المشاهد نت

المؤتمر الحضرمي الجامع لملمة الشتات وتوحيد الرؤى

حراكا سياسياً بدأت ترتسم ملامحه في حضرموت هذه الأيام يقوده حلف حضرموت وتنخرطوا فيه السلطات المحلية الرسمية وأحزاب ومكونات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات دينية واجتماعية بارزة تمثل مختلف مكونات وفئات المجتمع المحلي بحضرموت، للذهاب صوب عقد مؤتمر حضرمي جامع يهدف إلى لملمة شتات الحضارم والخروج برؤية سياسية وحقوقية واقتصادية موحدة تحفظ حقوق حضرموت في أي تسوية سياسية قادمة للأزمة التي تشهدها البلاد.

التحضير للمؤتمر الحضرمي

منذ نحو أسبوع بدأت اللجان التحضيرية للمؤتمر الحضرمي الجامع أعمالها، ويتوقع القائمون عليه أن تبدأ أولى جلساته العامة في 20 ديسمبر القادم وهي الذكرى السنوية الثالثة لإعلان الهبة الشعبية التي أعلنتها قبائل حضرموت ضد الحكومة اليمنية عام 2011 عقب مقتل واحد من أبرز زعماء القبائل الحضرمية على أيدي مجموعة من أفراد الجيش في ذات العام.

ويبلغ عدد اللجان التحضيرية للمؤتمر الجامع 6 لجان يتفرع من كل لجنة عدد من الفرق والمحاور، ومن أبرز تلك اللجان لجنة الأعداد والصياغة والتي تتشكل من (3) محاور رئيسية هي (السياسي، الاقتصادي، والاجتماعي)، بالإضافة إلى اللجنة التحضيرية وتتشكل من (6) محاور رئيسية هي (الأمنية – التنظيمية –الثقافية – التواصل –المرأة – الحشد). فيما هنالك لجنة العلاقات العامة واللجنة المالية ولجنتي السكرتارية والدعم اللوجستي.

وبحسب السيد عبد الخالق بن حطبين، وهو رئيس لجنة الإعداد والتحضير في المؤتمر، فإن هذه اللجان ستعمل طوال فترة عملها على دراسة ومناقشة كافة الرؤى والمشاريع التي تقدمت بها كافة المكونات الحضرمية وبمختلف توجهاتها في الداخل والخارج كلاً حسب مجال اختصاصها، واستكمال النقص في بعض الرؤى.  ثم بعد ذلك ستقوم هذه اللجان بتسليم الرؤية الموحدة التي خرجت بها مناقشاتها إلى الهيئة التنفيذية للمؤتمر والتي سيتم تشكيلها لاحقاً من 79 عضوا يُمثلون مختلف المكونات السياسية والاجتماعية ورجال الدين وزعماء القبائل بحضرموت. بهف مناقشتها وإقرارها.

ويُشير القائمون على المؤتمر إنه وبعد إقرار ممثلي الهيئة التنفيذية للرؤية الموحدة، سيتم عرضها للمؤتمر العام الجامع لكي يقوم أعضاؤه  بإقرارها. ويبلغ عدد أعضاء المؤتمر العام 301، وهو ذات أعدد أعضاء مجلس النواب اليمني.

لجان تحضيرية للمؤتمر الحضرمي

اتهامات بالإقصاء

وعلى الرغم من أن المؤتمر يحمل تسمية “الجامع” في إشارة إلى كونه يشمل كافة المكونات، إلا أن هنالك من يتهم القائمين عليه بممارسة الإقصاء تجاه بعض المكونات البارزة على الساحة الحضرمية كحزب الإصلاح وبعض تيارات الحركة السلفية، في مقابل تسجيل حضور ملفت لتيار الحركة الصوفية.  وشن العديد من نشطاء هذه المكونات حملات إعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنقد ما وصفتها بأعمال التهميش والإقصاء وتسهيل سيطرة الحركة الصوفية على المشهد.

ومع اتخاذ هذه الاتهامات منحنى طائفياً، حذر الكاتب السياسي الحضرمي سعيد العمودي، من تكرار التجارب الفاشلة التي مرت بها حضرموت خلال القرن الماضي بسبب هذه التجاذبات. وأشار في حديثه لـ “المشاهد”  أن التجاذبات المذهبية آنذاك بين حركة الإرشاد السلفية، والحركة الصوفية كانت أحد أبرز العوامل التي أدت إلى إفشال مؤتمر إصلاح حضرموت الذي أنعقد في مدينة الشحر الساحلية في 27 أغسطس عام 1928 ، وقبله مؤتمر 7 فبراير من نفس العام والذي عقده حضارمة المهجر في دولة إندونيسيا. 

