المشاهد نت

جهود أممية لإنقاذ الهدنة اليمنية

خروقات واسعة للهدنة الهشة في اليمن التي باتت تترنح نحو انهيار شامل تحت ضغط التصعيد الكبير للعمليات العسكرية في جبهات القتال الداخلية وعند الشريط الحدودي مع السعودية، وسط اتهامات متبادلة بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ ظهر السبت.

يأتي هذا في وقت دعت فيه الأمم المتحدة الأطراف اليمنية إلى احترام وقف الأعمال العدائية و”تجنب المزيد من إراقة الدماء والدمار والسماح بتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية”، بينما يقود الوسطاء الدوليون جهودا مكثفة لإنقاذ الهدنة “الأسوأ” في اليمن.

وأعلنت قوات التحالف الذي تقوده السعودية وحلفاؤها المحليون عن رصد أكثر من 320 خرقا من قبل الحوثيين وقوات الرئيس السابق في اليوم الأول لسريان الهدنة “الأسوأ” وهي السابعة في اليمن، بينما رصد الحوثيون وحلفاؤهم أكثر من 25 غارة جوية في أنحاء متفرقة من البلاد.

وقال المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري، إن الحوثيين والقوات الموالية لهم خرقوا الهدنة أكثر من 30 مرة على الحدود السعودية، و155 مرة في الجبهات الداخلية، سجلت معظمها في محافظة تعز جنوبي غرب البلاد.

وقالت مصادر متطابقة من طرفي الاحتراب إن عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون سقطوا بمعارك متفرقة وتبادل للقصف المدفعي والصاروخي على طول الشريط الحدودي مع محافظتي صعدة وحجة شمالي غرب اليمن، ومحافظات تعز ومأرب والضالع والبيضاء والجوف وشبوة وسط وشرقي البلاد، وريف العاصمة اليمنية صنعاء.

وتبنى الحوثيون شن هجوم باليستي على موقع الموسم بمنطقة جازان جنوبي السعودية على البحر الأحمر بعد ساعات من سريان الهدنة، فيما أعلن حلفاء الحكومة عن اعتراض صاروخين باليستيين أطلقهما مقاتلو الجماعة وحلفاؤهم العسكريون باتجاه مواقع القوات الحكومية في محافظة مأرب فجر اليوم الأحد.

وواصل طيران التحالف تحليقا مكثفا في الأجواء اليمنية، في حين رصد الحوثيون نحو 25 غارة جوية في محافظات تعز وحجة وصعدة ومأرب

وفي محاولة لإنقاذ الهدنة، دعا مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ الأطراف اليمنية إلى احترام وقف إطلاق النار، كما دعا “دول المنطقة والمجتمع الدولي إلى تشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال العدائية، وضمان أن يؤدي إلى نهاية دائمة للصراع”.

وقال الوسيط الدولي في بيان أنه “تلقى تأكيدات من جميع الأطراف اليمنية بإعادة التزامها ببنود وشروط اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أبرم في 10 نيسان أبريل الماضي”.

ورحب المبعوث الأممي الخاص بالإعلان عن استئناف الوقف الشامل للقتال، و”الالتزامات التي تلقاها من كلا الجانبين لإعادة تنشيط أعمال لجنة التنسيق والتهدئة، ونشر أعضائها في مدينة ظهران الجنوب السعودية”.

وسيعمل أعضاء اللجنة حسب المبعوث الدولي “جنبا إلى جنب مع خبراء الأمم المتحدة الذين تم نشرهم بالفعل على استئناف العمل لدعم وقف الأعمال العدائية”.

وذكّر المبعوث الأممي جميع الأطراف اليمنية “بأن شروط وأحكام وقف الأعمال العدائية تشمل واجب السماح للإمدادات الإنسانية والأفراد بالوصول بحرية ودون عائق إلى جميع أنحاء اليمن، إضافة إلى وقف كامل وشامل للأنشطة العسكرية من أي نوع كانت”.

وبموجب خطة الأمم المتحدة، تقوم لجنة عسكرية رفيعة تحت إشرافها للتهدئة والرقابة على وقف إطلاق النار والأعمال القتالية في كافة أنحاء الجمهورية وحدودها بالتنسيق مع مجالس محلية محايدة تشارك فيها أطراف النزاع بممثلين معتمدين.

ويتضمن اتفاق نيسان أبريل الحاكم للهدن المعلنة في اليمن، الذي حدد طرفيه ب “حكومة الجمهورية اليمنية “من جهة و”أنصار الله وحلفائهم العسكريين “من جهة ثانية، قائمة طويلة من العمليات العسكرية المشمولة بالرقابة، بينها الهجمات البرية والجوية، وزرع أو صيانة الألغام وأنظمة الصواريخ البالستية.

كما يمنع الاتفاق التعزيزات العسكرية وإعادة الانتشار، والتحليق الجوي العسكري تحت اقل من 3000 متر، فضلا عن حظر استخدام الرادارات الموجهة أو العمليات الإلكترونية المضادة للطيران الجوي.

وانهارت ست هدن سابقة، منذ بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في 26 مارس/آذار العام الماضي، كان أخرها في 20 أكتوبر الماضي. وتأمل الأمم المتحدة في أن يتيح وقف العمليات القتالية وصول المساعدات إلى كافة المناطق داخل البلاد، ودفع الأطراف المتحاربة للانخراط في جولة مفاوضات جديدة نهاية الشهر الجاري.

وفشلت أربع جولات سابقة من المفاوضات بين أطراف النزاع اليمني برعاية الأمم المتحدة في سويسرا والكويت منذ اندلاع الحرب الأخيرة نهاية مارس الماضي، في إحراز أي اختراق توافقي في وضع حد للصراع الدامي الذي خلف أكثر من 10 آلاف قتيل على الأقل وثلاثة ملايين نازح، حسب تقديريات أممية.

