المشاهد نت

إذاعات FM بصنعاء.. وسائل للتحريض وبث الكراهية

صنعاء – اوزد عامر

لم يعد هادي الميموني (55 عامًا) يستمتع بمحتوى الاذاعات اليمنية التي تحمل مضمون تحريضي أكثر منه تثقيفي كما يقول. ويضيف:٠ كنت واحد من جمهور الإذاعة سابقًا وكنا نستمع لما هو مفيد بعيدا عما تضخه الإذاعات المسيسة اليوم”. ويؤكد لـ”المشاهد” أن الفرق بين الإذاعات بالسابق واليوم كبير. الميموني الذي اعتاد على سماع الإذاعات في مركبته لا يجد اليوم أي مادة تثقيفية عبر أثير الإذاعات، لأن أغلبها تبث دراما تحريضية، وفق ما يقول.
ويعد سائقو المركبات الجمهور الأكبر لإذاعات (FM) الذين تصلهم المواد البرامجية المذاعة في مختلف الأوقات خلال اليوم الواحد، لكن الكثير من مستخدمي وسائل المواصلات العامة يبدون امتعاضهم الكبير عند سماعهم المواد والبرامج المُذاعة من غالبية تلك المحطات الإذاعية. ويقول جبران بدر لـ”المشاهد”: “تحس أن سمعك مغتصب وأنت فوق الباص. كله زوامل، كأنها مفروضة علينا”.

إذاعات FM بصنعاء.. وسائل للتحريض وبث الكراهية

بث خطاب الكراهية

بعد سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، في سبتمبر 2014، سيطرت على وسائل الإعلام الرسمية وجيرت خطابها لصالح مشروعها الطائفي.
وأغرقت أثير مناطق سيطرتها بعدد من الإذاعات كوسائل للحشد والتعبئة لرفد الجبهات بالمقاتلين. إذ أنشأت الجماعة قرابة 30 إذاعة بنظام موجات (FM)، خٌصصت معظمها لدعايتها الحربية.
قبل ذلك، ظل الإعلام الرسمي المرئي والمسموع حكرًا على السلطات الرسمية في البلاد، ولم يسبق أن أنشئت محطة إذاعية خاصة حينها. بدت الإذاعة سابقًا، مصدرًا أساسيًا لتثقيف الناس، وعلى وجه الخصوص الرسمية، التي كانت تعمل بنظام الموجات القصيرة والمتوسطة، وهي إذاعات تابعة للدولة، إذ كانت هي المصدر الوحيد والأسهل لمعرفة الأحداث والاستماع لمختلف فترات الترفيه، التي كانت تخصصها تلك الإذاعات من أوقات بثها.
ويقول أحد المتخصصين في الإعلام (فضل عدم ذكر اسمه) لـ”المشاهد”: “تفتقر إذاعات (FM) للمحتوى الإعلامي الجيد، كما تعتبر موادها وبرامجها الإذاعية دعائية بامتياز، نظرًا للمضمون الذي تحتويه، إذ تستخدم وتعمل غالبية الإذاعات على ضخ مواد وبرامج تحرض على العنف والكراهية بين أبناء الشعب الواحد.

إقرأ أيضاً  رداع.. ضحية جديدة في قائمة «تفجير المنازل»

غياب قانوني

وتعمدت الحكومات المتعاقبة تجاهل إصدار قانون يسمح بإنشاء أو تأسيس محطات إذاعية خاصة، إذ كانت المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون هي صاحبة الحق في ملكية الترددات، ومنحها فقط لإنشاء إذاعات محلية تابعة للمؤسسة وناطقة باسم السلطة. وكانت تعتبر تلك الترددات من الأمور السيادية للدولة.
وفي 2011، شهدت البلاد حراكًا شعبيًا أدى إلى رحيل منظومة الحكم. وفي مارس 2014، تمت مناقشة مشروع قرار في البرلمان يسمح بإنشاء محطات إذاعية وقنوات تلفزيونية، وينظم عمل كل تلك الوسائل التي قد تنشأ، إلا أن مشروع القانون لم تستكمل مناقشته، ولم يصدر للعمل به. لقد ظل كمشروع فقط إلى يومنا.

على ماذا يعتمد الحوثيين في إصدار التراخيص؟

وتعد العاصمة صنعاء الأعلى في انتشار إذاعات (FM).
ويقول المهندس خالد قائد (55 عامًا) لـ”المشاهد”، وهو متخصص في تحديد الترددات بالقطاع الهندسي بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بصنعاء: “يصدر أمر الموافقة على إنشاء وفتح محطة إذاعية تعمل بموجات (FM) في مناطق سيطرة الحوثيين من وزارة الإعلام التابعة لحكومة صنعاء، وبحسب لوائح حددتها الوزارة لتنظم عمل كل إذاعة وهدفها الذي يفرضونه هم، كما أنه يجب أن يكون طلب الترخيص مستوفيًا لجميع الشروط المطلوبة لعمل تلك المحطات”.
وبعد أن يتم منح الترخيص لإنشاء إذاعة ما، واستكمال جميع إجراءات التأسيس، تأتي مسؤولية القطاع الهندسي في منح التردد المعين للمحطة الجديدة، بحيث يتم منع أي تداخلات في البث الإذاعي، قد تحدث بين محطة وأخرى، بحسب قائد.
ويقول أحمد الوجيه (48 عامًا) لـ”المشاهد”، وهو مدير عام لواحدة من تلك المحطات المملوكة لأحد المستثمرين، إن الغرض من إنشاء الإذاعة هو استثماري بحت، لجلب مزيد من الإعلانات، وهو الهدف الأساسي، بالإضافة إلى الجانب الترفيهي الذي تبثه الإذاعة كالأغاني. مضيفًا أن الإذاعة ملتزمة بكل ما هو محدد من وزارة إعلام الحوثيين.

مقالات مشابهة