المشاهد نت

كسوة العيد… والتسوق الإلكتروني

تعز – مكين العوجري:

أصبح التسوق الإلكتروني وجهة للكثير من الأسر المستهلكة في اليمن، بخاصة كسوة ومتسلزمات الأعياد الدينية، ومع حلول عيد الأضحى المبارك، يلجأ المواطنون إلى شراء ملابس العيد من العالم الافتراضي، من خلال ارتياد جوجل وتطبيقات واتساب وفيسيوك وإنستجرام، ورافق ذلك الكثير من المشاكل والتحديات، وبخاصة المستهلك الذي بات عرضة للغش.
وأثناء الاطلاع على قانون وزارة الصناعة والتجارة اليمنية، لم نجد أية مادة أو فقرة أو إشارة تتحدث عن تنظيم التجارة الإلكترونية وحماية المستهلك اليمني في التسوق الإلكتروني، فيما عملت الكثير من دول الجوار والإقليم على تحديث قوانين التجارة بما يتواءم مع التحول الرقمي الكبير الذي يشهده العالم.

اعتماد جزئي

سبأ من مرتادي التسوق الإلكتروني واقتناء الملابس والمقتنيات الأخرى، تقول إنها اعتمدت في هذا العيد على التسوق المباشر (الأسواق العادية) لشرلء الملابس، رغم الغلاء الفاحش وقلة الدخل، واكتفت باقتناء قطعة واحدة فقط من التجارة الإلكترونية،
وتضيف: “كنت أشعر بالارتياح للتسوق الإلكتروني، ولكن عندما رفضوا قبول أية قطعة فيها خلل توقفت وتقلصت ثقتي بها”.
وترى أن التسوق الإلكتروني أفضل من المحلات التجارية، وتعتبرها جيدة من حيث الوقت والسعر والجودة، ولكنها تعود وتشير إلى أن اعتمادها على التسوق الإلكتروني ليس مطلقًا، وإنما بشكل جزئي. وتستطرد قائلة: “للأسف أعتمد على التسوق الإلكتروني منذ 5 أعوام، ولكن بشكل جزئي، بسبب أن التجارة الإلكترونية في اليمن ترفض إعادة القطع التي يوجد فيها خلل”.
وتقول لـ”المشاهد”: “لا أتردد عندما أجد قطعًا ممتازة أثناء مصادفة الصور التي يتم إنزالها في المواقع أو الجروبات في مواقع التواصل الاجتماعي”.

خوف من التسوق الإلكتروني

ولاتزال سبأ تتخوف كثيرًا من الإشكاليات التي ترافق عملية التسوق أو آلية الحصول على الملابس، بسبب غياب حماية المستهلك من التسوق الإلكتروني، ويكمن تخوفها في ضعف جودة ومقاسات القطع التي ترغب بشرائها، وتؤكد أنها تعرضت لهذه المشاكل، إذ تقول: “اقتنيت بدلة لطفلي في العيد السابق، وكان الوقت ضيقًا للغاية. وللأسف عندما وصلت الملابس كان حجمها كبيرًا جدًا، ولم أستطع استبدالها أو ردها”، مشيرة إلى أنها اضطرت للخروج إلى أحد الأسواق بمدينة تعز في ليلة العيد، واقتنعت بما هو موجود دون التشرط بالجودة والفخامة بسبب ضيق الوقت.
وأوضحت سبأ أن عملية الشراء تمر بمراحل، منها اختيار القماش واللون، وبعد ذلك يتم إرسال المقاسات للتاجر ، إلا أن ذلك لا يخلو من المشاكل، معتبرة ذلك هفوة أو غلطة غير متعمدة من قبل التاجرة التي تتعامل معها.
وتتفق شيماء مع سبأ، إذ تؤكد أنها عند الحاجة إلى مقتنيات خاصة معروضة في مواقع التواصل، تقتنيها بسهولة، وتتحاشى النزول إلى الأسواق وعناء البحث في ظل الازدحام، بالذات في مواسم الأعياد والمناسبات الاجتماعية، بالإضافة إلى أن أسعارها تكون مناسبة وبنفس أسعار الأسواق العادية.
ولكنها تقول لـ”المشاهد” إن التسوق المعتاد والمباشر يتسم بالبحث الدقيق والحصول على السلعة الجيدة بثمنها الحقيقي،
كما أنه يضمن للمستهلك إعادة أو تغيير السلعة إذا لم تكن مناسبة، وهذا يختلف عن التسوق الإلكتروني الذي لا يقبل عودة السلعة أو تغييرها لاي سبب كان، لذلك تفضل التسوق العادي.

شراء سمك في الماء

أما الشابة ميرفت (اسم مستعار، بناء على طلبها) فتقول إن المستهلك من الإنترنت يتعرض للنصب والغش، وتقول: “حصل معي وبنات عمي أن تاجرة بعدن تبيع أدوات تجميل أرسلنا لها قيمتها مبلغًا فوق 100 ألف، وتأخرت بالتوصيل شهورًا، ونحن ننتظر، وحصل خلاف معها، وبعد ذلك رفضت إرسال البضاعة أو إعادة المبلغ الذي استلمته قيمة الأدوات”.
وفي حديثها لـ”المشاهد” تصف ميرفت التجارة الإلكترونية بأنها مثل “شراء سمك في الماء”، مؤكدة أن التجار يجبرون المستهلك على إرسال المال قبل أن يتعرف على البضاعة وجودتها، ومع ذلك تعتمد على التسوق الإلكتروني، بذريعة أنها تتعامل مع جهات وشركات ذات ثقة، وتضطر إلى التعامل مع تجارة التواصل الاجتماعي عندما ترغب في اقتناء مستلزمات لا تتوفر في تعز.
وترى أن موسم العيد تحصل فيه الكثير من عمليات الغش التي يتعرض لها المستهلك بسبب ازدحام الطلب وارتفاع الأسعار، مؤكدة أن بعض التجار في مواقع التواصل الاجتماعي ينتهزونها فرصة لتمرير الكميات المغشوشة والرديئة، في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي، والذي يخضع المواطن للقبول بملابس مغشوشة.
ورغم توسع عملية البيع والشراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ياسمين لا تتعامل مع التسوق الإلكتروني بتاتًا، وتفضل الشراء من الأسواق العادية بشكل مباشر، باعتبار أنها تستطيع أن تفحص الجودة والمقاسات بشكل جيد، بعكس الشراء من مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تكون فيها جودة القماش والعمل رديئًا أو القطعة مستخدمة.

إقرأ أيضاً  غياب الطب النفسي يدفع مرضى الأرياف نحو «الشعوذة»

العيد موسم للإقبال على التسوق الإلكتروني

مع حلول مواسم الأعياد والمناسبات الاجتماعية، تزدهر أعمال البيع والشراء للملابس والمقتنيات الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة خلال السنوات الأخيرة، وبهذا الصدد تقول دينا أمين إنها تعمل في التجارة الإلكترونية منذ عامين، إذ تتعامل مع تجار الجملة في صنعاء للحصول على كميات حسب طلبها، ويتم شحنها إلى مدينة تعز، مشيرة إلى أن موسم العيد تزيد الطلبيات والإقبال من قبل المستهلكين.
وتشير دينا إلى أن الأسعار التي تضعها لكل قطعة حسب الجودة بسيطة، وتلقى قبولًا أحيانًا مقارنة بسعر الأسواق العادية، وتحاول أن تأخذ مبلغًا بسيطًا كفائدة، وتعزو ذلك إلى عدم وجود تكاليف الإيجار و الكهرباء والعمل، والتي تعتمد عليها محلات البيع العادية، لذلك يكون هناك فرق في الأسعار، إلا أن إقبال المستهلكين على الشراء في الأيام الطبيعية ليس بكبير.
وترى أن المستهلك لايزال يفضل الشراء المباشر، بسبب أنه لا يثق بجودة القطع التي يقتنيها، ولا يقتنع بالقطع من خلال الصور التي يتم ترويجها في مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أن الكثير من المستهلكين لديهم عاطفة وشغف تجاه التسوق المباشر، رغم أنه أحيانًا توجد فرص شراء عبر النت بمبالغ بسيطة وجودة ممتازة وغير متوفرة في الأسواق، لكن الزبون يرى أنها غالية، ويدفع مبلغًا أكبر في الأسواق العادية.
وفي ظل غياب قوانين ولوائح رسمية تنظم التجارة عبر الإنترنت، يتعرض العاملون في هذا المجال إلى الكثير من التحديات، إذ تؤكد دينا أمين: يحصل أحيانًا أن تجار الجملة يرسلون إلينا بضاعة شغل محلي لا تتطابق مع الصور التي يتم ترويجها، وكذلك العمولة المفروضة علينا، وارتفاع سعر الدولار بشكل يومي، وتكالف الشحن، ولا نستطيع أن نعيد القطع التالفة وغير المطابقة للطلب، وتستطرد قائلة: “نقع في الأمر الواقع، ويحصل تكدس من هذه القطع، ونخجل أن نعرضها للبيع بسبب رداءتها”.
وتخشى من تأخر البضاعة أثناء شحنها من صنعاء إلى مدينة تعز، لذلك تضطر إلى التوقف عن طلب كميات أخرى قبل العيد بفترة نصف شهر، وتقول إن الأيام العادية لا يكون هناك طلب كثير مقارنة بمواسم الأعياد كما هو حال الأسواق العادية.
وتضيف أن من مميزات التجارة عبر النت أنها لا تحتاج إيجارات وكهرباء وعمال، وتستطيع العمل في كل أوقات اليوم، وبما يتناسب مع ظروفك، ويستطيع العمل فيها الطالب والموظف وربات البيوت، بغض النظر عن حجم الفائدة، وتستطرد: “والأهم من ذلك أنني لدي رضا ذاتي واستقلال مالي”.
وتعتبر دينا عملها في المتاجرة عبر النت أنها تعطي أهمية للهاتف الجوال، وتقضي أوقاتها في شيء مفيد وإيجابي، عكس ما كان في السابق، إذ يتم إهدار الوقت في الدردشة و التصفح غير المفيد.
ومع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، ابتكر الكثير من التجار اليمنيين إنشاء مواقع للتجارة الإلكترونية في اليمن أو ما بات يعرف بالتسوق أون لاين، ولم يقتصر الأمر على الشحن الداخلي فقط، بل إن البعض من التجار يعتمدون على الاستيراد من الخارج عبر الإنترنت، وبرزت مواقع إلكترونية عديدة، منها سوق إيمحلات، سوق ورزان، سوق بازاري، متجر يمن ديل، متجر راشن، ومتجر أوكي، ولا توجد آلية رسمية أو أهلية موحدة تنظم عمل هذه المتاجر.

مقالات مشابهة