إقرأ أيضاً  تأثيرات عسكرة البحر الأحمر على الاتصالات والإنترنت

ويتمسك الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي، بأسبقية للملف السياسي، قبل الخوض في الاستحقاقات الأمنية والعسكرية المشمولة بقرار أممي تحت البند السابع، يلزم حلفاء صنعاء بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة للدولة، وهو ما ترفضه حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

تعز:

معارك كر وفر بين القوات الحكومية والحوثيين في محيط القصر الجمهوري وجبهات القتال جنوبي شرق مدينة تعز، في وقت أعلن فيه حلفاء الحكومة عن رصد أكثر من 70 خرقا للهدنة من قبل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق منذ الدقائق الأولى لبدء سريان وقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن الجانب الحكومي في لجنة التهدئة ان الخروقات شملت قصفا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وعمليات القنص والتعزيز العسكري.

وقالت مصادر محلية أن مدنيين اثنين قتلا وأصيب ثلاثة آخرين بسقوط قذيفة من مواقع الحوثيين على حي سكني شمالي المدينة المكتظة بالسكان.

وذكرت مصادر عسكرية حكومية، ان الحوثيين شنوا قصفا مدفعيا من مواقعهم في مديرية خدير على مواقع القوات الحكومية في مديرية الصلو شرقي مدينة تعز، حيث يقول حلفاء الحكومة انهم يواصلون تقدمهم لاستعادة خط امداد رئيس بين العاصمة المؤقتة عدن، ومدينة تعز.

في الأثناء اتهم الحوثيون قوات التحالف بشن7 غارات جوية على خطوط إمداد الجماعة في مديرية الصلو، بالتزامن مع خروقات لحلفاء الحكومة على الأرض.

وقال إعلام الرئيس السابق إن الحوثيين وحلفاءهم استعادوا زمام المبادرة في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، بهجوم مضاد تمكنوا خلاله من فرض سيطرتهم التامة على مواقع في محيط القصر الجمهوري، وأحياء ” المستشفى العسكري”، و”بازرعة”، وإنهاء آمال حلفاء الحكومة ” في إحداث خرق صوب الأحياء الشمالية للمدينة” حد تعبير إعلام حلفاء صنعاء.

إلى ذلك قالت مصادر إعلامية موالية للحكومة ان قوات التحالف دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة باتجاه مضيق باب المندب، تشمل مدافع ودبابات وعربات مصفحة، ومئات من الجنود، لتأمين الممر المائي الاستراتيجي جنوبي البحر الأحمر.

مأرب:

حلفاء الحكومة يعلنون تسجيل 57 خرقا من قبل الحوثيين وقوات الرئيس السابق في جبهات القتال غربي وجنوبي محافظة مأرب، بينها محاولة استهداف مواقع القوات الحكومية بصاروخين بالستيين.

من جانبهم اتهم الحوثيون طيران التحالف بشن غارة جوية على موقع للجماعة في مديرية صرواح غربي مدينة مأرب.

وأفاد إعلام الرئيس السابق بسقوط 4 قتلى في صفوف القوات الحكومية أثناء محاولة تقدم في هذه الجبهة التي تشهد معارك متقطعة بين الطريفين منذ أكثر من عام ونصف.

حجة:

الحوثيون يعلنون صد هجوم هو السابع خلال 48 ساعة على مواقع الجماعة في صحراء وساحل ميدي بمحافظة حجة عند الشريط الحدودي مع السعودية، بغطاء جوي وقصف بحري مكثف من قوات التحالف.

من جانبهم قال حلفاء الحكومة ان المقاتلين الحوثيين شنوا هجومين بالستيين على مواقع القوات الحكومية في ميدي.

وقالت مصادر محلية أن الطيران الحربي استهدف تعزيزات للحوثيين في منطقة المزرق بمديرية حرض كانت في طريقها إلى الجبهة الحدودية.

صعدة:

تحليق مكثف لمقاتلات التحالف في أجواء محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين شمالي البلاد.

وضربت غارة جوية منطقة قحازة في محيط مدينة صعدة، فيما شنت القوات البرية السعودية قصفا مدفعيا وصاروخيا عنيفا على المديريات الحدودية، حسب ما ذكرت قناة المسيرة.

الجوف:

الحوثيون يشنون قصفا بالمدفعية الثقيلة على مواقع القوات الحكومية في منطقة السلان بمديرية المصلوب غربي محافظة الجوف بعد ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار، حسب مصادر إعلامية موالية للحكومة.

البيضاء:

إصابة شخصين بينهم طفل برصاص قناصة حوثيين في مديريتي ذي ناعم والزاهر جنوبي محافظة البيضاء، وفق ما أفادت مصادر إعلامية موالية للحكومة.

المصادر ذاتها قالت ان الحوثيين وقوات الرئيس السابق شنوا قصفا بقذائف الهاون على مواقع حلفاء الحكومة في “سوداء غراب” و”جبل كساد” في مديرية الزاهر.

صنعاء:

حلفاء الحكومة يعلنون رصد 15 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.

وقال متحدث باسم اللجان الشعبية المحلية المعروفة بالمقاومة إن الحوثيين شنوا قصفا بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على مواقع القوات الحكومية في جبل المنارة وجبل قرن نهم والجبيلين ومواقع ملح في مديرية نهم الممتدة إلى تخوم مطار صنعاء الدولي.

مونت كارلوا – عدنان الصنوي

مقالات مشابهة