المشاهد نت

نادية الكوكباني : توجد أقلام نسائية تحاول أن تحرك ساكنا في صمت الحرب

عدن – عهد ياسين :


الدكتورة نادية الكوكباني أكاديمية، وكاتبة وناشطة حقوقية وسياسية بدأت الكتابة في سن مبكر ونشرت أول قصة لها في صحيفة الثورة الرسمية، وصدرت لها خمس قصص قصيرة هي “زفرة ياسمين، دحرجات، تقشر غيم، نصف أنف، وشفة واحدة” واربع روايات، نشر نتاجها القصصي في العديد من الصحف والمجلات في اليمن وخارجه، وترجمت بعض نصوصها للإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، الإيطالية.
وحازت الكوكباني على العديد من الجوائز مثل الجائزة الثانية في الملتقى الأدبي الثاني لجامعة صنعاء، 1999, و المركز الثاني في مسابقة جائزة سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي، قصة قصيرة، 2000م, وجائزة رئيس الجمهورية للشباب في الإبداع القصصي لعام 2001م .
كما أنها عضوة الملتقى الثقافي النسوي (لقى)، وفي نادي القصة اليمني (إلمقه)، وفي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
وتقول عن بدايتها الأدبية:” كنت اكتب في مراحل متقدمة من عمري وعند انتهائي من دراستي الجامعة عدت لشغف الكتابة من جديد وحاولت أن اكتب قصة قصيرة وان انشرها في مكان بعيد عن الهواة وبلد القراء في مكان كان تنشر فيه المواضيع الثقافية التي يهتم فيها الشأن اليمني ويكتب فيها كبار الكتاب مثل البردوني عبدالعزيزالمقالح، أرسلت القصة الى صحيفة الثورة وتم نشرها وهذا شكل حافز لي للاستمرار”.

  • هل واجهتي أي صعوبات في بداية مشوارك في الكتابة سواء من الأسرة أو المجتمع؟
    الصعوبات لابد أن يواجهها أي كاتب وبذات إذا كانت إمراه، حيث تواجه صعوبات التلصص على كتابتها بشكل خاص ومقارنة حياتها بما تكتب ومحاولة النقد في غير محله، وبالطبع مررت بكل هذه الصعوبات لكن كان عندي إصرار بان يكون هذا مشروعي في الحياة، الكتابة هي مشروعي بالحياة هي بالنسبة لي ليست رواية او قصة اكتفي بها او بإصدارها أو بإطراء عليها بالعكس الكتابة بالنسبة لي هي مشروع حياة لن اتوقف عنه رغم الصعوبات التي واجهتها ، وهذه الصعوبات أثرت على محطات كثيرة في حياتي لا استطيع ان أقول انني تجاوزتها دون خسائر لا يوجد معارك بالحياة دون خسائر.
  • حدثينا عن أهم أعمالك الأدبية وأهمها بنسبة لك؟
    بدأت بكتابة القصة القصيرة ولدي خمس مجموعات قصصيه، ثم تحولت إلى كتابة الرواية من النوع العام في 2005 وأصدرت اول عمل روائي لي في 2006 وكان “حب ليس إلا” ومن ثم “عقيلات” و”صنعائي” و” سوق علي محسن” والان أعمل على الرواية الخامسة
    وأهم أعمالي هي الروائية أجدها أكثر تأثير عن القصص القصيرة ولدي مشروع أدبي وهو ثلاثية عن تاريخ اليمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتحولات التي مر بها منذ عهد ثورة سبتمبر الى ثورة الشباب الجزء الأول “صنعائي” والثاني” سوق علي محسن” والثالث أعمل عليه حاليا عن تاريخ اليمن الحديث، ويمكننك قراءتها كعمل ادبي منفصل كل عمل له بنيانه وهيكله الروائي الذي لا يشبه الاخر وغير المتصل بالآخر.
  • ماهي قراءتك للمشهد الثقافي اليمني؟
    قراءتي للمشهد الثقافي اليوم في اليمن بأنه يمر بمرحلة تحول كبيرة في ظل الحرب في كل المناطق اليمنية لكنني اجده مشهدا يقاوم الحرب مشهدا ينجو بذاته في معمعة التحولات السياسية والمجتمعية، محاولا ان يفرض ذاته دون ان يكون منه أو عليه رقابه من أحد، مشهدا يعاني من التسلط وتقييد الحريات بشكل كبير وعدم المشاركة الخارجية وقلة الطبعات الاعمال اليمنية، لكن هذه هي الحرب وهذه هي تداعياتها لذلك اجد ان الصمود في حد ذاته انجاز رغم كل هذه الصعوبات التي اخبرتك عنها، نادي القصة اليمني في صنعاء وفي ذمار وفي تعز لم يتوقف عن إقامة الفعاليات والندوات والمحاضرات والاحتفاء بالأعمال القصصية والروائية وهذا بحد ذاته نوع من المقاومة رغم كل الصعوبات
إقرأ أيضاً  عمالة الأطفال في رمضان

