المشاهد نت

ما هو مصير مستقبل التعليم في اليمن بعد تقرير دافوس؟

صورة تعبيرية

تعز – سالم الصبري:

همٌّ آخر يضاف إلى هموم ومعاناة اليمنيين جراء الحرب التي تدور رحاها منذ 6 سنوات، بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والحكومة المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بعد أن أكد مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، عن خروج 6 دول عربية من قائمة التقييم العالمي في جودة التعليم، ومنها اليمن، بالإضافة إلى سوريا والعراق وليبيا والسودان والصومال.
وكان وقع هذا الخبر على اليمنيين صادماً ومؤثراً، كونه يستهدف مستقبل أولادهم، كما يقول لـ”المشاهد” عبدالله الصبري، موظف حكومي في محافظة تعز، لكنه يقول إن الخطوة جاءت كنتيجة طبيعية للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد من حرب وتدمير وخراب المدارس، ونزوح ملايين اليمنيين، وانقطاع رواتب الموظفين، وغياب الدولة والحكومة عن هموم المواطنين واحتياجاتهم، وعلى رأسها قطاع التعليم.

معايير الجودة

ويعتمد مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، على عدة معايير، أهمها “المؤسسات التعليمية والابتكار، بيئة الاقتصاد الكلي، التعليم الجامعي، التدريب، الصحة، والتعليم الأساسي”.
وأشار تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2002، الذي تناول الاستراتيجية العامة لإصلاح التعليم في المنطقة العربية، إلى أن هناك عدداً من المبادئ الأساسية لقياس جودة وكفاءة التعليم، مثل احترام كرامة الفرد، ومنح الأسبقية للإبداع، وتحسين فرص الحصول على فرص تعليمية متساوية.

“اليمن بعيدة عن تحقيق شروط جودة التعليم”

وماتزال اليمن بعيدة عن تحقيق شروط جودة التعليم في المديين القريب والمتوسط، بحسب مدير عام الإدارة العامة للإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة اليمنية، محمد حسين الدباء.
وأضاف الدباء لـ”المشاهد” أن من أهم شروط جودة التعليم هي وجود صف دراسي لكل 25 طالباً، ووجود معلم لكل 25 طالباً، وموجه (مرشد تربوي) لكل 100 معلم، إضافة إلى توفر مدرسة لكل 200 طالب، وتوفر التجهيزات والمختبرات والوسائل التعليمية لكل مدرسة، وهذا ما لا يتوفر في معظم مدارس اليمن، على حد قوله.
واعتبر رئيس مركز البحوث والتطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة، الدكتور عبده غالب العديني، خروج اليمن من تصنيف جودة التعليم أمراً وارداً في ظل الوضع التربوي القائم، مؤكداً لـ”المشاهد” أن هناك فهماً مغلوطاً في ما يتعلق بتقرير دافوس وتأثيره علي مستقبل التعليم في اليمن.
وقال: “لا علاقة للتقرير الصادر عن منظمة دافوس، كمؤشر لجودة التعليم، باتخاذ القرارات الخاصة ببطلان الشهادات أو اعتمادها”.

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

كيف يتم إصلاح منظومة التعليم؟

وكثر الحديث والترويج لما يتعلق بهذا التقرير، وخروج اليمن من تصنيف جودة التعليم، هذه الأيام، مقروناً بترويج عدم قبول الطلاب اليمنيين في الجامعات الإقليمية والدولية، وبطلان شهاداتهم، نتيجة لذلك التقرير، بحسب العديني، قائلاً: “هي ترويجات لا أساس لها من الصحة، لأن قبول الطلاب للدراسة في الجامعات الإقليمية والدولية مرتبطة باتفاقات وبروتوكولات بين الدول، وليس لها علاقة بهذا التقرير على الإطلاق”.
ومن أجل إصلاح المنظومة التعليمية في اليمن، لا بد من إعادة النظر في كل مدخلات العملية التعليمية، من المعلم إلى المنهج المدرسي والإدارة المدرسية وطرائق التدريس والتقويم، وتوفير البيئة المناسبة للتعليم، وفي هيكل التعليم ومؤسساته التربوية والتعليمية وتشريعاته، وفق ما يقول العديني.

مقالات مشابهة