المشاهد نت

كيف تحولت وكالة الانباء اليمنية الى مكان للاحتطاب

كيف تحولت وكالة الانباء اليمنية الى مكان للاحتطاب

 تحولت اشجار الزينة الهالكة بفعل الحرب، وسط جزر الشوارع، واخشاب المباني الحكومية المدمرة الى وقود استخدمه المواطنون لأغراض الطبخ بسبب انعدام غاز الطبخ المنزلي خلال فترة الحرب وما اعقبها .

في عيد الاضحى العام الماضي لجأ موظفو وكالة سبأ الى حديقة مبنى الوكالة الواقع الى جوار رصيف السواح في مديرية التواهي  لجمع  حطب اشجار الجوافة الهالكة .

وثمة مواطنون اخرون كانوا يجمعون ما تبقى من حطام اخشاب مبنى الرصيف السياحي الذي بني في العام 1918م وتحول الى اثر بعد عين بفعل قصف من قبل طيران التحالف .

البستاني عبد الله مسعود عمل قرابة 13عاما في زراعة وتشجير حديقة مبنى ادارة التحرير بالوكالة الحكومية غادر المبنى بحرا نازحا عقب مواجهات دامية منتصف العام 2015م  وعقب إعلان الحكومة سيطرتها على المدينة عاد الرجل الخمسيني ليجد كل شيء انتهى .

بعد عام من الزيارات التي قام بها مسئولون حكوميون من وزراء وقيادات سلطة محلية الى مبنى الوكالة الحكومية  لم يطرأ أي تغيير فثمة 154موظفا في الوكالة الحكومية  ،يقبعون في منازلهم ، وصار للوكالة رأسان وموقعان اخباريان  الاول ناطق باسم سلطات  صنعاء والاخر تابع للحكومة اليمنية في  الرياض .

يعمل راجي و3 شباب اخرين على تأمين ماتبقى من المبنى الذي تعرض لأعمال سلب ونهب طالت اثاثه وتجهيزاته الفنية من اجهزة حاسوب واجهزة رصد اذاعي .

يقول راجي 25 عاما قمت انا وعدد من ابناء الحي لحماية المبنى بعد اقتحامه ونهب غالبية محتوياته ، كان من واجبنا القيام بذلك ويجب على الحكومة منحنا وظائف فنحن هنا منذ عام نعمل بشكل طوعي دون مقابل “.

مبنى وكالة الانباء اليمنية سبأ عدن  - المشاهد

يتابع راجي وهو يتحدث للمشاهد امام بوابة حوش المبنى : لم يتعرض المبنى لأضرار كبيرة بفعل القصف الذي طال مبنى رصيف السواح وتسبب بتهشم زجاجات نوافذه ، لكن اعمال سلب ونهب اتت عقب تحرير المدينة وطردهم منها .

بفعل الانقسام الذي شهدته البلد تعامل مسئولون حكوميون مع مبنى الوكالة الحكومية كأملاك تابعة لسلطة صنعاء وانه يتوجب السيطرة عليها من قبل الجنوبيين .

إقرأ أيضاً  مشكلة الأرقام المؤقتة للوحات المركبات بتعز

ويقول نائب مدير عام وكالة سبأ فرع عدن محمود  ثابث انهم تعرضوا للتهميش خلال سنوات طويلة

واتهم ثابت جماعات لم يسمها بعملية نهب مبنى الوكالة مقدرا حجم المنهوبات بمبلغ 130 مليون ريال داعيا السلطات الى تنفيذ حملة امنية لتعقبهم .

في مايو الماضي هاجم احد المسئولين الحكوميين مبنى الوكالة وطالب حراسته تسليمه فورا.

 يقول احد حراس المبنى واجهنا كثير من الجماعات بما فيها جماعات متشددة طلبت منا مغادرة المبنى وفي احدى المرات اتى الينا نائب مدير مكتب الثقافة ومرافقيه وطلبوا منا مغادرة المبني الى محافظة تعز الامر الذي استفزنا كثيرا ودفعنا الى رفع اسلحتنا .

 نائب مدير الفرع “ثابت” :هناك اعتقاد سائد ان 154 موظف بالوكالة يتبعون السلطات في صنعاء تسبب بعرقلة عودة العمل الى  الوكالة مشيرا الى ان طاقم الوكالة غالبيتهم من ابناء عدن و محافظات الجنوب الاخرى.

ابقى اللصوص على جهاز كمبيوتر وحيد في غرفة مدير الاخبار .

يقول ثابت  ان الحكومة بعد عام لم توفر للمبنى كلفة  اشتراك تسديد قيمة فاتورة نت ب 11 الف ريال  .

وبالقرب من مبنى الوكالة يقع مبنى اذاعة عدن وتلفزيون قناة عدن توقفا عن العمل منذ اندلاع حرب ربيع 2015م واكتفت الحكومة باعادة بث تلفزيون عدن من المملكة العربية السعودية بكادر محدود مرجعين اسباب امتناعهم عن اعادة تشغيل المبنى لمخاوف امنية .

يقول “ي،م” احد موظفي وكالة سبأ بعدن انهم يدفعون ثمن الانقسامات التي تشهدها البلد وان السلطة المحلية استثنتهم من حصص اغاثيه وزعت على مختلف مرافق وزارة الاعلام بالمدينة .

ويختتم حديثه للمشاهد : منذ اندلاع الحرب حرمنا من علاوات العمل وسئمنا من البقاء في منازلنا ،ومنذ عام لم اصل الى المبنى الا في مرات محدودة بحثا عن حطب اشجار الجوافة لاستخدامها في الطباخة .

 

 

مقالات مشابهة