-ما قيمة الجائزة الأدبية لك؟
الجائزة الأدبية تمنحك الثقة بالنفس وتدعمك بشكل كبير لكي تستمري وتطوري من ذاتك، الجائزة المادية لا تعني لي الكثير لكن الجائزة المعنوية تعني لي لأنها تمر بأربع مدن للتحكيم في الكويت ولبنان والقاهرة وتعتبر هذه محطة مهمه بنسبة لي في أن أحصل على هذه الجائزة وأن تكون حافز للاستمرار، وجائزة رئيس الجمهورية للشباب في 2011 كانت حافز من نوع آخر، حيث منحت الجائزة لي دون مناصفة او شراكة مع أحد وهذا كان دافع لي للكتابة بشكل كبير.

  • كيف توفقي بين عملك الأكاديمي والأدبي؟
    التوفيق في الأعمال يتطلب طاقة هائلة ويستطيع الكاتب ان يوفق بين عمله الأكاديمي وعمله الإبداعي، الامر يحتاج الى ترتيب واولويات، والكتابة تعتبر حاجز لا تخرج من الرأس إلا إذا افرغتي كل ما في جدار جمجمتك من أفكار على الورق، لهذا لابد أن تجدي وقت لهذا الهاجس لكي تشعري بالراحة. هناك أيام أكون متفرغه تماما للكتابة وأيام أخرى متفرغه للعمل الأكاديمي لكن التوفيق بينهم مسألة مهمه إذا كان هناك بكليهما معا وهذا ما لدي لذلك اعتدت على الامر ولا أجد فيها صعوبة كما يراها الاخرون.
  • أين موقع المرأة اليمنية من كتابة الأدب؟
    المرأة اليمنية مناضلة اليوم ومن السابق موقعها وبالكتابة أيضا، رغم كل الظروف هناك مجاميع قصصية ظهرت لكاتبات في مختلف المدن اليمينة في هذه الفترة العصيبة منذ عام 2015، كما أن هناك روايات ظهرت بأقلام نسائية تحاول أن تحرك ساكنا في صمت الحرب. وبالكتابة تتخلص من آثارها النفسية الكارثية، ومن اعباءها وهمومها وتحدث اثرا في أعمالها بشكل كبير، كما تحدث ردة فعل من المجتمع في قبول أو عدم قبول كتاباتها، وما أراه بأنها سوف تقاوم وتستمر بالكتابة
    المرأة اليمنية لا يوجد شيء ينقصها بأن تكون مبدعة من الدرجة الأولى وان تشارك في المحافل الثقافة خارج اليمن وأن تنافس على الجوائز العربية والعالمية، فقد أصبح لديها خلال الفترة الماضية من الخبرة ما يمكنها من ذلك ، وبالنظر الى أل انتاج ابداعي كتبته المرأة وإنتاج السنوات الأخيرة هناك غزارة كبيرة مقارنة.
    -ماهي رسالة الدكتورة نادية الكوكباني للمرأة اليمنية؟
    رسالتي للمرأة اليمنية ان تستمر في الكتابة وفي النضال وفي عمل ما تحب ان تعمله في هذه الحياه، داخل البيت أو خارجه ، أن تكتب أو لا تكتب ، المهم أن تفعل ما تحب وعندما تفعل ما تحب لابد أن تفعله بإخلاص وفي نيه بالاستمرار وفي إحداث اثر في المحيط الخاص بها ،و إذا لم تستطيع إحداث اثر في المجتمع الكبير، فيسهل عليها التأثير في المجتمع الصغير لأنه من خلال يتم تبادل المعرفة واللقاءات القصيرة وشرح وجهات النظر، لكن في المجتمع الكبير فهو يحتاج الى إرادة سياسية كبيرة تجعل من مشاركة المرأة شيء مهم في مناصب ثقافية تمكنها من أن تنفذ خططها فيما يخص الجانب الثقافي في اليمن ، لذلك على المرأة اليمنية أن يكون لها اثر في المجتمع وأن لا تستلم مطلقا للعوامل المجتمعية التي تعيق وتقيد من حركتها بشكل كبير
    والمرأة اليمنية صبورة غيورة على الوطن مبدعة تتحمل فوق طاقتها وفي نفس الوقت تواجه أشياء كثيرة بحكمة وبتأني وبنظرة مستقبلية أتمنى لها كل التوفيق
    = هذه المادة أُعدت في إطار مشروع القيادات النسائية.. محفز لتعزيز بناء السلام والاستجابة الإنسانية في اليمن، بتنظيم شبكة أصوات السلام، بالشراكة مع مجموعة التسعة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان والحكومة اليابانية.
مقالات مشابهة