المشاهد نت

أطفال اليمن في اليوم العالمي.. حقوق مسلوبة

عدن – فاطمة العنسي

باللون الأزرق، احتفلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، باليوم العالمي للطفل، في اليمن بإضاءة ثلاثة معالم يمنية شهيرة هي قلعه “صيره” في عدن ومدينة “شبام” في حضرموت و”قلعة القاهرة” في تعز.

بعيون بريئة يملؤها الحزن، شاهد أطفال اليمن المعالم التاريخية الثلاثة مُنارة في حدث هو الأول من نوعه، الغرض منه مناصرة الأطفال في الحصول على حقهم في اللعب والمرح، حسب المنظمة الدولية.

بيد أن لا لعب ولا مرح في بلد تقول فيه المنظمات الحقوقية، إن الحرب في اليمن خلفت وضعًا كارثيًا تسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وبات أكثر من 12مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وقالت منظمة “سام” للحقوق والحريات بمقرها في “جنيف”، في تقرير لها إن “توقف صرف مرتبات المعلمين، وتوقف أكثر من 2500، مدرسة بسبب الحرب حرم ما يقارب 2000.000 مليوني طفل من الذهاب إلى المدارس.

مؤكدة أن استمرار الصراع حرم الأطفال من آبائهم الذين يقبعون في السجون، أو من قتلوا في المعارك، فيما أجبرتهم الظروف الاقتصادية على ترك المدارس والذهاب إلى سوق العمل دون آمن أو ضمانات.

وفي سياق متصل قال مدير إدارة البرامج والمشاريع في منظمة يمن الطفل والشباب مختار الوجيه، إنه “وبعد مرور ست سنوات من الحرب الدائرة، والتي كان أكثر ضحاياها من الأطفال مادون سن 18، كانت إصابتهم مباشرة، مؤدية إلى الموت أو الإعاقة الكلية أو الجزئية أو الاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى حرمانهم من التعليم؛ نتيجة تعرض المدارس للقصف أو بسبب النزوح، فضلًا عن عزوفهم عن التعليم مقابل البحث عن مصدر دخل يعولهم ويعول أسرهم.

التقرير السنوي للأمم المتحدة الصادر في 9 يونيو 2019 حول الأطفال في مناطق النزاع الذي دون الوضع في اليمن، كشف أن 215 طفلًا تم تعرضهم إلى عنف شديد، فيما سجل التقرير أيضًا تجنيد 680 كمقاتلين بينهم 43 فتاة.

ولفت التقرير إلى أن نحو 100 طفل قاصر تم اعتقالهم في 2019، مقسمة الحالات إلى 68 في سجون جماعة أنصار الله ( الحوثيين)، تلاهم الجيش اليمني بـ 26 طفلًا، تم إطلاق سراحهم لاحقاً.

من جهته أشار الوجية في حديث خاص لـ”المشاهد”، إلى أن وضع الأطفال بعد مرور ست سنوات من الحرب أصبح مخيفًا والذي سيعكس من وجهة نظره أثره على العقد القادم في الحياة العامة، مؤكدًا أنه “يجب اتخاذ الإجراءات المناسبة لمصلحة الطفل لكي يعود إلى حياته الطبيعية من خلال برنامج الدعم النفسي والمساحات الصديقة للأطفال وإعادة تأهيل المدارس وملحقية المدارس، خصوصا في مناطق ومخيمات النزوح”.

إقرأ أيضاً  عمالة الأطفال في رمضان

وتابع حديثه لـ”المشاهد”: في محافظة تعز فقط تم رصد 893 انتهاك طفل وطفلة، فيما بلغ عدد إصابات الأطفال 515، فيما بلغ عدد الأطفال المتأثرين نفسيًا 7063، كما تحول 230 طفلًا إلى عمال عقب توفي رب الأسره.

وقال رئيس اتحاد أطفال اليمن فائز الشوافي “هولاء الأطفال قتل الكثير منهم بسبب الحرب جراء تعرضهم لهجمات سافرة، فيما فقد جزء منهم حياته أثناء لعبهم في الهواء الطلق مع أصدقائهم، أو أثناء تواجدهم بسلام داخل منازلهم بالقرب من أسرهم”.

وختم الشوافي لـ”المشاهد” قوله: نطالب جميع المنظمات الإنسانية العالمية التي تعمل في اليمن، ببذل مزيد من الجهد في مساعدة أطفال اليمن للعيش بسلام.

ويعيش ما يقارب 1.2 مليون طفل في اليمن في 31 منطقة مشتعلة بالنزاع، أبرزها (الحديده وتعز وصعدة ومأرب وحجه).

وقال تقرير لليونيسيف في فبراير 2019 “يتغلغل أثر النزاع عميقًا في اليمن، ولم يوفر ولو طفلًا واحداً، العنف المهول على مدى السنوات الأربع الماضية، وارتفاع مستويات الفقر، إضافة إلى عقود من النزاعات والإهمال والحرمان، وضع عبئًا ثقيلًا على المجتمع اليمني، وتمزق نسيجه الاجتماعي، الأمر سيئ خاصه للأطفال”.

ودعت اليونيسيف مجددًا جميع الأطراف المتحاربين إلى وضع حدٍ للعنف في المناطق المشتعلة وفي جميع أنحاء اليمن، وإلى حماية المدنيين، وترك الأطفال بعيداً عن الأذى، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى الأطفال وعائلاتهم أينما كانوا في البلاد.

وأصدرت اللجنة الوطنية للتحقيقات من الانتهاكات في اليمن تقريرًا بمناسبه اليوم العالمي للطفولة، قالت فيه إنها حققت في سقوط 661 طفلًا من الجنسين نتيجة القصف والتشويه وانفجار الألغام والتجنيد والتعذيب والعنف الجنسي من بينها 149 حالة تجنيد واستخدام الأطفال في الصراع، و145 قتيلًا بسبب القذائف والألغام، بالإضافة إلى جرح وتشويه 367 طفلًا/ةً، والاعتداء على تسع مدارس أساسية، وحرمان الأطفال من التعليم فيها، معربة عن قلقها الشديد إزاء ما يتعرض له أطفال اليمن من انتهاكات لحقوقهم خاصة في ظل استمرار الصراع.

مقالات مشابهة