المشاهد نت

عودة الحمير للعمل في عدن

عودة الحمير للعمل في عدن

 

يستعين اهالي حي العيدروس في مدينة عدن القديمة بفرزة “حمير” بدأت تتولى عملية جلب الماء لقرابة 3 الاف نسمة يعانون العطش منذ اشهر .

 إلى جوار مبنى البنك المركزي الذي قررت الحكومة تحويله الى مقر رئيسي وبدأت العمل فيه مؤخرا ثمة حركة نقل دؤوبة للمياه منذ ساعات الصباح الباكر لإغاثة المواطنين ، تتجاوز نشاط المبنى الذي عجز عن توفير رواتب الموظفين الحكوميين.

يؤكد اهالي حي العيدروس لـ” المشاهد” ان خدمات المياه كانت تصل اليهم بشكل طبيعي ومنذ عودة غالبية سكان الحي عقب نزوحهم في حرب ربيع 2015م باتت مشكلة المياه هما يؤرق مضاجعهم ولم تقم الجهات الحكومية بواجبها في معالجة المشكلة .

يحتاج المواطن ( محمد غالب ) الى 1600 ريال يوميا لنقل 160 لتر من المياه يوكل مهمة جلبها لاحد العاملين في فزرة الحمير .

ثمة 10 حمير دخلن الى الخدمة مؤخرا لجلب المياه للمواطنين من المساجد القريبة من الحي ، عبور حمير نقل المياه اصبح مشهدا مألوفا بجوار “البنك المركزي” اكبر خزائن النقود في البلد.

تنتشر الحمير في الطرقات والاحياء بعد ان عادت للعمل في نقل المياه ونقل ملاكها بين الاحياء- المشاهد

على الرغم من اغلاق الطرقات المؤدية الى الحي وتزايد الحواجز الامنية المحيطة بالمدخل الرئيسي الى الحي بمحيط البنك المركزي الا ان العاملين في فرزة حمير جلب الماء للحي يجدون تسهيلا امنية للمرور بجانب الحواجز .

وجد عدد من الشباب العاطلين عن العمل فرص عمل في خدمة المواطنين ويتقاضون 200 ريال مقابل كل دبة “بلاستيكية سعة 20 ليتر” يقومون بإيصالها الى الحي .

 الناشط الحقوقي سمير الابي احد اهالي الحي الذي رافقني في زيارة حي انتشرت فيه كتل البناء العشوائية وعلى التلال المحيطة به كالفطر مع غياب الدولة وصعوبة حصول المواطنين على اراضي للسكن في المدينة يؤكد ان 70% من منازل الحي لاتصل اليها خدمة المياه.

  يشير سمير الى خزانات فيبر جلاس موضوعة على مداخل الحي يستخدمها الاهالي للتزود بالمياه واخرى قدمتها جمعيات خيرية وتقوم بتعبئتها عبر بوز لإغاثة المواطنين وسكان المناطق المرتفعة الذين يعانون منذ اشهر من انعدام وصول المياه الى مساكنهم .

تنتشر اكوام القمامة في اكثر من مكان تجدها عند مرورك بالمدرجات المفضي  الى المساكن الشعبية. 

يصل ضخ المياه الى بعض المنازل اسفل الحي لساعتين يوميا فقط ..يقول محمد جوبان احد اهالي حي الضياء ان 18 منزل لم تعد تصل اليها خدمة المياه  منذ ما بعد الحرب الا في حدود ساعتين يوميا  دفعت المواطنين الى  التنافس في شراء مضخات اكبر لدفع الماء الى خزانات منازلهم .

وانتشرت في الحي مع فشل السلطات في توفير اهم  حقوقهم مشكلات اجتماعية دفعت عدد من المستأجرين الى المغادرة وبعض الملاك الى بيع مساكنهم للسكن في مناطق اخرى تتوفر فيها خدمة المياه .

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

يؤكد جميل الحمادي عاقل احدى حارات الحي ،ان مشكلة المياه التي لم تجد حلا من قبل السلطة المحلية والجهات المعنية تسببت في تخريب شبكة المياه من خلال حفر المواطنين للوصول الى الشبكة الرئيسية والضخ منها عبر “دينمات “. “” دينمو كهربائي”

يشير الحمادي في حديثه  لـ المشاهد الى عدد من الخزانات التي تزايدت اعدادها في الحي :” هم الحصول على الماء شغل الناس وشاغلهم الرئيسي هنا  “.

خزنات تنتشر بين الاحياء السكنية  ومساجد المنطقة لملئها بالماء  ليستفيد منها السكان  - المشاهد

“يأتي الماء احيانا لساعات محدودة وتجد الحي يتحول الى خلية نحل الاطفال و النساء والرجال في منتصف الليل وعند ساعات الفجر يقومون بجلب الماء من اسفل الحي الى القمة  اواجه مشكلات بصورة مستمرة بين المواطنين بسبب تشغيل المضخات والصراع على الماء “، يتحدث عاقل الحي بألم .

طرق  اهالي الحي ابواب  السلطة المحلية في المديرية ومؤسسة المياه ومنذ اشهر لم يتجاوب احد مع معاناتهم .

يقول الحمادي : جلسنا مع مدير المديرية “خالد سيدو” ووكيل المحافظة  “الشاذلي ” ولم نجد حلولا على الارض”.

يحذر عاقل احد حواري الحي من استمرار المشكلة على حياة المواطنين ومن عمليات الحفر التي  يلجأ اليها بعض المواطنين و تتسبب بتخريب شبكة المياه .

موظف مضخة مياه ” حي العيدروس”  الواقعة في مقبرة القطيع “حسن بافضل ” يرجع مشكلة المياه في الحي ضعف ضخ المياه الى مديرية صيرة  وانعدام صيانة وتوسعة  شبكة المياه  في الحي وانقطاع الكهرباء.

يقول بافضل في حديثه للمشاهد : يفترض ان تعمل مضخات مياه الحي  ما بين 12-14 ساعة يوميا لكن انقطاع الكهرباء وشحة المياه الواصلة الينا تفقد مضخات دفع المياه الى الحي دورها في تلبية احتياجات المواطنين .

- مضخة دفع المياه الى  شعب العيدروس في معظم الاوقات متوقفه لانقطاع التيار الكهربائي او لاعطال تطالها - المشاهد

يعتبر بافضل 50 عاما ان عدم العمل بمنظومة تحكم مركزي للمياه في المدينة تسبب بانعدام المساواة في توزيع حصص المياه بين للمديريات ..يرى “بافضل” ان مسئولية انعدام المساواة في توزيع وضخ المياه الى المديريات يقع على عاتق قيادة المؤسسة والمنطقة الثانية .

يؤكد بافضل ان الحلول موجودة وان لكل مشكلة حل وبأيدي مؤسسة المياه وكوادرها ويفترض ان تجد معاناه الناس تفاعل ليتجاوزا معاناتهم .

شهدت مدينة عدن خلال مراحل تاريخية استخدام الحمير والجمال في نقل السلع والبضائع الى مناطق يمنية مختلفة .. وفي المدينة القديمة خصصت مواقف خاصة لكنها تلاشت مع مرور الوقت لتعود الحمير  مؤخرا للعمل في جلب المياه.

ستستمر معاناه اهالي حي العيدروس الى اجل غير مسمى  ولن يخفف من وطأة معاناتهم  الا ادخال مزيد من الحمير الى فرزة نقل المياه عبر حواجز البنك المركزي ….

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة