المشاهد نت

معلمو أبين بلا رواتب ويبحثون عن عمل

واقع مؤلم ومعاناة قاسية ما يزال يعانيها آلاف المعلمين والمعلمات في مديريات محافظة أبين جراء عدم استلام رواتبهم الشهرية منذ أربعة أشهر وتحديدا “أغسطس، سبتمبر، أكتوبر” من العام 2016، فضلاً عن أن بعضاً من منتسبي القطاع التربوي في مديريتي “خنفر، وزنجبار” ما يزالون ينتظرون رواتبه لشهر يوليو 2016.

واقع مؤلم

الأستاذ محمد الصلاحي -معلم في مكتب التربية والتعليم خنفر- يقول لـ”المشاهد” إنهم يعيشون معاناة قاسية ومؤلمة في ظل توقف الرواتب الشهرية منذ شهر يوليو2016 إلى الآن، مشيراً إلى أن هناك كارثة حقيقية ومأساة تنتظرهم، وفي “خنفر وزنجبار” الأمر الذي قادهم إلى تنفيذ وقفات احتجاجية تعطلت معها العملية التعليمية، إلا أن الواقع لم يتغير فيما يخص المرتبات، لتعاود المدارس فتح أبوابها وبجني المعلمين وعوداً فقط.

من جانبه الأستاذ علي السيد -معلم في مديرية سرار- يقول لـ”المشاهد” إن تأخر صرف المرتبات مشكلة تؤرق جميع التربويين في أبين بشكل عام، وبالنسبة لمديرية “سرار” يقول السيد إن هذه المديرية ذات قوة وظيفية قليلة إضافة إلى بعض المديريات الأخرى تم تسليمهم رواتب شهر يوليو فقط، ولم يتسلموا رواتب “أغسطس، وسبتمبر، أكتوبر” كبقية مديريات أبين، ويشير إلى أن التربويين يعتمدون على الراتب بشكل رئيس، الأمر الذي يضاعف معاناتهم، ويناشد السيد الجهات المختصة بضرورة سرعة وضع المعالجات وصرف رواتب الآلاف الذين صاروا يعانوا الأمرين هم وأسرهم.

الطلاب بدون متعليم بسبب انقطاع الراتب عن المعلمين- المشاهد

معلمون يبحثون عن لقمة العيش

وفي ذات السياق يقول الأستاذ أمين حسين -مدير مدرسة طارق بن زياد بخنفر- لـ”المشاهد”: “يعاني معلمو  أبين عامة وخنفر خاصة من أزمة حادة في توفير المستلزمات المنزلية لأسرهم نتيجة لانقطاع صرف مرتباتهم منذ أشهر، الأمر الذي سبب الكثير من المعاناة ونتج عنه إغلاق المدارس وعدم مباشرة التدريس من قبل الكثير من المعلمين”.

ويشير أمين حسين إلى أن تأخر صرف الرواتب أجبر الكثير من المعلمين إلى مواجهة الأزمة عن طريق البحث عن أعمال خاصة، وممارسة بعض الحرف والعمل في الأسواق كسوق الأسماك وأسواق الخضار من أجل توفير لقمة العيش لأسرهم.

دور مكتب التربية بالمحافظة

بدوره الأستاذ /فضل عباس -مستشار مكتب التربية والتعليم أبين يقول لـ”المشاهد” إن مكتب التربية بأبين هو الوحيد من بين مكاتب الوزارات الأخرى الذي ظل يعمل طوال فترة الحرب وأثناء تواجد الجماعات المسلحة في ظل غياب تام للسلطة وظروف أمنية غاية في الصعوبة، ويضيف: “قبل أن تتفاقم مشكلة السيولة النقدية بوضعها الحالي وخلال الأشهر السابقة كنا نحصل على مرتبات الموظفين بعناء ومشقة وكنا نتنقل من بنك لآخر بناء على توجيه فرع البنك المركزي عدن”.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب

ويشير عباس إلى أن مكتب التربية بـ”أبين” منح مكاتب المديريات الاستقلالية المالية وأصبحت كل مديرية هي من تقوم بأعداد مرتبات موظفيها وبقي مكتب التربية ابين  مشرفا لهذه المكاتب  حيث كان يتم إنجاز إعداد المرتبات في موعد أقصاه  20 من كل شهر وكان البنك المركزي عدن هو من يتأخر في الصرف بحجة انعدام السيولة.

المعلمين في ابين يبحثون عن عمل ويطالبون برواتبهم - المشاهد

معالجات لم تنفع

ويبين مستشار مكتب التربية بـ”أبين” أن المكتب بالمحافظة قام بجملة من الخطوات تجاه أزمة المرتبات بعد عجز السلطة المحلية عن فعل شيء يذكر، ليتم إيصال القضية إلى مدير البنك المركزي بعدن والاتفاق معه على خطوات مهمة إلا أنه سرعان ما يتخلى البنك عن هذه الاتفاقات، ويقول: “تم الاتفاق على توفير مبالغ من دخل محطات الوقود في أبين وبعد مماطلة البنك وصل الاتفاق على 50% من دخل المحطات يذهب لـ”أبين” والآخر لـ”عدن” على أن يحول المبلغ إلى البنك الأهلي مديرية لودر ومع هذا بقي المبلغ ضئيل لم يغطي حتى لودر”.

أطراف في عدن تعيق الحلول

ويضيف عباس: “تم تحويل شيكات بعض المديريات الصغيرة إلى بنك البيضاء والضالع  ونجحت هذه المديريات في استلام مرتبات يوليو أغسطس  والآن سبتمبر، بينما ظلت مشكلة المديريات الكبيرة مثل خنفر زنجبار عالقة بحجة انعدام السيولة  وأمام هذا الوضع وتداعياته السلبية على العملية التربوية والتعليمية لم يسكت مكتب التربية أبين، حيث قام الأستاذ محمد عبداللة مخشم مدير عام مكتب التربية بطلب عقد اجتماع استثنائي لمدراء مكاتب التربية في المديريات والذي يمثل المجلس التربوي بالمحافظة  حيث كرس الاجتماع لوضع الحلول لأزمة المرتبات وخلال الاجتماع اقر المجتمعون توجيه رسالة عاجلة  للمحافظ ومنه لرئيس مجلس الوزراء كما تم تشكيل لجنة من مدراء مكاتب التربية لمقابلة المحافظ والتنسيق للقاء رئيس الوزراء، ولا أخفي سراً من أن هناك أطراف فاعلة في عدن كانت وراء عرقلة أية حلول يقوم المكتب بانجازها

مقالات مشابهة