تعز- مكين العوجري :
لم يرضخ لقساوة الفقر المتربع على عرش الكثير من اقرانه في ظل الحرب الدائرة في البلد، فاتخذ من السلوك السليم دار نجاة لكافة افراد اسرته، حميد الابيض (من الفئات المهمشة): “كنا كلما نشاهد اي شخص فيه سعال أو عطاس أو نزلات برد نحاول نبتعد منه بشكل كبير جدا ونعتبره مصاب ونعمل على ايصاله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات”.
حميد الابيض رب أسرة مكونة من 10 افراد، ونازح من شارع الاربعين بتعز إلى تجمع للمهمشين يسمى بالمحوى، بحي الشماسي بمديرية صالة بمدينة تعز يقول أنه أصيب بالرعب الشديد خلال الاشهر الماضية من العام 2020م، فلم يتعرض احد من اسرته لمكره ما.
وقاية والتزام
ومع تفشي فيروس كورونا (كوفيد19) في اليمن وتردي الوضع الاقتصادي حاول حميد الابيض توعية جميع افراد أسرته والزامهم بإتباع الاجراءات الاحترازية لتجنب الاصابة بالفيروس، حيث يضيف “ألزمت الأسرة بالنظافة الشخصية وعدم الخروج إلى الشارع الا للضرورة مع استخدام الكمامات وحاولنا تناول الاطعمة التي تعطي جسم الانسان مناعة مثل الليمون واستخدام فيتامين سي(c)”.
لم يكون الخوف الذي يغتال ابتسامة حميد الا نتيجة للفقر الشديد وعدم قدرته على اقتناء مستلزمات صحية تساعد في الوقاية من فايروس كورونا ويضيف ” حصلت على سلة صحية من منظمة شباب بلا حدود للتنمية وجاءت في وقت كنت في أشد الحاجة لها لمواجهة كورونا وبقية الاوبئة مثل الكوليرا والمكرفس”.
ويتابع الأبيض “بسبب الوضع فإن ظروفنا المعيشية صعبة وكل سكان هذا المحوى من الاشد فقرا، فكانت الاستفادة من السلة الصحية من جانب صحي فقط”.
ويؤكد حميد الابيض أن المساعدة الصحية التي تدخلت بها منظمة شباب بلا حدود كانت سلة جيدة تحتوي على مستلزمات لا بأس بها استخدمها للوقاية من فيروس كوفيد19، مشيرا انه كان يستخدم في السابق بعض المنظفات فقط، وأن المنظمة أضافت لهم اشياء اخرى، غطت حاجتهم لما يقارب شهرا ونفذت، حد تعبيره.
ويتابع الأبيض حديثه لـ “صوت إنسان”: “الآن نحن بحاجة إلى سلة اخرى ومتخوفين من الموجة الثانية لكوفيد19 وبيكون افضل اذا حصل أي تدخل من قبل أي منظمة لتوزيع مستلزمات صحية، فوضعي المعيشي لا يسمح بتوفير هذه المستلزمات، وخاصة مع استمرار الحرب وانعدام فرص العمل”، مؤكدا ان الوضع الصحي تحسن بشكل كبير بعد استخدام المعقمات والمنظفات عند اغلب الاسر في المحوى.
وأشار الأبيض إلى ان منظمة شباب بلا حدود قامت بتنفيذ توعية صحية في المحوى وكيفية اتباع الاجراءات الاحترازية.
وأوضح زكريا خليل منسق مشروع الاستجابة الطارئة لمواجهة كوفيد 19 في مدينة تعز، ونفذته منظمة شباب بلا حدود، بأن المشروع وزع سللا صحية لعدد 1300 أسرة نازحة ومهمشة في مديريات مدينة تعز “المظفر، القاهرة، وصالة، وتعقيم 15 مؤسسة صحية وامنية وتسليمها سلل وقائية.
وعن الية التسجيل ومعيار الاستهداف في المشروع أكد خليل أن المنظمة حررت مذكرة رسمية إلى مكتب الصحة، ووحدة النازحين والمؤسسات المعنية بالمهمشين، بأنها بحاجة إلى كشف بالأسماء وتم الاستجابة من تلك الجهات والحصول على الأسماء، ويضيف: “المنظمة نفذت نزول ميداني للتحقق من الأسماء من خلال الوثائق الشخصية كالبطاقة والمنازل، ليتم بعد ذلك تحرير النسخة الأخيرة من الكشوفات والبدء بالتوزيع”.
وأفاد خليل بأن المنظمة حرصت بالتركيز على الأسر النازحة في مأوي وتجمعات في مدارس وفنادق ومباني كبيرة، واستهداف اماكن تجمعات للمهمشين.
وأشار خليل إلى ان المنظمة عملت على تدريب الفريق المتطوع المشارك في التوزيع والتعقيم اثناء تنفيذ المشروع الممول من المنظمة الهولندية، وتم تنفيذه خلال يونيو- نوفمبر من العام الجاري، وتدريبهم حول توعية المستفيدين من المشروع بكيفية الوقاية من كوفيد19.
الاستجابة السريعة
وقالت منظمة اليونيسف في تقرير لها عن الوضع الانساني في شهر أغسطس من العام 2020م، انها تمكنت في أغسطس، بالعمل مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الغذاء العالمي، من توفير مجموعة مستلزمات آلیة الاستجابة السريعة، والتي تحتوي على مواد النظافة الأساسية ومواد أخرى، حيث شملت أكثر من 9,628 أسرة نزحت حدیثا تضم 67,396 فردا.
وأشارت اليونيسيف في تقريرها انها دربت في أغسطس من العام الحالي 78 متطوعا من فئة المهمشين 41ذكور و37 اناث وذلك حول رسائل التوعية الاجتماعية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد والاستجابة الطارئة، وذلك في سياق توسيع النموذج المتكامل للدعم والتمكين الاجتماعي والاقتصادي.
وكشف التقرير انه لا زال مستوى انتقال العدوى لفيروس كورونا على مستوى المجتمعات المحلية غير معروف ومازال هناك مخاوف بالغة بشأن احتمالية وجود انتقال “صامت” للعدوى حاليا.
تنشر هذه القصة بالتزامن مع نشرها في منصة ” صوت إنسان “ “وفقا لإتفاق بين المشاهد والوكالة الفرنسية لتنمية الاعلام CFI
