المشاهد نت

قصص ومعاناة يرويها أهالي الصحفيين المعتقلين في صنعاء

أربعة عشر صحفيا يمنياً  لايزالون قيد الاعتقال منذ أكثر من عام ونصف لدى جماعة الحوثي المتحالفة مع الرئيس السابق علي صالح  والتي تسيطر على العاصمة صنعاء.

الصحفيين في السجون ولم يتم توجيه اليهم اي اتهامات اوحتى احالتهم الى القضاء للبت في امرهم ،كما لم يُسمح إلا فيما ندر بزيارة ألئك الصحفيين الذين تعرض بعضهم للتعذيب وفق تقارير حقوقية.

يستعرض “المشاهد” قصصا من الحزن والمعاناة التي تعيشها أمهات وآباء وأسر هؤلاء الصحفيين الذين يقبعون في السجون لأكثر من عام ونصف رغم كل المناشدات الدولية واليمنية التي وجهت لجماعة الحوثي بالإفراج عن الصحفيين.

تسعة اشهر على اختطاف المنيفي 

الصحفي عبدالله المنيفي تم اختطافه بداية هذا عام2016 م ، اختطافه خلف ألما ومعاناة لدى أسرته في ذمار.

تقول زوجته عبدالله المنيفي  لـ”المشاهد”  ماذا عساني أن أقول هنا، تسعة أشهر ونحن نعاني الكثير من الضغوط النفسية، والألم بات لا يفارقني في كل لحظة منذ غيابه عن البيت، وطيفه معي في كل المواقف.. ولحظات الحزن والفرح .. أنا لا أنساه كل لحظة، حتى أولاده دائما يحلمون به ويتذكرونه في كل لحظة”.

 وتضيف: ” يسألني دائما  ابني الصغير اين بابا؟ ومتى نشوف بابا؟ فأتقطع ألما ، وأقول لهم زوجي صحفي ماكانش حامل سلاح أين أنتم ياعالم”.

تسرد زوجة الصحفي المعتقل احزانها فتول “اعلنت جماعة الحوثي العفو العام، فكنا ننتظر خروج عبدالله من المعتقل “الآن زاد الإحباط لدينا وتأكدنا من أن قرار العفو العام ليس إلا أكذوبة للتلاعب بمشاعر أهالي المعتقلين.

يتجمع اطفال الصحفي المعتقل بجانب والدتهم التي تحكي للمشاهد  تحول حياتهم الى احزان بعد اعتقال زوجها.

ينظر الاطفال الينا لعلنا نحمل اليهم خبر طيب عن ابيهم الذي يرزح في سجون الحوثيين اصبنا بكسر بقلوبنا

 تعود زوجة عبدالله لاكمال حديثها ” كنا نامل خيرا، وانتظرنا تنفيذ قرار الحوثيين اطلاق سراح المعتقلين، ومنهم زوجي الذي لم يملك سوى قلمه”.

وتتحدث أم مروان المنيفي عن الخمسة الأشهر الأولى من اختطافه حيث كان الحوثيون يرفضون الإفصاح عن مصيره. تقول: خمسة أشهر ونحن لانعرف مصيره أو أين هو، كانت هذه الأشهر كخمسين سنة.

 من جهته تحدث مروان المنيفي عن الفترة التي سبقت اعتقاله قائلا: كان والدي لا يغادر منزلنا لكثرة الاعتقالات والمطاردات يتعرض لها الصحفيون من قبلُ جماعُة الحوثْي حتى جاء اليوم الذي اخذوه من بيننا.

 مروان  ابن الصحفي عبدالله يقول لـ”المشاهد” عندما زرناه في المرُة الأولى لم اتمالك نفسي فقد كان جسده هزيلاً للغاية، وصوته شاحبا، لا أقدر نسيان تلك اللحظات ووصف مقدار الألم الذي انتابنا ونحن نراه بتلك الهيئة،وخلف القضبان.

 وتابع: أبي صحفي وناشط حقوقي، لا يمتلك حتى مسدساً شخصياً لحماية نفسة، كان سلاح أبي قلمه الذي سخره للدفاع عن المظلومين وكشف الجرائم التي يتعرض لها المواطن اليمني.

 شقيقة صحفي معتقل “موقف لن أنساه”

 الصحفي أكرم الوليدي مختطف لدى جماعة الحوثي منذ أكثر من عام ونصف.

وتحكي شقيقة الصحفي اكرم  ” من المواقف التي انساها  هي زيارتي لاخي  بعد شهر من اعتقاله في 27 رمضان.

 تقول: لـ” المشاهد “رتبنا زياره بالتنسيق مع البحث الجنائي وقالوا لنا أنه بالإمكان أن يحضر من أسرته من يشاء ليتناولوا الإفطار مع اكرم”.

وفي ذاك اليوم أعددت الإفطار على أمل أن ألقى أكرم وتعمدت ان أحضر قبل الأذان بدقائق حتى لا يبرد الأكل وعندما وصلت قالوا لي بكل برود لقد تم نقل اكرم وزملائه إلى مكان آخر دون أن يعطونا إسم المكان”.

 أضافت: ” كنت أتوسل إليهم أن يصدقونا القول هل لايزال موجود أم لا، فأنا جئت من تعز شوقا لأخي، وتجشمت كل عناء السفر رغم اشتداد المعارك في تعز حينها لكي أرى أخي  .. حاولت إثارة إنسانيتهم لكن دون جدوى”.

 شقيفة الوليدي استحلفتهم حراسة البحث الجنائي بالله أن يصدقوها القول لكن لافائدة.

تحكي والدموع تنهمل من عينيها “خرجت من السجن وشعرت بحجم قسوة السجان، وكانت الدنيا في وجهي مظلمة، كنت امشى ولا أدرى إلى أين أذهب ودموعي لا تتوقف”.

