المشاهد نت

أيامٌ سينمائية.. لتعزيز صناعة الأفلام في اليمن

صورة تعبيرية

تقرير – مكين العوجري

أعلنت أكاديمية قمرة قبل يومين عن مشروع فني ، يقام لأول مرة في اليمن، تحت عنوان “أيام السينما اليمنية” والذي سوف يستمر 7 أيام .

ويهدف المشروع -بحسب القائمين عليه- إلى تعزيز هوية اليمن الثقافية في ظل الظروف الحالية الأكثر تحدیًا، والحفاظ على جوهر ماضي البلاد وحاضرها من خلال الأعمال السينمائية.

ويأتي ذلك في ظل استمرار العنف وصناعة الموت الذي يسيطر على البلاد، ويبدو أن تلسينما اليمنية أوجدت بارقة أمل تستنهض من خلاله عافيتها مستغلة ظمأ الجمهور وشغف المبدعين الشباب المشاركين في هذا المشروع كأول برنامج لتطوير وتمويل الأفلام اليمنية الوثائقية والروائية.

وقالت سارة إسحاق رئيسة مؤسسة أكاديمية قمرة لـ”المشاهد”: إن المهرجان الذي سينطلق في 21 نوفمبر وسيستمر حتى 15 ديسمبر سيتم من خلاله عرض عدة أفلام مستقلة فنية لصناع أفلام يمنيين داخل وخارج اليمن عبر صفحة أكاديمية قمرة في منصة التواصل الاجتماعي الفيسبوك.

وأضافت سارة “سنجري محادثات مع صناع الأفلام عن تجاربهم في المجال، وسنقدم بعض الدروس المتقدمة والمحاضرات حول كيفية تطوير الأفلام المستقلة والحصول على الدعم”.

دعم الإبداع

وأكدت أن هناك عدة جوائز للفوز بها من خلال مسابقات الجمهور ولجنة التحكيم و”كشك مهرجان أيام السينما اليمنية” التي تقدم لها العديد من صناع الأفلام، للتنافس على أفضل الأعمال السينمائية، في توجه نوعي لأكاديمية قمرة نحو دعم المبدعين من صناع الأفلام السينمائية المتنوعة.

وأوضحت سارة إسحاق أنه سيتم اختيار أربعة مشاريع من المتقدمين (فلمين وثائقيين وفلمين روائيين) للحصول على دعم مادي لتطوير أفلامهم واستشارات خاصة من خبراء إقليمين في صناعة الأفلام.

أيامٌ سينمائية.. لتعزيز صناعة الأفلام في اليمن

وأشارت إلى أن أكاديمية قمرة مؤسسة مسجلة في هولندا وهو مقرها الأساسي، ومؤسسيها شباب يمنيون، لافتة إلى أن المهرجان النوعي الأول مدعوم من قبل الصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق”.

وتشمل المسابقة الرسمية الأولى في اليمن “أيام السينما اليمنية” جائزة لجنة التحكيم، والتي سيفوز بها أفضل فيلم قصير سواء كان (روائي أو وثائقي) يعرض في المهرجان، أما جائزة الجمهور والتي تتركز على صانعي الأفلام داخل اليمن، فمن المشترط أن يحتوي الفلم على حياة شخص في اليمن وسيتم التصويت من قبل الجمهور عبر صفحة الأكاديمية في الفيسبوك.

وقد أعلنت الأكاديمية في وقت سابق عن استقبالها طلبات المشاركة في المهرجان، و كان آخر موعد لها يوم 13 نوفمبر الجاري، حيث كانت قد حددت قبول الأفلام الروائية والوثائقية وأفلام الرسوم المتحركة والأفلام التجريبية والأفلام القصيرة.

إقرأ أيضاً  استعادة ثقة المستهلك الخارجي في البن اليمني

وستبدأ ليلة الافتتاح 21 نوفمبر بعرض الأفلام “حبة” صابرين اليوسفي، و”متى ستعود” عبد الرحمن الورد، و “فريد” محمد الرقيب، و “القوماني” حسين السعد، و”برواز” أنور فكري.

السينما في اليمن

وعن تاريخ السينما في اليمن يقول الصحفي فاروق السامعي “مثّل عام 1910 البداية الحقيقية لظهور المسرح في مدينة عدن، وبعدها بسبع سنوات ظهرت السينما، أي عام 1917 في مدينة عدن؛ التي كانت حاضرة الجزيرة العربية ووجهها المدني طوال قرن ونصف”.

وأوضح السامعي أن بداية المسرح كانت عبر عرض مسرحيات مترجمة لشكسبير وغيره، كما كانت بدايات معظم المسارح العربية، بينما كانت العروض السينمائية تكتفي بالأفلام المتحركة المعروفة في ذلك الوقت مثل أفلام شارلي.

ويرى فاروق السامعي أن السينما اليمنية لم تتجاوز واقع المستهلك عبر شراء الأفلام وعرضها في الدور السينمائية طول مراحلها بينما حاول المسرح طرق أبواب الإنتاج المحلي كخطوة متقدمة على الفن السابع ولم يكتب النجاح الكامل له.

وأشار إلى أن عدد دور السينما في اليمن وصل إلى 49 دارًا وقال “تم إغلاق معظمها بسبب المد السلفي الوهابي والحركة الشيعية الحوثية وتعطلت المسارح الافتراضية الخاصة بالمراكز الثقافية الرسمية”، لافتًا إلى أن الجمهور تحول إلى متابعة الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.

وتابع “هنالك بعض المبادرات الخاصة والفردية لبعث المسرح والسينما والبدء بإنتاج أفلام سينمائية حقيقية تتجاوز الأفلام الوثائقية القصيرة وكذلك إحياء المسرح مجددًا لكن ظروف البلاد ووضع الحرب والحركات الرجعية بها تحول دون استمرار تلك المبادرات”.

وتعد أكاديمية قمرة جهة تدريبية وتعليمية وداعمة لإنتاج الأفلام في اليمن، وتتمتع بخبرة استثنائية في الإنتاج والمحتوى الإعلامي، ولديها خبراء يعملون على دمج الدراية والرؤية بالمقدرة والخبرة، فيما يتعلق بالرسوم المتحركة، والقصص الخيالية، إلى تقارير الأخبار والأفلام الوثائقية الطويلة.

وبحسب تصريح لموقع الأكاديمية، فقد قام فريقها بدعم ظهور عدد من مواهب الیمن الأكثر إثارة، وكذا جمع شبكة مزدهرة لا نظير لها من الإعلامیین المحترفين العاملين لحسابهم الخاص من كافة أنحاء البلاد.

وشهدت السينما اليمنية خلال السنوات الماضية تراجعًا كبيرًا نتيجة التطرف الذي مارسته بعض الأجنحة الدينية والقبلية في اليمن، ونجحت في تشويه صورة السينما، ومع الثورة التكنولوجية الكبيرة يحاول الكثير من الشباب اليمنيين انتشال العمل السينمائي بأعمال تكاد تكون معدودة أو ربما لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.

مقالات مشابهة