المشاهد نت

تعز.. جريمة جديدة ضحاياها أطفال

تعز.. جريمة جديدة ضحاياها أطفال

أمس، عاشت تعز وضعًا مأساويًا بعد سقوط عدد من المدنيين بينهم أطفال بين جرحى وقتلى؛ جراء استهداف السوق العام في منطقة بير باشا بصورة بشعة وغير إنسانية من قبل مسلحي الحوثي.

وكالة الأنباء اليمنية الرسمية, نقلت عن العقيد الركن منصور الحساني الناطق الرسمي للجيش الوطني بمحافظة تعز قوله: إن المليشيا الانقلابية قصفت السوق العام في منطقة بيرباشا غرب مدينة تعز بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة والتي أسفرت عن استشهاد 9 مدنيين بينهم 3 أطفال، وأصيب 15 آخرون بجروح مختلفة”.

 على صفحات التواصل الاجتماعي انتشرت صور الجريمة وتنديدات ضدها، تبادلوا اطلاق التُهم حول مُنفذها إلا أن معرفة الجاني وتبادل الاتهامات لن تفيد أُسر الضحايا، فلا شيء يُعيد الضحايا إلى الحياة.

محمد مهيوب، إعلامي وناشط، نشر في حسابه على الفيس بوك، فيديو اللحظات الأولى بعد ارتكاب الجريمة بحق المدنيين، أجساد الأطفال مُلقاة على رصيف الشارع، ثلاثة منهم لا تزيد أعمارهم عن الثامنة، كانوا سويًا يفترشون الأرض في وضعيات متعددة قبل أن يأتي المسعفين لأخذهم، أحدهم، أقل من عشر سنوات، كان دمه ينزف بغزارة ويتوسع من محيطه نصف جسده عل? الرصيف والنصف الآخر عل? الازفلت، أخذه المسعفين وبقيت حذاءه هناك.

طفل آخر يأخذه طفلا أكبر منه ويصرخ، بينما يتواجد أطفال آخرون يضعون أياديهم على رؤوسهم من هول الواقعة والمنظر ووجوهم تكشف مد? خوفهم وتوترهم الشديد.

يتجه المُصوّر إلى الجانب الآخر من الرصيف، ثمة دم منتشر، ورجال ينقلون أشلاء طفل وسط بكاء وصراخ مخيف.

“الأطفال يدفعون الثمن الأكبر في نزاع ليس لهم يد فيه اصلاً. فيقتلون ويصابون والناجون منهم يعيشون عرضة لخطر فقدان حياتهم. لا يوجد مكان آمن للأطفال في كل انحاء اليمن. حتى اللعب أو النوم بات أمراً محفوفاً بالمخاطر” قال ممثل اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس.

حياة الأطفال تتدمر:

وفقاً لتقرير أصدرته منظمة اليونسيف في مارس المنصرم بعنوان: “أطفال على حافة الهاوية” سلّطت فيه الضوء على العبء الثقيل على الأطفال في اليمن وتدهور الوضع الإنساني الخطير جراء النزاع، قالت خلاله إن النزاع الدامي والوضع الإنساني المتدهور بسرعة في اليمن؛ يُدمّر: “حياة الأطفال” مما يدفع بالبلاد إلى حافة الانهيار.

كانت المنظمة قد تحققت من أكثر من 1,560 حالة انتهاكات جسيمة ضد أطفال اليمن في 2015. وقالت إنه قُتل أكثر من 900 طفل وأصيب أكثر من 1,300 آخرين بجراح خلال عام واحد بمعدل مقتل أو اصابة ستة أطفال يومياً خلال العام الماضي.

إقرأ أيضاً  دور المرأة اليمنية في مواجهة تغيرات المناخ

هذه الأرقام تُعد أعلى بحوالي سبعة أضعاف مقارنةً مع الحالات التي وثّقت خلال عام 2014. فمع تعرّض أكثر من 50 مدرسة للاعتداء، فقد قتل بعض الأطفال وهم في داخل  المدرسة أو في الطريق من وإلى المدرسة، وقد رصدت اليونيسف 51 حالة اعتداء على المدارس في العام الماضي، ولا تُعبّر هذه الأرقام عن الحالة الحقيقية فقد قالت اليونسيف: “إن هذه الأرقام هي غيض من فيض إذ انها لا تشمل سوى الحالات التي استطاعت اليونيسف أن تتحقق منها”.

ارتباك:

يدّفع الأطفال المزيد من الدماء جراء الجرائم الإنسانية بحقهم، الأحرى أن يعمل طرفا النزاع على تجنيب الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بشكل خاص ومدنيين بشكل عام، ومحاولة حمايتهم، إلا أن طرفا الحرب يستمران في انتهاك حقوق الأطفال سواء عبر استهدافهم أو تجنيدهم أو حرمانهم من حقهم في الحياة الآمنة.

وفي ظل هذه الظروف التي يُعاني منها أطفال اليمن تقف الأمم المتحدة مرتبكة وغير جادة في حماية حقوق الأطفال وحقوق المدنيين، ومنذ بداية النزاع في مارس 2015 لم تتمكن من تحقيق أي تقدُّم أو تنفيذ التزاماتها على الأقل أمام حماية حقوق الأطفال ومحاسبة المتورطين في انتهاك حقوقهم.

هذا الارتباك ظهر جليًا في يونيو المنصرم حيث قامت بإدراج اسم الحوثيين والتحالف العربي على اللائحة السوداء للبلدان التي تنتهك حقوق الأطفال، ضمن تقريرها السنوي الذي يعرض محنة الأطفال، ضحايا النزاعات المُسلحة في العام 2015، بعدها بثلاثة أيام قامت برفع اسم التحالف من القائمة نهائيًا، مع ملاحظة أنها كانت قد تحدثت عن أن التحالف مسئول عن 60 بالمئة من الوفيات والإصابات بين الأطفال في اليمن، ومسئول أيضا عن نصف الهجمات على المدارس والمستشفيات.

يقول الكاتب الصحفي حسين الوادعي: “اختلف طرفا الحرب على كل شيء واتفقا على قتل اليمنيين” فمنذ ما يزيد عن العام والنصف والدم يُسفك ويتعرّض الأطفال للاستهداف المباشر، ومن لم تقتله الحرب، مات بسبب الجوع، حد وصف “حمزة الحمادي”.

مقالات مشابهة