المشاهد نت

الطريق الصحراوي بين مأرب والجوف… وكر لقطاع الطرق ومصيدة للمسافرين

صورة تعبيرية

الجوف – سيف راجح:

أسفرت المواجهات العسكرية في محافظة الجوف (شمالي شرق البلاد) عن تغيير الخط الرابط بين محافظتي مأرب والجوف، إلى الطريق الصحراوي شمال الجوف، ما عرض المسافرين لحوادث تقطع مستمرة، ونهب ما يمتلكونه بحوزاتهم.
وتعبر مئات العربات يومياً على ذلك الخط، نتيجة إغلاق خط الجوف مأرب حضرموت، منذ مطلع العام الجاري، بسبب المواجهات العسكرية المستمرة على تلك الطرقات.
وكان الطريق الصحراوي ملاذاً للمهربين وقطاع الطرق والفارين من الخلافات القبلية لتجنب المرور من الخطوط الرئيسية خوفاً من قضايا الثأر العالقة بين القبائل المختلفة.
الطريق الصحراوي الممتد على طول 150 كم، يشكل خطورة لعدم وجود سكان فيه، فضلاً عن وجود الكثبان الرملية.
ويقول صالح المزروقي، أحد سكان الجوف: “أغلب السواقين وأصحاب السيارات عندنا يعرفون هذه الطرقات، ويعرفون مسالكها بحكم الخبرة، ولا يتوهون فيه إلا نادراً، لكن الذين لا يعرفون مسالكه يتعرضون للخطر”.

مخاطر على الطريق الصحراوي

وأغلب المسافرين يقعون ضحايا لقطاع الطرق ولصوص الصحراء، وفق شكاوى سائقين تعرضوا للنهب. ويقول يحيى ملحان، سائق شاحنة: “هذا الطريق يعرضنا لمخاطر لا ننجو منها إلا بصعوبة بالغة”.
ويضيف ملحان: “إن نجونا من قطاع الطرق واللصوص في الصحراء، فلا ننجو من التغاريز والرمال المتحركة، وإن نجونا منها لا نستطيع إيجاد طريقنا في متاهات وتشعبات صحراوية لا نعرف آخرها، إننا لا نخرج منها إلا وقد أصبحت شاحناتنا مغطاة بأكوام من الغبار، وبحاجة لصيانة كاملة”.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأسابيع الماضية، أخبار تعرض مسافرين وسائقي شاحنات إلى عمليات سطو ونهب في الطريق، أبرزها حادثة تعرض سائق شاحنة نقل إلى عملية نهب من مسلحين نهبوا أدوات ثمينة وأموالاً كان يحملها، قبل أن يتركوه وحيداً بشاحنة معطلة، في منتصف الطريق.
وتداوال ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، صورة لسائق سيارة مقتولاً في سيارته بالطريق الصحراوي.
وأشارت أصابع الاتهام إلى عصابات من قطاع الطرق الذين بثوا الذعر في نفوس المسافرين على طول الطريق الصحراوي.
وفي حال عدم المعرفة بالصحراء، فإن المسافرين يصلون إلى مناطق الاشتباكات المشتعلة بين القوات الحكومية والحوثيين، التي تتوزع في مناطق مختلفة على طول الصحراء بالرويك والريان والأقشع وبئر المرازيق، ومناطق أخرى تتحول في أوقات مختلفة إلى منطقة حرب مفتوحة لا ينجو منها المسافر سيئ الحظ الذي يصل إليها خطأً.
واستنكر عبدالهادي العصار، مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف، في منشور على “فيسبوك”، عمليات التقطعات والنهب التي يقوم بها قطاع الطرق على المسافرين، ودعا إلى ضرورة إيجاد حل لحمايتهم من هذه العصابات المارقة.

إقرأ أيضاً  استعادة زراعة وتصدير البصل في المخا

غياب للجهود الأمنية

ويعود سبب غياب الأمن على الطريق الصحراوي إلى انشغال القوات الأمنية بمحافظة مأرب في تأمين مديريات المحافظة، وانشغال القوات الأمنية لمحافظة الجوف بمساندة القوات الحكومية في جبهات القتال في سبيل استعادة محافظة الجوف، وفق مصدر أمني.
لكن ناشطين يمنيين يدعون إلى ضرورة قيام السلطات المحلية في محافظتي الجوف ومأرب، بحماية الطريق الصحراوي بين المحافظتين، ووضع نقاط عسكرية أو أمنية لتأمين المسافرين من الأخطار التي تتربص بهم على طول الطريق.
ودعا سيف سراج، القائم بأعمال مكتب إعلام الجوف، في منشور له على صفحته في “فيسبوك”، السلطات المحلية وقوات المنطقة العسكرية السادسة إلى ضرورة وضع نقاط أمنية لحماية المسافرين في الطريق الصحراوي.
في ظل هدا الوضع تبقى الطرقات والخطوط الرئيسية مسرحاً للمواجهات المستعرة، دون أمل في إيجاد حل، مع اشتداد المعارك العسكرية بين الطرفين.

مقالات مشابهة