المشاهد نت

الموظفون.. الفقراء الجدد، والجوع كافر

الموظفون.. الفقراء الجدد، والجوع كافر

الرواتب والجوع حديث الشارع اليمني، ففي العاصمة صنعاء لا حديث يعلو على الحديث عن الحصول على الرواتب ومقاومة الجوع، خاصة بعد أن بدأت مظاهر هذه الأزمة أكثر وقعاً وظهرت معها الكثير من الجرائم والقصص المروعة التي يرويها ويتناقلها الناس.

قصص السرقة والنهب والسطو مظاهر تعكس الوضع الذي وصل إليه اليمن، وهذه الجرائم باتت تثير الرعب أوساط الناس، وقد ظهرت في العاصمة صنعاء التي كان يراها الكثير من سكانها بأنها الأكثر أمناً، وبدافع الانتصار على الجوع بدأت هذه الجرائم تطفو على السطح، وتزيد من تردي الوضع الأمني الهش.

الجوع كافر

في منطقة مذبح بالعاصمة صنعاء يتدوال الناس قصة الرجل الذي دفعه الجوع إلى اقتحام متجر لبيع المواد الغذائية بالجملة شاهراً سلاحه الأبيض “الجنبية” ليحمل كيساً من الدقيق ويذهب، ويقول شهود عيان لـ”المشاهد” إن الرجل اقتحم المتجر ويصرخ أولادي سيموتون من الجوع، وماسكاً “الجنبية” بيده ومحذراً من الاقتراب منه، ويقول شهود العيان إن مالك المتجر لم يقم بأية ردة فعل تجاه الرجل الذي اقتحم متجره بقوة السلاح، وكان رده: “لا حول ولا قوة إلا بالله.. الجوع كافر”.

قصة أخرى يرويها شهود عيان لـ”المشاهد” حدثت في شارع حدة وسط العاصمة صنعاء، حيث أقدم شخصان يستقلان دراجة نارية على خطف كيس نقود من يد رجل مسن كان يمشي في الشارع.

جرائم مختلفة

المواطن حسين عبدالله يقول لـ”المشاهد” إن الجوع يدفع الكثير من الناس نحو الجريمة، وهو سبباً في ظهور جرائم مختلفة كالسرقة والنهب والقتل وحتى بيع الأعراض، ويضيف: “الناس تشكو من انعدام الدخل وغياب فرص العمل واستمرار الحرب، يقابل ذلك زيادة الفقر واشتداد حدة الجوع”.

الموظفون.. الفقراء الجدد

من جانبه الموظف الحكومي عبدالله سفيان يقول لـ”المشاهد” إن إيقاف صرف مرتبات موظفي الدولة رمى بالكثير من الناس إلى دائرة الفقر والموت جوعاً، حيث زاد ذلك من أعداد الفقراء، ويشير سفيان إلى أن الكثير من موظفي الدولة يعولون أسراً كثيرة، فالموظف الواحد يعول على الأقل 5 أفراد، الأمر الذي يدلل على خطورة الوضع في البلد جراء إيقاف صرف المرتبات.

إقرأ أيضاً  عمالة الأطفال في رمضان

بدورها وزارة التخطيط والتعاون الدولي تقول في تقرير المستجدات الاقتصادية والاجتماعية في اليمن -سبتمبر 2016- إن 1.25 مليون موظف في مؤسسات الدولة بانتظار مرتباتهم، وتُقدّر وزارة التخطيط في بياناتها التي حصل عليها “المشاهد” عدد من يعتمدون على  موظفي الدولة في إعالتهم بـ 6.9 ملايين نسمة، منهم 3.3 مليون طفل، وتشير الوزارة إلى أن 1.5 مليون حالة فقيرة بانتظار الإعانات النقدية لصندوق الرعاية الاجتماعية منذ بداية 2015.

وتقول وزارة التخطيط إن تأخر صرف مرتبات موظفي الدولة يوّلد صعوبة وصول هذه الشريحة إلى السلع والخدمات الغذائية وغير الغذائية، خاصة أن 31.8% منهم يعانون أصلاً من انعدام الأمن الغذائي، مبينة أن فاتورة المرتبات والأجور تبلغ حوالي 75 مليار ريال شهرياً.

في ذات السياق يقول مصدر في الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن لـ”المشاهد” إن التقديرات الخاصة بمن فقدوا أعمالهم في القطاع الخاص تصل إلى حوالي 1.8 مليون عامل وعاملة سواء في الشركات المحلية أو الأجنبية أو العاملين في المشاريع المتوسطة والصغيرة والأصغر.

أزمة سيولة حادة

الموظفون.. الفقراء الجدد، والجوع كافر

يشهد الاقتصاد اليمني أزمة سيولة حادة في العملة المحلية وكذلك شحة في النقد الأجنبي، وتقول وزارة التخطيط إن أزمة السيولة أدت إلى تعليق مرتبات موظفي الدولة وكذلك أيضاً تعليق نفقات الموازنة العامة للدولة بوجه عام.. مما يترتب على ذلك مخاطر كبيرة على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية ومزيد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي.

ركود السوق

تبدو الأيام القادمة أكثر قتامة في ظل تزايد حالات الفقر والعوز، وتعيش سوق السلع والخدمات في اليمن مرحلة التضخم الركودي، حيث ترتفع الأسعار نتيجة ارتفاع تكاليف التأمين على الواردات، وشحة النقد الأجنبي وارتفاع سعر الصرف للدولار مقابل الريال الذي يعاني أيضاً من أزمة سيولة حادة، يقابل ذلك عجز المواطنين عن شراء احتياجاتهم بفعل انعدام وشحة مداخيلهم.

مقالات مشابهة