المشاهد نت

ثورة 26 سبتمبر تواجه التحدي الأكبر منذ حصار السبعين

تفرط جماعة الحوثي في الترويج لذكرى إنقلابها مقابل مصادرة الثورة الأم

صنعاء – علي مقبل:

صار من الممكن القول إن الحوثيين يمضون بقوة لمصادرة ثورة 26 سبتمبر من الوعي الجماهيري لصالح مشروعهم الانقلابي الذي انطلق نهار 21 سبتمبر 2014.

وتواجه حالة الوعي بأهمية 26 سبتمبر باعتباره المشروع الذي مثل الخلاص لليمنيين من الحكم الإمامي المتخلف، مخاطر كبيرة فرضتها المتغيرات الحاصلة وسيطرة الانقلاب الحوثي على الجزء الأكثر كثافة سكانية في شمال البلاد.

غير أن الوعي بما حدث يوم 21 سبتمبر، هو الخطر الأكبر الذي واجهته ثورة سبتمبر 1962، منذ حصار السبعين يومًا الذي انتهى بانتصار القوات الجمهورية على القوات الملكية في 7 فبراير 1968.

معد التقرير أجرى تحليلًا للمعطيات الماثلة على أرض الواقع في مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق حكومة الرئيس عبدربه هادي المعترف بها دوليًا، لمعرفة مدى تفاعل الطرفين تجاه أهمية ثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرتهما. مع التأكيد على أن الوعي الشعبي الجامع  لايزال حتى الآن متفوقًا على كلا السلطتين في الإيمان بعظمة ثورة الـ26 من سبتمبر، والرفض لفكرة أن يكون يوم 21 سبتمبر 2014، يومًا ثوريًا أكثر من كونه يومًا يوثق انقلابًا حوثيًا على الجمهورية السبتمبرية.

استند معد التقرير إلى بيانات استخلصها من مصدرين رسميين تابعين للطرفين، وهما وكالة “سبأ” بنسختيها  الحوثية والحكومية،  خلال الفترة 8-27 سبتمبر 2021. على اعتبار أن موقعي “سبأ” (الحكومية والحوثية) هما المصدران الرسميان للأخبار، وأن كل فعالية تمثل بخبر واحد، بينما تكرر بقية المواقع نشر ما ينشر فيهما، وهذا يمنع التكرير ويسهل العمل.

ثورة 26 سبتمبر تواجه التحدي الأكبر منذ حصار السبعين
رسم توضيحي يقارن عدد الفعاليات التي أقيمت لأجل إنقلاب الحوثي مقابل ذكرى الثورة الأم

مصادرة 26 سبتمبر

تشير البيانات المستخرجة من موقع وكالة “سبأ” في نسختها التابعة للحوثيين، إلى أن الجماعة بدأت الإعداد والتحضير للاحتفال بما تسميه العيد السابع لـ21 سبتمبر في 8 سبتمبر،  بإقرار برنامج الاحتفالات، وكانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الحوثيين بدأت أول فعالية للاحتفال في 11 سبتمبر، أي بعد 3 أيام فقط من إقرار البرنامج، ليتم بعدها إجراء الاحتفالات تباعًا، في 189 مديرية يسيطر عليها الحوثيون، تتوزع على 15 محافظة. إضافة إلى احتفالات المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية، والهيئات النسوية التابعة للحوثيين،  وكذلك المؤسسات المستقلة مثل اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء ومجلسي النواب والشورى وهيئة مكافحة الفساد والسجون المركزية  والمدارس الحكومية والخاصة، حتى وصل الأمر الى إجبار المعتقلين السياسيين في سجن المخابرات الحوثية على الاحتفال بذكرى 21 سبتمبر، في مشهد جسد مدى الإمعان في قهر المعارضين.

إقرأ أيضاً  زيارة المعالم الدينية بحثًا عن الروحانية في رمضان
ثورة 26 سبتمبر تواجه التحدي الأكبر منذ حصار السبعين

تظهر البيانات أن جماعة  الحوثي نظمت 1840 حفلًا خطابيًا لتمجيد يوم الانقلاب 21 سبتمبر، خلال الفترة 8-27 سبتمبر، منها 349 احتفالًا نسويًا، فيما تكرر تداول أخبار تلك الفعاليات  8900 مرة خلال الفترة نفسها، وفقًا للإحصائيات التي يقدمها “جوجل”، وفقًا لمعايير الفلترة التي تجود عملية البحث.

وبالمقابل، لم يُقم الحوثيون، خلال الفترة نفسها، إلا احتفالًا واحدًا بمناسبة العيد الـ59 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، تمثل بإيقاد شعلة العيد في ميدان التحرير بصنعاء، وما يرافق ذلك من عرض كرنفالي اعتيادي، دون إقامة أية فعالية احتفالية خطابية أو فنية بالمناسبة.

ثورة 26 سبتمبر تواجه التحدي الأكبر منذ حصار السبعين

تقاعس حكومي

وتقف الحكومة  اليمنية التي تسيطر على 144 مديرية، عاجزة تجاه توعية الجماهير بمخاطر ذكرى انقلاب جماعة الحوثي، بالرغم من الحديث المتزايد للناشطين عن أهمية تكريس الوعي بأهمية ثورة 26 سبتمبر، ومخاطر السعي الحوثي لطمس روحية الثورة من أفكار النشء، خصوصًا بعد التغيرات الكبيرة التي أدخلها الحوثيون على الكتاب المدرسي.

وتوصل معد التقرير، وفقًا لتحليل أخبار الفعاليات الخاصة بالذكرى الـ59 لثورة 26 سبتمبر، في وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الحكومية، بنفس الطريقة السابقة، إلى أن مناطق سيطرة حكومة هادي احتضنت 50 فعالية بين مساء 25 ونهار 27 سبتمبر 2021، توزعت بين إيقاد شعلة الثورة وإقامة عرض عسكري، وعرض كرنفالي شعبي، وحفل سفارة، وندوة واحدة في جامعة سبأ.

ثورة 26 سبتمبر تواجه التحدي الأكبر منذ حصار السبعين

في المقابل، لم يتم تنظيم أي احتفالات في المديريات والمؤسسات الحكومية أو هيئات نسائية، كما لم تشهد العاصمة المؤقتة عدن أية فعالية احتفالية بالثورة.

مقالات مشابهة