المشاهد نت

معركتا البيضاء ومأرب… فزاعة “القاعدة” حاضرة

البيضاء – محمد عبدالله :

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، في الـ10 من يوليو 2021، وثيقة على أنها بيان منسوب لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، يزعم مشاركته في القتال ضد جماعة الحوثي في محافظة البيضاء، وسط اليمن.

البيان المزعوم اتهم دولة الإمارات بالوقوف وراء ما سمّاها “خيانة المرابطين في الصومعة والزاهر” (مديريتان في البيضاء) عقب قدوم بعض “العناصر من الساحل الغربي وبعض مناطق الجنوب (إشارة لقوات ألوية العمالقة)، وسقوط أغلب المواقع التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين”، حد قوله.

البيان نُشر من قبل مستخدمي موقع “تويتر” بأشكال وأحجام متباينة، وهو مؤشر يثير الشكوك بشأن حقيقته.

تشهد مديريتا الصومعة والزاهر في البيضاء مواجهات بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي التي تسيطر على معظم مناطق المحافظة منذ الثاني من يوليو الجاري.

تدقيق وتحقق

من خلال التدقيق والتحليل الفني اتضح أن البيان المزعوم مفبرك، خصوصًا أنه لم يُنشر في المنصات الإعلامية الرسمية التابعة للتنظيم، كما أن المواقع العالمية المتخصّصة في مراقبة إعلام الجماعات المتطرّفة لم تتطرق إلى هذا البيان.

بالنظر إلى الشكل الفني فإن لغة البيان مليئة بالأخطاء، وشكل الخط مختلف عن ذلك الذي يستخدمه التنظيم في بياناته، كما أن رأس صفحة بيانات التنظيم أصبحت منذ أواخر 2020 تظهر باللون الرمادي بدلًا من الأسود.

في البيان المتداول يوجد تاريخ هجري فقط، على عكس البيانات السابقة للتنظيم الذي يظهر فيه تاريخ ميلادي موازٍ للهجري في نهاية البيان، مع ذكر اسم التنظيم.

من خلال استخدام أدوات البحث في المصادر المفتوحة، تبين أن أعداد بيانات التنظيم في تناقص منذ عام 2017، وأن البيان المزعوم رقمه “152”، بينما هناك بيان للتنظيم يعود إلى نوفمبر 2015، يحمل الرقم “100”، وبالمقارنة بين رقم البيان والفترة الزمنية يؤكد أن البيان الأخير مفبرك.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

بالعودة إلى آخر البيانات المنسوبة لتنظيم القاعدة الصادرة مطلع أبريل الماضي، يظهر أنه لم يعد يستخدم الشعار الرسمي للتنظيم في رأسية الورقة، وأنه اكتفى بوضع شعار مؤسسة “الملاحم” الذراع الإعلامية للتنظيم.

من خلال تتبع مسار نشر الوثيقة المزيفة (البيان) تبين أن حسابات لمستخدمين على مواقع التواصل موالين لجماعة الحوثي، هم من تداولوها بشكل متزامن.


السياق الزمني

تزامن نشر البيان المفبرك مع هجوم وُصف بـ”العنيف” شنه الحوثيون على مواقع في مديريتي الصومعة والزاهر ليل الـ8 من يوليو الجاري، تمكنوا خلاله من السيطرة على مركز مديرية الزاهر، قبل أن تعلن القوات الحكومية في اليوم ذاته استعادته.

قبل أربعة أيام من تداول البيان، اتهم وزير الإعلام في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليًا) ضيف الله الشامي، الولايات المتحدة بتحريك تنظيمي “القاعدة” و”داعش” في محافظة البيضاء.


خلفية

تحرص جماعة الحوثي على بث خطاب تضليلي ضمن حربها مع القوات الحكومية، خصوصًا تصوير المقاومة المسلحة المحلية ضد قواتها على أنهم “قاعدة ودواعش”. وقد رصد “المشاهد” أربع حالات تضليل ممنهج بين مارس ومايو من هذا العام، تزعم قتال “القاعدة وداعش” إلى جانب القوات الحكومية. تستخدم جماعة الحوثي في الغالب صورًا مضللة كصور لمسلحين في سوريا أو بيانات مفبركة لتضلل الجمهور اليمني بشأن القتال في اليمن.

الروابط التالية لتقارير التحقق من إعداد “المشاهد” تثبت زيف هذه الادعاءات.

تضليل الحوثيين بشأن مشاركة داعش مع القوات الحكومية في مأرب

إشاعة الحوثيين بشأن نشاط تنظيم القاعدة في مأرب

شائعة قتل “القاعدة” مواطنًا في مأرب

حقيقة اجتماع ضم قيادات الجيش اليمني والقاعدة في مأرب

روابط تغريدات ناشري البيان

الروابط التشعبية

مقالات مشابهة