المشاهد نت

بن سلمان في أمريكا… مساعٍ سعودية لكسر حاجز الجليد في حرب اليمن

عدن – فاطمة العنسي:

أجرى نائب وزير الدفاع السعودي والمسؤول عن الملف اليمني، الأمير خالد بن سلمان، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تولي جو بايدن الرئاسة الأمريكية، مباحثات مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكبار المسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأسبوع الماضي، في إطار مساعي المملكة العربية السعودية إلى إنهاء الحرب القائمة في اليمن منذ 2015، ووضع حد للهجوم الصاروخي الذي تنفذه جماعة الحوثي على أرضها بين الفينة والأخرى.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن وكيل وزارة الدفاع للسياسة كولين كال، التقى الأمير خالد “لإعادة التأكيد على العلاقة الدفاعية الأمريكية السعودية”، وأكد كال على “التزام الولايات المتحدة بمساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها وشعبها”.
وأضاف كيربي أن كال والأمير خالد ناقشا الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن، والتزام الولايات المتحدة والسعودية بمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار. ووجه كال الشكر للأمير خالد على العمل الوثيق والبناء مع المبعوث الأمريكي الخاص تيم ليندركينغ لإنهاء الحرب في اليمن، وأدان هجمات الحوثيين عبر الحدود”.

ملف السلام في اليمن أولًا

ويرى عبداللطيف الفجير، وكيل الإدارة المحلية للحكومة اليمنية في الرياض، أن تحركات وزير الدفاع السعودي إلى الولايات المتحدة تهدف إلى بحث الشراكة والتعاون بين السعودية والولايات المتحدة، متوقعًا أن مساعي الزيارة ستأخذ ملف السلام في اليمن من ضمن الأولويات في الحديث، بالإضافة إلى مشاريع أخرى.
وعن دعوات المملكة الحوثيين لإنهاء الصراع وإيقاف إطلاق النار، قال الفجير في تصريح خاص لـ”المشاهد”، إن المملكة العربية السعودية راعية التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، لم تتخلَّ عن هدفها في الحد من النفوذ الإيراني في اليمن، لاسيما في اليمن، بدليل أنها مستمرة في شن غاراتها على مواقع الحوثيين في مختلف جبهات القتال في اليمن، ولكنها أحيانًا تتماشى مع توجهات المجتمع الدولي والدبلوماسية الخارجية، مراعية في ذلك الجهود الدولية والأممية الداعية للسلام ووقف الحرب، والعودة إلى الحوار بين المكونات السياسية اليمنية”.

بن سلمان في أمريكا... مساعٍ سعودية لكسر حاجز الجليد في حرب اليمن


وأضاف أن السعودية تحرص كل الحرص على إيقاف الحرب اليمنية، محاولة جر جماعة الحوثي بالضغط عليها عسكريًا ودبلوماسيًا ودوليًا، إلى ترك السلاح، وتشكيل حزب سياسي ومشاركة سياسية شاملة مع كافة الأطراف اليمنية، بما يضمن للمملكة أمنها واستقرارها.
وغادر نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، الذي كان يشغل منصب سفير السعودية في واشنطن مسبقًا، الولايات المتحدة، في أكتوبر 2018، عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، والذي تتهمه المخابرات الأمريكية بالموافقة على مقتله.
والأسبوع الماضي، التقى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على هامش قمة وزراء خارجية مجموعة العشرين، في العاصمة الإيطالية روما، إذ يعتبر ذلك اللقاء هو الأرفع لمسؤولين بين واشنطن والرياض، وبحثا فيه الملفات ذات الاهتمام المشترك، يتقدمها الوضع في لبنان واليمن.
ومنذ بداية أبريل الماضي، استأنفت، في النمسا، إيران والدول الغربية محادثاتها حول إعادة إحياء الاتفاق النووي وإنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن.

إقرأ أيضاً  خطورة المخدرات في «لقمة حلال»
بن سلمان في أمريكا... مساعٍ سعودية لكسر حاجز الجليد في حرب اليمن

رفض حوثي لإنهاء الحرب

وفي سياق متصل، أكد المحلل السياسي اليمني رشاد الشرعبي، أن السعودية والحكومة اليمنية ليستا دعاة حرب أو متلهفين لاستمرار نزيف الدم اليمني، على عكس إيران وجماعاتها التي قادت البلاد لهذه الكارثة من خلال الانقلاب على الحكومة واجتياح المدن واستهداف المملكة من داخل الأراضي اليمنية واعتقال وقتل المعارضين لها.
وأضاف الشرعبي، لـ”المشاهد”، أن جماعة الحوثي، وبدعم من إيران، تتسبب بكارثية الوضع الإنساني في اليمن في الوقت الراهن، مؤكدًا أنه بيدها القدرة على إنهاء الحرب.
وبالنسبة لمساعي السعودية إلى إيقاف الحرب، عمل حد لجماعة الحوثي التي باتت تهدد أمنها واستقرارها، قال المحلل السياسي اليمني، إن السعودية قدمت مبادرة فيها العديد من التنازلات، وفي الوقت الذي ترحب فيه الحكومة، نجد جماعة الحوثي ومن ورائها إيران، ترفض أية مبادرات للصلح وإيقاف نزيف الدم، آخرها رفض الوساطة العمانية والمساعي التي ينفذها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج.
وتابع: السعودية لن تتخلى عن مساعيها للحد من النفوذ الإيراني، لأنه يستهدفها ككيان، ويستهدف الأمن القومي العربي والأمة العربية جمعاء، والمملكة صارت اليوم هي رأس الحربة في محاولة الحفاظ على الكيان العربي من المزيد من التمزق والتشظي، وموقفها في اليمن واضح من خلال رفضها اختطاف اليمن من قبل إيران، ومن خلال العمل للحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقراره من جهة أخرى.
ولفت إلى أن السعودية تسعى إلى تجاوز أمر الأخطاء التي حدثت في اليمن، والتي منحت أحد الأطراف في التحالف لدعم الشرعية في اليمن، مساحة من الحركة تم استخدامها بصورة خاطئة عقّدت الأمور أكثر في اليمن، وعملت على تقويض الشرعية التي جاء التحالف العربي بقيادة السعودية إلى إعادتها.
المواقف الدولية واضحة مع الحكومة وضد الانقلاب للعام السابع على التوالي، والمجتمع الدولي بخاصة الولايات المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، حاولوا منح جماعة الحوثي الفرصة تلو الأخرى، ولكنها سيطرت بقوة السلاح، وتشعر أنها لن تبقى في وجود السلام، ولكن تنتعش وتعيش في حالة الحرب والموت والدماء، حسب قول الشرعبي.

مقالات مشابهة