 وتتابع: “بعد شهرين وتسعة أيام عرفت انه تم نقلهم إلى احتياطي الثورة، ورتبنا لزيارته، وكانت أمي معنا، ولازلت أتذكر موقف أمي عندما رأت أخي لأول مرة بعد اختطافه.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب

كانت أمي ترى أكرم وتتحسس بيدها المرتجفة، كل أعضاء جسده وتسأله وهي تبكي، أنت بخير ياولدي؟ مافعلوا بك شي؟ ليش ماتفرح بنا ليش موش أنت بشوش مثلما اعرفك؟.

 تقول شقيقة أكرم: “بدلا من أن تخفف الزيارة من أحزان والدتي، لم تجد من السجن سوى حزن إضافي على أحزانها، ومنذ ذلك اليوم وهي غارقة في آلامها على معاناة إبنها أكرم”.

 موقف آخر تحكيه شقيقة الصحفي الوليدي، ففي يوم 15 مارس 2016 تم نقل زملاء أكرم من الصحفيين إلى شجن هبرة ماعدا أكرم ظل في احتياطي الثورة، ولم نعرف المغزى لبقائه لوحده، إلا بعد أن تم نقله إلى سجن هبرة في 23 مايو 2016″.

 وتتابع: “عرفنا أنه تم حبسه مع المجانين لمدة أربعة أيام ومن ثم ظل معلق لمدة أسبوعين ينزلوه مرتين إلى الخلاء والاكل ثم يعاد إلى ما كان عليه، ومنع خلال تلك الفترة من الزيارة، وعندما عرفنا أنه تم حبسه وتعذيبه بتلك الطريقة زادت أوجاعنا وأوجاع أمي أكثر على إبنها”.

الحارث حميد صحفي آخر وجد نفسه في الإختطاف

 تحكي أخت الصحفي الحارث لـ “المشاهد” حالة الحزن التي هي عليها أمها منذ اختطاف إبنها. مؤكدة أن والدتها لاتكف من الصلوات في كل ليلة تشكو إلى الله اختطاف إبنها وتدعوه أن لاينتزع روحها وإبنها قيد الإختطاف.

 وتضيف: “مر على اختطاف أخي أكثر من 550 يوم وأمي من حينها لم تهنأ بالنوم، كذلك أبي الشيخ الذى تدمع عينه كلما تذكر ابنه خصوصا بعد أن رأى حالته المتعبة في السجن.

 تؤكد أخت شقيقة الحارث أن أخيها كان المصدر المعيل لأسرته، وبغيابه ساءت اوضاع أسرته الاقتصادية كثيرا، فالحارث تحمل كل مسؤوليات اسرته وخاصة أمه وابيه اللذين بلغا من الكبر عتيا.

  أتركوني مع أبي

قصة حزن أخرى تنسجها توكل توفيق المنصوري ذات الخمس سنوات عند زيارتها لوالدها المختطف منذ أكثر من عام ونصف، فقد رفضت العودة مع أمها وجدتها وجدها وفضلت البقاء مع أبيها ذو الوجه الشاحب الحزين داخل السجن، طالبة البقاء لأسبوع مع أبيها.

 تحكي إيمان المنصوري شقيقة توفيق المنصوري أصعب اللحظات التي رسخت في ذاكرتها عن اختطاف أخيها والتي كانت خلال زيارته في السجن قائلا: “كانت أمي تحتضن توفيق وتشتم رائحته كأنني أول مرة أرى تلك اللهفة في أمي التي بالكاد وصلت إلى إبنها المختطف، أما فتوقف جامدا امام توفيق مبتلعا دموعه غير قادر عن أن ينطق بكلمة واحدة”.

 وتضيف: “لم يسمحوا لنا غير عشر دقائق مرت وكأنها حلم في حين كان واحد من المسلحين يقف إلى جانبنا يستمع مايدور بيننا من حديث .. تم إبعاد توفيق وأخرجنا من السجن والدمعات ملئ الجفون، وكان هذه الزيارة الوحيدة منذ اعتقلوه قبل أكثر من عام ونصف، لأننا بالقرية ولا نستطيع زيارته باستمرار، فتوفيق كان هو المعيل لذا فإن غيابه أثر على وضعنا من كل الجوانب”.

 وتختتم:  “أسرتي واطفال أخي وزوجته تعيش حياة كئيبة، وصعبة، وفي كل دقيقه تمر علينا، توكل دائما تتذكره، وعندما يأتي العيد تتساءل: ليش أبي مايعيد معانا هوذا اللي في صنعاء كلهم روحوا يعيدوا مع عيالهم ليش ما أنا؟”.

 الحزن أثر على صحتها

أما والد الصحفي عبدالخالق عمران فيقول: “اربعه أعياد مرت دون ان أرى عبدالخالق أو اشم رائحته”. فيما والدته المتقدمة في السن أصبحت شبه مقعدة بعد أن فقدت الأمل في أن عودة ولدها  إلهيا.

 تحكي إحدى قريباته لـ”المشاهد” أن الأطباء نصحوا والدة عبدالخالق بأن تحاول أن تتناسى اختطاف إبنها ونصحوا أقاربها بأن يخففوا عنها لأن حزنها على إبنها زاد من وضعها الصحي سوء.

 وتضيف: “كثير من الاسر لا تسطيع زيارة أبنائها بسبب انهم في قرى بعيدة، وللحالة المادية المتعبة ومنها اسره عبد الخالق, التي كان العائل الوحيد لها, فكثيرا ما يعدهم الحوثيين بالسماح لهم لزيارة إبنهم لكنها لا تفي بوعدها مما يتسبب بآلام نفسية وحزن عميق للأسرة”.

مقالات مشابهة