المشاهد نت

التقاليد والتمييز عائقان أمام المرأة في الانتساب للسلك العسكري

عدن – هويدا الفضلي:

تبدو فكرة التجنيد للنساء في اليمن غير مقبولة مجتمعيًا نتيجة العادات والتقاليد التي توارثها الأفراد أبًا عن جد، وتجاوز تلك التقاليد خطئية لا تغتفر. وفي حال خرجت البعض عن تلك التقاليد، وذهبن للتجنيد، فإنهن يصطدمن بالتمييز من الجهات العسكرية والأمنية التي انتسبن لها، إذ لا يسمح للمرأة أن تكون قائدة في أحد الألوية العسكرية.
وتقول الناشطة السياسية، رشا كافي، إن وضع العسكريات باليمن مثله مثل وضع المرأة المأساوي بشكل عام، فهناك تهميش ممنهج لدورها و عملها، خصوصًا مع الحرب وتوقف عملهن، مثل توقف عمل كثير منهن في السلك العسكري. مضيفة أن الجديد في الأمر هو تجنيد فتيات في مناطق سيطرة الحوثي خارج نطاق المؤسسة الأمنية تمامًا، بينما في السابق كان تواجدها لا بأس به، وإن كان مقصورًا على العمل في الجوازات أو في المطارات، لكن كان هناك أيضًا نساء في وحدة مكافحة الإرهاب، وهذا إنجاز يحسب لفترة ما قبل الحرب.
بالمقابل كان هناك تجنيد في السلك الأمني للنساء من قبل جيش الحكومة، لكنه أيضًا كان مقتصرًا بشكل عام على التفتيش، وفق كافي التي عملت سابقًا قائدة كتيبة في اللواء ٣٥ مدرع، مؤكدة أن عدد النساء في الكتيبة التي كانت تقودها 90 مجندة، وعدد المجندات الجدد في محور تعز لا يتجاوز 150 مجندة.
وضيف: “في اللواء 35 مدرع واجهنا كل أنواع القدح والتهم، ووصلت لحد القذف والسب والتشكيك بعذرية الفتيات، كل هذا لأن النساء يختلطن بالرجال”.

إقرأ أيضاً  مبادرات مجتمعية لمساعدة الفقراء في رمضان


ومنذ عام 2000، صار بإمكان الفتيات في اليمن الانضمام إلى سلك الشرطة، لكن دراسة أعدها المركز اليمني لقياس الرأي العام (وهو منظمة مدنية محلية)، في 2014، قالت إن 2868 امرأة فقط يعملن في جهاز الشرطة، مقابل قرابة 196 ألف رجل، أي أن النساء يشكلن فقط 1.7% من مجموع منتسبي الشرطة اليمنية، ولا توجد إحصائيات جديدة منذ ذلك التاريخ، بخاصة أن عمل الأجهزة الأمنية النسائية شبه متوقف بسبب الحرب، ومايزال الالتحاق بالجيش، في أغلب أجهزته، حكرًا على الرجال في اليمن.
وتقول هيام العبسي، ناشطة حقوقية ومنسقة تحالف شركاء السلام: “كل المجتمعات التي تهيمن عليها العادات والتقاليد، ويهيمن عليها الطابع الذكوري، تجد النساء صعوبة ومعوقات في شغل وظائف تعتبر خاصة بالرجل، رغم الحاجة الملحة لوجودهن في المجال الأمني والعسكري”.
“إن حاجة المجتمع اليمني للمرأة العاملة في القطاع الأمني ضرورة، فهناك من تعمل في السجون، وهناك من تعمل في التفتيش النسائي، لذلك يجب على المجتمعات تقبل ذلك، ويجب توعية المجتمعات بأهمية وضرورة تواجد النساء في هذا المجال لما فيه من أهمية وضرورة تخدم المجتمع، وبالذات النساء، ويجب أن يكون هناك حملات توعية سواء للمجتمع أو للإدارات الأمنية والعسكرية بأهمية تواجد النساء، وضرورة انخراطهن في تلك المجالات، لأن المرأة قادرة على أداء المهام الموكلة لها بدقة والتزام”، تضيف العبسي.

مقالات مشابهة