مسائل سياسية تقف وراء الانقطاعات المتكررة لخدمة “الواتس آب”، حيث تنقطع لساعات طويلة وأحياناً تمتد ليوم أو أكثر، مما يصعب عملية التواصل عبر هذه الخدمة، ويرى مستخدمون لهذه الخدمة أن سلطة الأمر الواقع بصنعاء التي تسيطر على وزارة الاتصالات والجهات التابعة لها هي من تقف وراء توقف خدمة “الواتس آب”، خاصة أنها تخشى أن يثور الناس ضدها في ظل الجوع الذي يجتاح البلد.
إيقاف متعمد
محمد سيف -ناشط- يقول لـ”المشاهد” إن جماعة الحوثي التي تسيطر على الدولة هي من تحجب خدمة “الواتس آب عن الناس، وليس غريباً أو من المستحيل عليها أن تقوم بهذا العمل فهي سبق وأن قامت بحجب مختلف المواقع الإخبارية ومدونات الناشطين، إلى جانب قطع مختلف الخدمات الأساسية عن المواطنين، كالمياه والكهرباء.
يشاطره الرأي المهندس المختص في مجال الاتصالات عبدالله صالح، ويقول لـ”المشاهد”: “لا يمكننا أن نوجه أصابع إلى أية جهة سوى الجهة المسؤولة “يمن نت”، حتى وإن كان السبب تقنياً فهي أيضاً المسؤولة، وما يدلل على أن هذا التوقف متعمد عدم قيام “يمن نت” أو وزارة الاتصالات بإصدار بيان توضيحي للمشكلة والاعتذار للمستخدمين، فالأمر يدل على أن هناك مخاوف سياسية لدى الجهات المعنية جعلتها تتعمد إيقاف هذه الخدمة لساعات طويلة، خاصة أن الإيقاف يكون في ساعات الذروة التي يتواصل فيها الناس”.
الخوف من ثورة الجياع
وعن ساعات الإيقاف التي يراها المهندس صالح بأنها تكون في أوقات ذروة التواصل، يقول الشاب مراد علي إنها تكون في الصباح الباكر، ثم من بعد العصر، وهي الأوقات التي يمكن أن تتواصل فيها المجموعات وبالذات موظفي الدولة الذين يهددون بالقيام بثورة الجياع بسبب انقطاع مرتباتهم.
شركات الهاتف النقال هي السبب
بدوره المهندس المختص محمد عبدالسلام يقول لـ”المشاهد”: “إن شركات الهاتف النقال في اليمن تقف وراء هذا الانقطاع لخدمة “الواتس آب” خاصة أن الاتصالات في هذه الخدمة شبه مجانية، مما أثر على عائد الشركات من خلال الحد من استخدام الاتصالات العادية”.
شركات النقال تنفي
وكانت شركة “MTN” للهاتف النقال قد نشرت سابقاً على صفحتها في “تويتر” أنها لا علاقة لها بانقطاع “الواتس آب” وأن مشاكل تقنية تقف وراء ذلك وتتحمل “يمن نت” المسؤولية كونها المزود لخدمة الانترنت في اليمن.
جهود فردية لكسر الحظر
ويواجه مستخدمي “الواتس آب” في اليمن منذ مطلع أكتوبر الحالي انقطاعات متكررة لهذا التطبيق وتوقف شبه تام للتراسل الفوري، خاصة مستخدمي الانترنت عبر شركات الاتصالات النقالة، الأمر الذي اضطر كثيراً من مستخدمي “الواتس آب” للتواصل إلى تحميل تطبيق كسر الحجب الذي ساعد في تخطي هذه المشكلة.
