأكحلي، وهو أحد المسؤولين عن الحملة، أن الطريق توشك على الانهيار، وما هي إلا مسألة وقت حتى تنقطع بشكل كلي، مشيراً إلى أن تدهور الطريق أدى إلى زيادة معدل الحوادث، وصعوبة مرور الشاحنات، فضلاً عن توقف حركة السير فيها بين الحين والآخر.

تعز ...مخاطر توشك أن تقطع المرور في هيجة "العبد" بشكل كلي
طريق هيجة العبد


وتعاني طريق هيجة العبد من الحفريات والتعرجات الوعرة، الأمر الذي بات اليوم يهددها بالإغلاق أمام تنقل المسافرين.
وتقع الطريق على منحدر جبلي يصل ارتفاعه إلى 3 آلاف متر عن سطح البحر، ويمر عبره يومياً مئات المركبات والشاحنات التي تقل المسافرين والدواء والغذاء والمشتقات النفطية وغيرها من الاحتياجات الأساسية لسكان مدينة تعز.

حظيت الحملة الإلكترونية بتفاعل كبير وواسع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين حمّلوا السلطة المحلية والحكومة مسؤولية ما وصفوه بـ”الإهمال والتقاعس”.
وتداول المستخدمون صوراً تظهر تشققات في الطريق وتصدع الإسفلت وانهيار بعض الجسور.
ويقول الصحفي سامي نعمان، في تدوينة عبر “تويتر”، إن طريق هيجة العبد الجبلية الضيقة المنحدرة بخطورة، كانت مجرد طريق تخدم بضع مديريات وقرى جنوبي تعز، وتربطها بأخرى في لحج وصولاً إلى عدن.
ويضيف نعمان: “لكن بتحولها إلى طريق رئيسية مع الحصار الحوثي لتعز، سبب ذلك ضغطاً شديداً وفتاكاً عليها، وضاعف من إهلاكها السيول الجارفة والانهيارات الصخرية المتكررة”.
أما الناشط منصور الأصبحي فيقول إن “هيجة العبد تعد واحداً من المشاريع الوحدوية لربط الشمال بالجنوب، فلا نخذل الوحدة اليمنية بإهمال هذه الطريق التي تتدهور كل يوم، وربما لن تصمد طويلاً”.
بدوره، كتب الناشط أحمد الحناني على “تويتر” بالقول إن “هيجة العبد المتنفس الوحيد، وعصب الحياة بالنسبة لمدينة تعز، وتربطها بالمحافظات الأخرى، أصبحت شبه مقطوعة ومهددة بالإغلاق بعد تعرضها للخراب”.
ويضيف متسائلاً: “أين إيرادات السلطة المحلية، التي تقدر سنوياً بمئات الملايين؟ وأين حكومتنا الشرعية؟”.

إقرأ أيضاً  مسلسل «ممر آمن»… الأمن مسؤولية مشتركة

الأضرار التي لحقت بالطريق، وباتت اليوم تهدد بإغلاقها، تتمثل بجرف طبقة الإسفلت بنسبة 80%، وتهدم الجدران التي تسند الإسفلت ومجاري المياه، بالإضافة إلى التساقط المستمر للصخور والأتربة التي تسببت بإغلاق مجاري المياه، بحسب سامي الأكحلي، نائب رئيس اللجنة المجتمعية لإصلاح طريق “هيجة العبد”.
وعزا الأكحلي التدهور إلى توقف أعمال الصيانة الدورية للطريق من تنظيف لمخارج المياه وترقيع الحُفر، فضلاً عن غياب دور الجهات الحكومية في استكمال صيانة وترميم الطريق.

تعز ...مخاطر توشك أن تقطع المرور في هيجة "العبد" بشكل كلي


ويقول لـ”المشاهد”، إن “الطريق أصبحت منذ نحو 5 أعوام منفذاً وحيداً لتعز تسلك عبره يومياً عشرات المركبات الثقيلة والمتوسطة؛ بينما الطريق صُممت كطريق ريفية، درجة ثالثة، لعبور السيارات والمركبات الخفيفة”.
ويلقي الأكحلي باللوم على “صندوق صيانة الطرق باعتباره المسؤول الأول الذي تقع المسؤولية على عاتقه”، حد قوله، لافتاً إلى أن دور السلطة المحلية يقتصر على متابعة الحكومة، وليس جلب التمويل.
وفي مطلع أبريل الماضي، توقف العمل في مشروع صيانة الطريق بعد عدة أشهر من بدء العمل فيه.
وآنذاك، اتهم المدير التنفيذي للمشروع المهندس عارف الأكحلي، في تصريح لـ”المشاهد”، السلطات المحلية بمديريتي المقاطرة والشمايتين بمحافظتي لحج وتعز، بالوقوف وراء توقف أعمال صيانة الطريق.
وحاول “المشاهد” التواصل مع مكتب الأشغال في تعز ومسؤولين في السلطة المحلية، لمعرفة أسباب توقف مشروع الصيانة، والإجراءات المُتَّخذة لإنقاذ شريان المدينة الوحيد من الإغلاق، لكن هواتفهم لا ترد.

مقالات مشابهة