المشاهد نت

غريفيث … مهمة في اليمن دون إنجازات

عدن – فاطمة العنسي:

لم تكن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وقبلهما طرفا النزاع باليمن، جادين في إحراز أي تقدم في عملية السلام باليمن، فمنذ اللحظة الأولى لتعيين مبعوث أممي عقب إبرام المبادرة الخليجية في نهاية العام 2011، التي أخرجت علي عبدالله صالح من السلطة، وأتت بالرئيس عبد ربه منصور هادي بدلًا عنه، بتوافق القوى السياسية، وعبر انتخابات رئاسية دون منافسة، والسلام لم يتحقق.
منذ تلك اللحظة لتعيين المبعوث الأممي جمال بن عمر، وما تلاه من أحداث أبرزها سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، ثم تعيين إسماعيل ولد الشيخ كمبعوث أممي آخر، انتهت مهمته في 2018، بالفشل كسابقه. واليوم يقر البريطاني مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن الدولي، بفشله في إحراز أي تقدم في ملف السلام باليمن.
وفي آخر إحاطة له كمبعوث أممي لدى اليمن، وصفها مراقبون بـ”إحاطه الوادع”، ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، بشأن الأزمة اليمنية القائمة، قال إنه “على مدى السنوات الثلاث الماضية من عملي في اليمن، قدمنا العديد من الفرص للطرفين. لكن من دون جدوى”، مشيرًا إلى أن امتياز الوسيط هو أن يقدّم للطرفين السبل التي يمكن أن تسمح بإنهاء الحرب، ومن جديد كل ذلك حتى الآن من دون جدوى. الاختراق الوحيد الذي حققه غريفيث، هو إقناع طرفي النزاع بعقد صفقة تبادل الأسرى، والتي شملت 1056 أسيرًا، العام الماضي.
وقال المحلل السياسي اليمني عبدالله الدهمشي، إن إحاطة غريفيث الأخيرة أمام مجلس الأمن، ليست مهمة، وهي مجرد “استهلاك للوقت”، مؤكدًا أن “غريفيث نجح في مهمته كمبعوث أممي إلى اليمن. لكنه نجاح وفق خطة تجزئة الأزمة اليمنية إلى ملفات مبتدئًا بالوضع العسكري في الحديدة، وبالتالي نجح في أن تصبح الأزمة اليمنية في عهده ومن بعده، عبارة عن ملفات منفصلة يتم تناولها من زوايا متعددة؛ عسكرية إنسانية اقتصادية، ولكن بعيدًا عن طبيعتها السياسية”، مضيفًا: “نحن نقف أمام جماعة متمردة وسلطة شرعية، أو كأزمة محكومة بمرجعيات تم الخروج عن أطرها من قبل الحوثيين بالقوة المسلحة، بالإضافة إلى جماعات مسلحة أخرى”.
وأشار الدهمشي إلى أن الأزمة اليمنية عقب غريفيث ستتحرك ضمن أولوية وقف إطلاق النار، بما يعني التزام التشكيلات المسلحة بواقع سيطرتها الجغرافية بعيدًا عن الدولة التي انهارت وفق خطة محكمة عملت عليها الوصاية الأممية، وأنجزتها التدخلات الخارجية، حسب قوله.
وفي ما يتعلق باستعراض غريفيث أمام مجلس الأمن لنتائج المبادرة العمانية، قال الدهمشي: “هناك وساطة عمانية تحاول استغلال ثقلها لدى الحوثيين لانتزاع موافقتهم على مقترحات وضعها غريفيث قبل عام، وأظن أنها ستستمر، فالتجاذبات الخارجية للأزمة اليمنية متوقفة بسبب الانتخابات الرئاسية في إيران”. مرجحًا أن يكون هناك تغير في مسار الأزمة اليمنية عقب الانتخابات الإيرانية.
ويرى مراقبون أن غريفيث لم يبنِ قاعدة وإنجازات مهمة في الملف اليمني، يمكن للمبعوث الجديد السير عليها، وظل خلال فترة تعيينه يعمد إلى التسويق لنفسه بانتصارات وهمية وإعلامية لا أكثر، ونقل صور مزيفة عن الواقع اليمني من خلال إحاطاته المتكررة أمام مجلس الأمن، دون تحديد الطرف المعرقل بوضوح.
وفي ديسمبر 2018، اجتمع الفرقاء السياسيون اليمنيون على طاولة حوار واحدة منذ نشوب الحرب، بحضور غريفيث، وبرعاية الأمم المتحدة، في العاصمة السويدية ستوكهولم، وخرجوا بنتائج واتفاقيات بالشأن السياسي والاقتصادي، لاسيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في الحديدة وملف الاسرى والمختطفين في اليمن، ولكنه سرعان ما تبخر، ولم ينفذ منه سوى صفقة تبادل أسرى واحدة.

مقالات مشابهة