إقرأ أيضاً  مدير مطار المخا يؤكد أن تشغيل المطار في البداية للرحلات الداخلية

وأضاف بالقول ” أتمنى من القائمين على حضرموت أن يتفقوا على أسس واضحة لتأسيس أي عمل يجمع الحضارم، وأن يكون التمثيل فيه على أسس دنيوية مثل الجغرافيا أو التشكيلات السياسية والمدنية، بعيداً عن التشكيلات المذهبية والتي تعصف بها الصراعات الطائفية “.

بن دغر ينتقد الجامع

رئيس الحكومة الشرعية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، هو الأخر أنتقد الطريقة التي تُدار بها المؤتمر، موجها وعبر حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” دعوة للقائمين عليه بالتخلي عن هذه الفكرة وتبني فكرة (مؤتمر الإقليم الحضرمي) بديلاً عنها، وإشراكي محافظات شبوة والمهرة وإرخبيل سقطرى، وهي المحافظات التي يُفترض أنها تُشكل إقليم حضرموت وفقاً لمخرجات الحوار الوطني التي لم تبصر النور بعد.

وأضاف بن دغر والذي تعود أصوله لمدينة شبام حضرموت التاريخية بالقول ” الدعوات التي لا تجمع بل تفرق لا تتفق ورؤية القوى الوطنية، ولن تخدم حضرموت كما أنها لا تتفق مع مشروع القيادة الشرعية”.

ردود أفعال متفاوتة

هذه الانتقادات أثارة ردود أفعال مُتفاوتة، لكن الأقوى جاءت على لسان السيد علي الكثيري، وهو رئيس اللجنة السياسية لمؤتمر حضرموت الجامع، الذي غرد قائلاً: “أسفي على بعض إخواننا في حضرموت وفي محافظات الجنوب الأخرى الذين يتخذون مواقف متوجسة ومشككة في المؤتمر وغايته”. وأضاف ” بن دغر يُغرد منتقدا مؤتمر حضرموت الجامع، و مطابخ قوى “الاحتلال اليمني” بكل اتجاهاتها تهاجم من صنعاء والدوحة واسطنبول مؤتمر حضرموت الجامع” وأختتم الكثيري تغريداته بالتساؤل قائلاً أليست كل تلك الهجمات بمثابة شهادة دامغة على صواب مسار المؤتمر ومستهدفاته ؟

السعودية هل دخلت على الخط؟

وفي الوقت الذي تواصل  لجان التحضير أعمالها اليومية في التهيئة للمؤتمر، كشفت وسائل إعلام محلية عن وصول عدد من زعماء القبائل وشخصيات سياسية حضرمية إلى العاصمة السعودية الرياض بهدف مناقشة الأوضاع التي تمر بها حضرموت ومن بينها أعمال المؤتمر.

 وتُشيروا الأسماء التي تم نشرها للوافدين إلى الرياض إلى شخصيات ترتبط بعلاقات وثيقة مع بعض المكونات التي أدعت أنه تم إقصاؤها من المؤتمر. ورغم عدم صدور أي بيان رسمي يوضح حيثيات هذه الزيارة خصوصاً في ظل تضارب الأنباء حول الجهة التي قدمت هذه الدعوة. أكد رئيس لجنة العلاقات العامة بجامع حضرموت السيد محسن نصير، لـ” المشاهد” أنهم وحتى اللحظة لم يتحصلوا على معلومات كافية حول هذه الزيارة ودوافعها أو الجهة التي قدمتها واذا ما كانت مقدمة من الحكومة السعودية أو من اللجنة الخاصة أو من قبل مرجعيات تلك المكونات التي تقيم في الرياض منذ اندلاع الأزمة في البلاد.  مُشدداً على أن لجان التحضير ستستمر في القيام بعملها.

جدل في مواقع التواصل الاجتماعي

هذا وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي بحضرموت حالة من الجدل حول توقيت هذه الزيارة وأهدافها، حيث لم يخفي غالبية مستخدمي هذه المواقع مخاوفهم من أن تهدف إلى إفشال أعمال التحضير للمؤتمر الذي تتهموا بعض الأطراف بأنه يأتي وفق تفاهمات مسبقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة والتي سجلت خلال الأشهر الماضية حضوراً قوياً على الساحة الحضرمية التي لطالما اعتبرت كحديقة خلفية للمملكة العربية السعودية.

مقالات مشابهة