المشاهد نت

انهيار العملة يدفع طلاب تعز لإيقاف دراستهم الجامعية

وزير النفط يوجه بتنفيذ خطة العمل في القطاع 51 بحضرموت

تعز – علي نجيب العذري:


اضطر إبراهيم عبد الباقي، طالب الصيدلة في تعز، جنوب صنعاء، التوقف عن الدراسة بعد أن أكمل السنة الأولى، بعد عجزه دفع الرسوم المقدرة ب 1300 دولار، بعد أن رفضت الجامعة تأخير عملية دفعه لجزءٍ منها، وفق ما يقول.
يقول عبد الباقي أن العديد من زملائه توقفوا عن الدراسة أيضًا لنفس الأسباب، ويبلغ عددهم أكثر من 30 طالبًا. معبرًا عن أسفه وخيبة أمله بعد أن منعته ظروفه المادية من مواصلة تعليمه، وتحقيق حلم والديه اللذان لم يستطيعا دفع بقية رسومه الدراسية، كما عجزا سابقًا عن دفع رسوم شقيقه الأكبر “شوقي” الذي خرج بعدها إلى العمل في إحدى صيدليات المدينة، بعد عامين فقط من الدراسة.
وتزايدت حالات وقف الطلاب دراستهم الجامعية بعد رفع الجامعات الرسوم الدراسية نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل العملة المحلية.
ويجد الكثير من أولياء الأمور صعوبات في الدفع بأولادهم نحو الجامعات، بسبب الظروف الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد. ولم يستطع محمد البريهي، أحد سكان تعز، الإنفاق على تعليم ابنه عمران، الطالب في الهندسة، في ظل الوضع الاقتصادي المزري.

تزايدت حالات وقف الطلاب دراستهم الجامعية بعد رفع الجامعات الرسوم الدراسية نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل العملة المحلية


وقال البريهي: “الأموال التي أجمعها مع نهاية كل شهر من عملي، لا تكفي مع نهاية العام لدفع رسوم عمران الذي يدرس في النظام الموازي بجامعة تعز، وهناك الآلاف من الأسر لا يدفعون بأولادهم نحو التعليم لذات الأسباب”.
وأضاف: “التعليم بشكل عام أصبح في السنوات الأخيرة أكثر صعوبة من الماضي، لكني أثق تمامًا بأن هذه المحنة ستزول، وبالتعليم سنكون قادرين على صناعة واقع أفضل ومستقبل جميل للأجيال القادمة”
وتسبب انهيار العملة الوطنية بتغير واقع ملايين اليمنيين الذين أصبحوا مهددين بالفقر والمجاعة، بعد أن خسروا وظائفهم وأعمالهم في مختلف المجالات. كل ذلك يندرج ضمن تداعيات الحرب التي تمزق البلاد منذ 6 سنوات، لتصل تأثيراتها إلى قطاع التعليم.
حيث تضاعفت الرسوم الدراسية في الجامعات الخاصة. ففي تعز وجد الطلاب أنفسهم عاجزين عن سداد الرسوم الجامعية أو الالتحاق ببرامج الدراسة الجامعية الخاصة بعد نفاد الطاقة الاستيعابية في جامعة تعز الحكومية.
ويجد خريجي الثانوية أنفسهم أمام خيارات صعبة بين الدراسة في الجامعة الحكومية بنظام التعليم الموازي (نظام النفقة الخاصة) أو الاتجاه نحو الجامعات الخاصة، رغم ارتفاع الرسوم فيها.
وقال أحمد الحميري، أحد طلاب قسم الصيدلة بجامعة تعز، لـ”المشاهد” إنه لم يجد أمر مغادرة جامعة تعز مجديًا بالاتجاه إلى الجامعات الخاصة بسبب الرسوم العالية التي تفرضها.

تخذ الجامعات الخاصة سياسة غير مستقرة في تحديد مبلغ واحد لكل تخصص، أي أنها تخصص تسعيرة لكل طالب على حده، وفقاً للمعدل النهائي في الثانوية العامة لكل طالب في تعز.


وفي الوقت الراهن لا تزال الجامعات الخاصة ونظام التعليم الموازي في الجامعات الحكومية يراعون ظروف الطلاب الاقتصادية باحتساب سعر صرف الدولار ما بين 300 -350 ريالا بتخفيض يصل إلى نحو 50% عن السعر في السوق. الا أن ذلك قد لا يستمر في ظل استمرار تراجع قيمة العملة الوطنية. حيث تخطى سعر الدولارين بداية ديسمبر الجاري حاجز 900 ريالا في عدن.
أحمد يدفع سنويًا 2500 دولار، بسعر 300 ريال للدولار الواحد، أي ما يقارب 750 ألف ريال يمني.
واكد أحمد الطلاب المستجدون يدفعون الرسوم بسعر 350 ريالًا مقابل الدولار الواحد، أي 850 ألف ريال يمني.
بدوره الطالب أحمد الحسني (21 عامًا) الملتحق بإحدى الجامعات الخاصة لدراسة طب أسنان، يقول إنه يدفع رسومًا سنوية 2000 دولار، بسعر 300 ريال للدولار.
سياسة غير مستقرة للرسوم
تعذر توحيد الإدارة النقدية بين أطراف الصراع في اليمن للحد من انهيار العملة اليمنية، دفع الجامعات الحكومية رفع رسوم التسجيل من 250 ريالًا إلى 300 ريال مقابل الدولار الواحد.
فيما رفعت الجامعات الخاصة رسوم التسجيل السنوية إلى 400 ريال مقابل الدولار الواحد، مبررين ذلك بانهيار العملة وصعوبة استمرار العملية التعليمية بذات التكاليف السابقة التي أصبحت لا تساعد على إتمام عام دراسي واحد في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة متطلبات التعليم الأساسية.
وتتخذ الجامعات الخاصة سياسة غير مستقرة في تحديد مبلغ واحد لكل تخصص، أي أنها تخصص تسعيرة لكل طالب على حده، وفقاً للمعدل النهائي في الثانوية العامة لكل طالب في تعز.
حيث وجدت معظم الجامعات الخاصة في المدينة هذا الأمر حلًا مناسبًا لمواجهة تدهور الريال اليمني، والاستمرار في العملية التعليمية، وهذا ما خرجنا به كخلاصةٍ لزيارتنا لإحدى الجامعات الخاصة في المدينة.
وخرج عدد من طلبة الجامعات الخاصة، في تعز في منتصف أكتوبر الماضي، للاحتجاج والتعبير عن عجزهم عن دفع الرسوم، والتي يبلغ حدها الأعلى ما يقارب 4000 دولار سنويًا في تخصص كطب الأسنان.
ويقول أيمن القرشي، طالب طب الأسنان، عن رفع رسوم التسجيل السنوية في الجامعات الخاصة، إن ذلك خلق صعوبات كبيرة بالنسبة له في بداية العام الدراسي الجديد، وأنه كان على وشك التوقف عن الدراسة مثل الكثير من زملائه، لولا أن أحدًا من أفراد عائلته ساعده في دفع رسومه الدراسية العالية، كما يقول.

مقالات مشابهة