المشاهد نت

ليندركينج.. هل يُمسك بزمام السلام في اليمن؟

تقرير – فاطمة العنسي

في خطوة لمحو ضبابية المشهد خلال الأسابيع الأولى من عمل الادارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، والذي خصت فيه اليمن وحربها ضمن برنامجها الانتخابي، عينت الادارة الامريكية مبعوثا خاصا الى اليمن للدفع بعجلة السلام المتعثرة منذ سنوات، وموازرة عمل المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث.

وفي 4 من فبراير الجاري، ألقى الرئيس بايدن خطابه الأول حول السياسة الخارجية، والذي خصّ فيه الحرب اليمنية بشيء من التفصيل. إذ قال إن إدارته ستعمل على “وضع نهاية لهذه الحرب.. والبدء بوقف لإطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية، مع وقف بيع الأسلحة الهجومية، وتعيينه مبعوثا خاصا للدفع باتجاه غلق هذه الصفحة”. كما أشار إلى أن إدارته تعتزم دعم السعودية في وجه إيران.
من هو المبعوث الامريكي الجديد الى اليمن.
عين الرئيس الامريكي جو يابدن، في 4 من فبراير الجاري، الدبلوماسي تيموثي ليندركينج، مبعوثًا خاصًا شأن اليمن، ويملك ليندركينج خبرة طويلة في شؤون اليمن والخليج، حيث عمل بغالبية الدول العربية.

وأشرف ليندركينج في الآونة الأخيرة على شؤون الخليج واليمن في قسم الشرق الأدنى داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وقبل ذلك كان ثاني أكبر مسؤول في سفارة واشنطن بالسعودية وعمل قبل ذلك في العراق والكويت.

ووفق موقع الخارجية الأمريكية، عمل ليندركينج نائبا مساعدا لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون إيران والعراق والشؤون الإقليمية متعددة الأطراف في مكتب الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية، وهو من أقدم العاملين بالسلك الدبلوماسي.

وشغل ليندركينج سابقًا منصب نائب رئيس البعثة الأمريكية في سفارة الولايات المتحدة في الرياض من 2013 إلى 2016.

ووصف مراقبون للشأن اليمن ان “ليندركينج” الشخص المناسب للتحدث عن الصراع وإمساك زمام المهمة في اليمن، اذ انه ليس غريب عن المنطقة فقد شغل في عهد ولاية الرئيس ترامب منصب نائب مساعد وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج العربي.

وسافر ليندركينغ كثيرًا إلى منطقة الخليج العربي في محاولة لدفع المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيون، ولطالما أصر ليندركينغ على أنه يتحتم على الولايات المتحدة أن تساعد في إنهاء الصراع اليمني، على الرغم من أن الأصوات الأخرى في الإدارة السابقة التي كانت تدفع لمزيد من الضغط المالي والاقتصادي ضد جماعة الحوثيين. بحسب المراقبون.

ورحب المبعوث الخاص الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بتعيين الادارة الامريكية الجديدة تيم ليندركينغ مبعوثا لها إلى اليمن، مؤكدا استعداده للتعاون مع نظيره الأمريكي لإحلال السلام في اليمن.

وقال غريفيث في تغريده عبر حسابة على “تويتر”، رصدها “المشاهد“، “تهاني الحارة لتيم ليندركينغ على تعيينه مبعوثا للولايات المتحدة إلى اليمن. إنها خطوة إيجابية نحو تعزيز الانخراط الدولي والدبلوماسي. إنني أتطلع للعمل مع المبعوث الأمريكي الجديد من أجل إعادة اليمن إلى مسار السلام”.

إقرأ أيضاً  بن مبارك يناقش في السعودية جهود السلام والتحديات الاقتصادية

التفاوض الخارجي
وفي سياق متصل قال الناشط السياسي ورئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد ان قرارات الادارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن يمكن فهمها كالتالي، أولا سحب الملف اليمني من السعودية وثانيا: وضع المشكلة اليمنية في اطار التفاوض بين واشنطن وطهران ، وبالتالي فان كل تحركات الادارة الامريكية الجديدة لا تصب في خلق سلام في اليمن.

وأضاف عبدالسلام محمد في تصريح خاص ل “المشاهد“، “هدف الادارة الامريكية بسلسلة القرارات التي قامت بها في الشأن اليمني وتوليها الاهتمام البالغ في الملف اليمني هو الوصول الى هدف متعلق بايران مثل عودة المفاوضات على الاتفاق في الملف النووي الايراني وتضمين برنامج الصواريخ والحد من نفوذ ايران الاقليمي ، ولذلك لا احد سيعول على مثل هذا الامر لإيقاف الحرب نهائيا ولكن يمكن ان ينجم عنه هدنة مؤقتة لا تحل المشكلة اليمنية”.

ولم يختلف الصحفي عبدالرزاق العزعزي عن ما قاله الناشط السياسي محمد عبدالسلام في أن الصورة العامة لتعيين المبعوث الامريكي الجديد الى اليمن للمرة الأولى منذ بدء الحرب الى انه لا يبرر الا بأمرين الأول هو لإزالة الحوثيين من قائمة الإرهاب السوداء التي قامت بها إدارة ترامب قبل تنحيها عن الرئاسة.

وتابع العزعزي في تصريح خاص ل “المشاهد“، أن “الأمر الأخر أن الملف اليمني لم يعد بيد السعودية وسيتم الإشراف عليه بشكل مباشر من الولايات المتحدة أو سيتم تسليمه لطرف جديد يحظى بعناية الإدارة الأمريكية الجديدة ولا أستبعد أن تكون قطر، في كل الحالات هناك تحرك أمريكي ملحوظ وجاد تجاه اليمن وهذا ما يُعد نقلة نوعية في الحرب اليمنية”.

ويرى مراقبون ان الادارة الامريكية الجديدة بدئت مستعجلة في وعودها بإيقاف الحرب المشتعلة في اليمن قبل شهرين من دخولها العام السابع، مرجحة أن يعمل المبعوث الامريكي تيموثي ليندركينج في تحريك عجلة السلام الذي تتباه عادتا الولايات المتحدة بخطوات أكثر وضوحا من المبعوث الاممي مارتن غريفيث، وأن يكون صوت السلام البديل لصوت البنادق في البلد الذي يعاني 80% من سكانه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وفق للأمم المتحدة.

مقالات مشابهة