المشاهد نت

صياد يمني: “الطيران قصف مصدر رزقي الوحيد”

صيادون في مدينة المخاء غرب مدينة تعز - المشاهد

تعز – رأفت الوافي:

يخاطر الصياد اليمني مروان هادي، بنفسه، بحثًا عن الأسماك، بعد منع قوات التحالف العربي الصيادين في الساحل الغربي للبلاد، من الإبحار أكثر من 15 كم في المياه الإقليمية اليمنية، وعند تجاوز هذه المسافة يتم احتجاز الصيادين من يومين إلى 3 أيام، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفًا أن الصيادين يلجؤون للإبحار نحو المياه الإقليمية التابعة لدول الجوار، نتيجة لذلك.

السيطرة والاحتكار الذي يمارسه التحالف على الشريط الساحلي الغربي، جعل الصيادين اليمنيين يرمون بأنفسهم للمهالك، بحثًا عما يسد رمقهم ويشبع جوعهم.

ويعيش الصيادون اليمنيون أوضاعًا معيشية صعبة، جراء الصراع الدائر بين القوات الحكومية والتحالف العربي من جهة، وبين جماعة أنصار الله (الحوثيين) من جهة أخرى، إذ تراجع عدد المستفيدين من الصيد البحري إلى أقل من 20%، بعد حظر نشاط الصيد التقليدي في 12 منطقة بحرية منذ اليوم الأول للحرب، وفق بيانات وزارة الثروة السمكية بعدن.

فقدان سبل العيش

ضاعف القصف الذي شنته مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، على الساحل الغربي، من معاناة الصيادين، إذ تسبب في دمار الكثير من قوارب الصيد.

الصياد درهم خالد، واحد من الذين تعرضت قواربهم للقصف أثناء استعادة السيطرة على مديرية المخا، غرب مدينة تعز، في فبراير 2017.

“قصف الطيران قاربي الذي هو مصدر رزقي الوحيد، رغم أنه بعيد عن مناطق المواجهات، ولم  يبقَ منه إلا القليل من الأخشاب المتناثرة على الساحل”؛ يقول درهم. ويضيف: “وعدوني بالتعويضات، لكنهم لم يعوضوني حتى اليوم، ولم يلتفت لمعاناتي أحد، وحاليًا أبحر مع أحد الأصدقاء، لكي أستطيع إعالة أسرتي”.

مدير مكتب الثروة السمكية في محافظة تعزعدد الصيادين في الساحل الغربي حاليًا 8000 صياد فقط.

وبحسب مدير مركز الإنزال السمكي بمرسى النخيلة بمديرية الدريهمي، محمد غبق، فإن 365 صيادًا فقدوا مصدر رزقهم، بعد تعرض قواربهم البالغ عددها 150 قاربًا، للدمار.

إقرأ أيضاً  مبادرات مجتمعية لمساعدة الفقراء في رمضان
صياد يمني: "الطيران قصف مصدر رزقي الوحيد"
قوارب صيد مدمرة جراء قصف طائرات التحالف – المشاهد

ووفقًا لبيانات وزارة الثروة السمكية التابعة للحكومة، فإن 90 ألف صياد كان مرخصًا لهم ممارسة مهنة الصيد في اليمن قبل الحرب، 60% منهم يملكون قوارب صيد، بينما يعمل الباقون مقابل أجر يومي.

ويبلغ عدد الصيادين في الساحل الغربي حاليًا 8000 صياد فقط، وفق مدير مكتب الثروة السمكية في محافظة تعز، حسن المنصوب.

اعتداءات إريترية متكررة

ويتعرض الصيادون للاعتداءات المستمرة في عرض البحر، آخرها ما حدث لهم العام الماضي، في جزيرة حنيش، من اختطاف واحتجاز ومصادرة قواربهم وسوء معاملة من قبل خفر السواحل الإريترية. وهو ما تعرض له الصياد فهد هادي الذي هاجمته إحدى الدوريات الإريترية في المياه الإقليمية اليمنية، وتم اعتقاله ومصادرة معدات الصيد الخاصة به.

ويوضح فهد ما حدث له بالقول: “هذه ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها للاعتقال ومصادرة معداتي، بل سبق وسجنت في إريتريا لمدة ٧ أشهر، كما أُجبرت على العمل أثناء فترة سجني”.

ويؤكد عاقل الصيادين في المخا، هاشم الرفاعي، لـ”المشاهد” أن السلطات الإريترية صادرت 20 قاربًا في الأشهر الثلاثة الماضية، ما يزيد عن 300 قارب خلال سنوات الحرب الأخيرة.

ويقول مدير مكتب الثروة السمكية في محافظة تعز، حسن المنصوب: “عندما تصلنا معلومات وأخبار عن اختفاء أو اعتقال الصيادين نظل مكتوفي الأيدي وعاجزين عن تقديم أية مساعدة”، مضيفًا: “المكتب مغلق لعدم قدرتنا على دفع الإيجار، ولا يوجد نفقة تشغيلية من الحكومة”

مقالات مشابهة