المشاهد نت

تعز: “الأمل للتوحد” يتعافى من جديد

تعز – مكين العوجري

بعد معاناة الطفل ياسر مع مرض التوحد، خلال توقف مركز الأمل للتوحد بتعز، على مدى 3 سنوات، بسبب الحرب، بدأ يستجيب للأوامر تدريجياً في المركز ذاته الذي فتح أبوابه لمرض التوحد من جديد، للتخفيف من معاناة المرضى.
ومن المهارات التي تلقاها ياسر في المركز، قبل عام ونصف، الاستقلالية والحركية والاجتماعية وبرنامج التخاطب التي تجاوز من خلالها التكرار ومشاكل حياتية كثيرة في المركز ومنزل أسرته.
ويُعرف مرض التوحد بأنه اضطراب عصبي نمائي تظهر فيه أعراض في مرحلة الطفولة المبكرة، وفق ما تقول الأخصائية في مركز الأمل، سارة الدبعي، مضيفة: “عندما يكون التدخل مع الطفل في سن مبكرة، يكون الأثر أفضل، إلى جانب تعاون الأسرة في تطبيق نفس البرنامج بالمنزل الذي نقدمه للطفل خلال 4 ساعات بالمركز”.

تعز: "الأمل للتوحد" يتعافى من جديد
تحديد مستوى القدرات العقلية للأطفال


ويخضع الطفل لتحديد مستوى القدرات العقلية والمشاكل السلوكية، ومعرفة جوانب القصور، من أجل تقديم البرنامج المناسب له.
ويخضع الأطفال المصابون بالتوحد لبرامج تعديل السلوك والتواصل وتنمية المهارات الاجتماعية واللغوية والمعرفية وتنمية القدرات العقلية والذهنية وتطوير المهارات الحركية والتنظيم والاستثارة الحسية والتخاطب والمهارات الأكاديمية، فضلاً عن تلقى أسر الأطفال دورات توعوية بين فترة وأخرى لإكسابهم الخبرات حول كيفية التعامل مع الاضطراب لدى الأطفال. كما يقدم المركز خدمات شاملة مثل الخدمات الصحية من خلال التنسيق مع المستشفيات الحكومية، أو مختبرات صحية من أجل إعفاء الطلاب، أو خصم نسبة وتوفير العلاجات، إضافة إلى تواصله مع المنظمات من اجل توزيع سلل غذائية بين فترة وأخرى. كما يقوم المركز بتنفيذ أنشطة ترفيهية إلى الحدائق والأماكن المفتوحة، حسب إمكانيات المركز، بحسب امل السقاف، مديرة مركز الأمل.

خدمات تاهيلية لـ57 طفلاً

تأسس مركز الأمل للتوحد عام 2007، بشكل بسيط للغاية، وتطور تدريجياً إلى أن أصبح مستقلاً، وتم افتتاحه رسمياً في 2009، ويتبع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم، ويعتبر المركز الوحيد داخل محافظة تعز، والذي يقدم الرعاية لفئة التوحد.
ويقدم المركز خدمات تأهيلية وتربوية شاملة لـ57 طفلاً يعانون من اضطراب التوحد، وذلك في حدود الإمكانيات المتاحة له، بحسب السقاف، مشيرة إلى أن المركز يقوم بجهود جبارة من أجل خدمة هذه الفئة أسوة ببقية الأطفال في المجتمع.
واستطاع مركز الأمل للتوحد بتعز، قبل الحرب، أن يدمج عدداً من الطلاب الذين خضعوا للبرنامج خلال عامين، وتحسنت سلوكياتهم الحياتية، منها الكلام وتناول الطعام والذهاب إلى الحمام، بعد تدريبات طويلة عليها، وتم دمجهم في المدارس.
وتجاوز المركز كل التحديات التي أحدثتها الحرب. وتقول السقاف: “واجهنا عقبات كثيرة في بداية تفعيل المركز بعد توقفه بسبب الحرب، وذلك بسبب وجود المبنى الرئيسي للمركز جوار فندق سوفتيل، والذي يعتبر منطقة اشتباكات، فكنا مضطرين إلى استئجار مبنى في الحوبان من أجل خدمة الأطفال التوحديين في تلك المناطق”.
وتضيف: “بحثنا عن مبنى يتناسب مع الإمكانيات المتاحة لدينا في ظل تعقد الأزمة في البلد، وتوقف النفقات التشغيلية الخاصة بالمركز، وحصلنا على مكان في منطقة الحصب وسط مدينة تعز”.

إقرأ أيضاً  سماهر.. الإبداع في الرسم لمواجهة تحديات المعيشة
تعز: "الأمل للتوحد" يتعافى من جديد
مركز الأمل يتجاوز تحديات الحرب

صعوبات أمام المركز

تجاوزت إدارة المركز الكثير من الإشكالات، وتم توفير الأثاث والوسائل التعليمية، وإعادة تأهيل الكادر، واستطاع المركز الوقوف من جديد، وعاد نشاطه أقوى من السابق، حد تعبير السقاف.
وكان للمبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني دور بارز في الإسهام بنهوض المركز، وتفعيل خدماته التأهيلية للأطفال، وفق السقاف، قائلة: “مع استمرار الحرب ووجود الأعمال الطوعية بالمحافظة، كان للمبادرات الشبابية دور في مساعدة المركز من خلال توفير بعض الوسائل التعليمية ورفع معنويات الكادر العامل وتنفيذ أنشطة متعددة”، مضيفة أن الصندوق الاجتماعية للتنمية بتعز نفذ سلسلة من الدورات والبرامج التأهيلية للمركز خلال الفترة السابقة.
لكن مازال المركز يواجه مشاكل عدة، حيث تقول  السقاف: “نعاني من نقص الوسائل التعليمية المعينة لتقديم أفضل الخدمات للطلاب والألعاب الترفيهية وخدمة التوصيل للأطفال من وإلى المركز، وكذلك غياب الرواتب والحوافز للكادر التدريسي بالمركز”.
وتشير إلى أن النفقات التشغيلية المقدمة من صندوق المعاقين قبل الحرب، كانت مخصصة للمركز الرئيسي في سوفتيل، ومع استحداث فرع للمركز في المدينة أصبحت النفقات قليلة جداً لا تغطي احتياجات المركز، وبخاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية في البلد.
وتدعو السقاف مكتب التربية والتعليم إلى اعتماد درجات وظيفية للكادر العامل في المركز كونهم يمتلكون الخبرات العديدة منذ سنوات، ويعملون بشكل طوعي دون أي مقابل، وتطالب بزيادة النفقات التشغيلية للمركز، وتوفير وسائل التوصيل للأطفال والكادر من وإلى المركز، وتوفير مبنى خاص ومستقل له.

مقالات مشابهة