المشاهد نت

إشراك الشباب سياسيًا من وجهات نظر مختلفة

صورة تعبيرية

تعز – مكين العوجري:

يشكل الشباب اليمني وقودًا للحرب الدائرة في البلد منذ 6 سنوات، ما أدى إلى توقف فرص العمل، وجعل بعضهم في مرمى الاستقطابات المسلحة، فيما انخرط الكثير منهم في الأعمال المجتمعية، وبرزوا بشكل لافت، إلا أن المفاوضات السابقة بين طرفي الحرب استبعدتهم.

وفي الأسابيع الأخيرة تم الإعلان عن إشهار التوافق الشبابي في ظل غياب للمكونات الشبابية الجامعة والساعية إلى رفع صوت الشباب من أجل إشراكهم في صنع القرار، بما في ذلك المنتسبين للأحزاب السياسية الرئيسية في اليمن.

وقال جمال الصبري، عضو التوافق الشبابي للسلام والأمن، إن التوافق يعمل بشكل أساسي من أجل تعزيز مشاركة الشباب في صناعة القرار وبناء السلام، بما في ذلك المشاورات والمفاوضات القادمة، لافتًا إلى أن التوافق تم تشكيله بدعوة ورعاية ودعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وعن مشروعية التوافق في تمثيل الشباب اليمني في المفاوضات، أكد الصبري أنه لا يمكن لأي مكون شبابي الادعاء بتمثيل الشباب، إلا أنه من الممكن تبني وجهات نظر الشباب في مختلف المكونات.

واستطرد: “نحن نمثل وجهات نظر 30 شابًا وشابة من مختلف التوجهات السياسية والجغرافية، وكل من يشاركنا الإيمان بهدف ورؤى التوافق، ولا يمكن أن نقول إننا نمثل الشباب اليمني، ولا نطرح هذا الطرح”.

وأشار إلى أنهم تشاركوا مع الأحزاب وجهات النظر والحلول الممكنة من أجل تعزيز دور الشباب والدفع بأجندات الشباب للوصول إلى صناعة القرار وبناء السلام.

إشراك الشباب المتحزب

وللقوى والأحزاب السياسية وجهات نظر حول كيفية تمثيل وإشراك الشباب في صنع القرار، وبمعايير تختلف مع ما سعت لها بعض المكونات الشبابية والنسوية، إذ أكد القيادي السياسي باسم الحاج، سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة تعز، أنه يدعم كل المبادرات الرامية إلى إشراك الشباب وتعزيز دورهم نحو استعادة السلام بشروط الدولة الوطنية، ولا يجب الاكتفاء باختيار ناشطين فقط، مشيرًا إلى أن التمثيل الحقيقي هو إشراك شباب الأحزاب حتى تكون المبادرة أكثر جدية للدفع بالشباب ضمن العملية السياسية والتفاوضية بشكل عام.

وقال الحاج إن الأمر المقلق قيام عدد واسع من المنظمات بتنفيذ أنشطة حول السلام في سياق عمل وظيفي، وليس من منطلق وطني وسياسي كفاحي برؤية واضحة لعملية السلام، لإحداث حراك في العمل السياسي، والذي اتسم سابقًا بالشيخوخة وعزوف الشباب، مضيفًا أن إشراك الشباب في صناعة القرار مرتبط بإيجاد مؤتمرات وطنية في ظل تعقيدات الحرب من خلال الاستعانة بوسائل إلكترونية، لينعكس ذلك على مسألة تمثيل الشباب في أية مفاوضات.

إقرأ أيضاً  مبادرة مجتمعية تنجز صيانة طريق بطول 32 كيلو مترا

ويجب على الأحزاب إشراك الشباب من منطلق قناعة داخلية، وليس مجاملة للمجتمع الدولي، والذي سيكون أثره محدودًا وغير فاعل، بحسب الحاج، لافتًا إلى أن المنظمات تسهم بشكل كبير في توسيع فجوة الثقة بين شباب الأحزاب و المستقلين من خلال استبعاد الشباب الحزبيين من أنشطتها، بالإضافة إلى ضعف أداء الأحزاب في تمكين الشباب سياسيًا، والتواصل مع الجماهير وفق المهام الوطنية.

ورغم وجود الكثير من العقبات التي قد تلقي بظلالها في إفشال عمل التوافق، وبخاصة في ما يتعلق بالتعامل مع أطراف الصراع والقدرة في التأثير عليها، إلا أن للتوافق إصرارًا ربما يفوق التحديات، وماتزال القوة الفعلية في الميدان في يد الأطراف المسلحة، والتي تفرض واقعًا يتناقض مع التوافق الشبابي، وإن كان لها ممثل في التوافق.

وقال الصبري: “ننسق مع جميع الأطراف المحلية والقوى السياسية، ونحن تركيبة شبابية من كل المكونات والأطراف المحلية الفاعلة من الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمستقل”، مضيفًا أن التوافق منفتح أمام الجميع، ولديهم تنسيق مع السلطات في عدن وصنعاء بشكل مستمر، ومؤمنون أن اليمنيين مهما طال اختلافهم لا بد من الاتفاق في وطن يتسع للجميع.

مطالب شبابية

أما الشباب فلكل منهم وجهات نظر وانتماءات مختلفة، كثير منها لا تتفق مع معايير وأساليب تشكيل مكون هنا وآخر هناك، ومن هؤلاء الناشطة الشبابية سعادة العريقي، التي أشارت إلى أنها لا تؤمن بأي توافقات لم يتم الإعلان عنها مسبقًا، حتى يتمكن الشباب من التقديم فيها.

وقالت العريقي: “لأنه شكل من أشكال الحكومات غير المنتخبة لليمن، فلم يتم اختيارهم من قبل الشباب، وما المعايير التي توافرت فيهم دون غيرهم من الشباب الفعال في المجتمع، ليتم ترشيحهم للتوافق!”.

وأضافت: “من الضروري بناء الثقة بين الشباب أنفسهم كمكون أساسي يمثل 30% من السكان، ومع ذلك يتم تهميش دورهم بمبرر قلة الخبرات والكفاءات”.

ويمتلك الكثير من الشباب الكفاءات القادرة على إدارة البلد، ولهم معرفة وصيت شبابي واضح ويجب إعطاؤهم الفرصة للمشاركة، من خلال وضع آلية مناسبة للترشح من قبل مكونات سياسية ونقابات ومنظمات وكيانات متنوعة، بحسب سعاد، مشيرة إلى أن احتياجات الشباب اليمني كثيرة، وعلى رأس ذلك التعليم والتدريب والتأهيل بما يتناسب مع احتياج سوق العمل، بخاصة مع إقبالهم على التعليم وتطوير الذات، ويمكن استثمار طاقاتهم في عملية التنمية والإسهام في النمو الاقتصادي للبلد من خلال توفير الدعم لهم وبرامج التمكين الاقتصادي.

مقالات مشابهة