المشاهد نت

نتائج الثانوية العامة.. حكم بالإعدام على مستقبل الطلبة

تعبيرية


صنعاء – أشجان بجاش حليص:
لم تكن طالبة الثانوية العامة، ذكرى محسن (20 عامًا) تتوقع أنها ستحصل على معدل منخفض في الصف الثالث الثانوي القسم العلمي، لأنها اجتهدت كثيرًا للحصول على درجات عالية تمكنها من دخول تخصص جيد بالجامعة. “لقد تحطمت آمالي بعد النتيجة الهزيلة التي حصلت عليها” تقول ذكرى لـ”المشاهد”.
وتضيف ذكرى: “واجهنا الكثير من الصعوبات أثناء المذاكرة نتيجة تدهور التعليم في البلاد”، لافتة إلى أن المدارس ليست كما كانت في السابق.
وكانت وزارة التربية والتعليم التابعة للحوثيين، أعلنت في الـ25 من سبتمبر الماضي، نتائج اختبارات الشهادة الثانوية في مناطق سيطرتها، بنسبة نجاح وصلت إلى 79.19%، إذ نجح 141 ألفًا و982 طالبًا وطالبة في الاختبارات، فيما رسب 37 ألفًا و316 طالبًا وطالبة.


امتحانات صعبة دون تحصيل علمي


لم يكترث التربويون ممن وضعوا الأسئلة، إلى الوضع الكارثي الذي يعانيه قطاع التعليم بسبب الحرب وانعدام وسائل التعليم من المدرسين والمناهج وأبسط مقومات العملية التعليمية.
وتقول المعلمة نجوى: “من خلال مراقبتي في بعض المواد، كانت اختبارات معقدة، و أغلب الأسئلة لم نكن نعرف حلًا لها، بالرغم من أننا أساتذة للمادة المطروحة، مما أدى إلى اللخبطة والتشويش على الطالب”، مضيفة أن الطالبات المتميزات تعليميًا أُحبطن وتهاوت أحلامهن.
ويشكو الطالب أحمد حسن (20 عامًا) من تدهور التعليم في المدرسة التي يدرس فيها، وغياب معظم أساتذة المواد، خصوصًا المواد العلمية، مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء.
ويقول: “لم نتلقَّ التعليم بالوجه المطلوب، فهناك الانعدام التام للاهتمام بنا كطلاب، وبخاصة الترم الثاني، فكان التعليم على الهامش، ومع ذلك كانت الامتحانات أكثر صعوبة، وكأنها فعلًا كانت بهدف رسوب متعمد للطلاب والطالبات”.
تمامًا مثل أحمد، يشكو نجم الدين عصام، من تدهور التعليم في مدرسته التي تلقى تعليمه الثانوي فيها في العاصمة صنعاء، في ظل غياب شبه تام لدور الجهات المعنية في مراقبة وضبط التعليم.
ويقول نجم الدين (21 عامًا): “تفاجأت أنا وزملائي بصعوبة الامتحانات، على الرغم من أننا كنا نقضي أوقاتًا طويلة في مذاكرة الدروس والتعليم المستمر عند أستاذة خارج المدرسة، نظرًا لتدهور التعليم في المدرسة التي كنا ندرس فيها، حيث لا تتجاوز مدة الدراسة في اليوم أكثر من 3 حصص طول العام الدراسي”.
لكن سميرة الديواني التي تعمل في مكتب التربية بمنطقة آزال بالعاصمة صنعاء، تقول بأن الامتحانات ليست بالصعبة على المذاكر، ومع هذا كان يجب مراعاة أننا في حرب، ناهيك عن بعض المدارس التي لا يوجد لها معلم لبعض المواد، وبخاصة مدارس الذكور التي لا يوجد فيها تدريس بالقدر المطلوب.
وتضيف الديواني لـ”المشاهد” أن “الامتحانات عدة نماذج، وهذا لا يقاس عليه في الوقت الراهن، وحتى عدم وجود الضمير في بعض المراقبين يسمح بالغش، ولجان أخرى لا تسمح بالغش في قاعة الامتحانات بمختلف مراكز اختبارات الشهادة الثانوية العامة في الجمهورية اليمنية”.
من جانبها، ترى إشراق الوريث، وهي معلمة في صنعاء، أن “الامتحانات كان مستواها متفاوتًا، وكان بعضها صعبًا والآخر متوسطًا”. وتقول بأن النتائج الهابطة قد تنعكس على نفسيات الطلاب، فكل منهم كان يأمل بالأفضل.

إقرأ أيضاً  دور المرأة اليمنية في مواجهة تغيرات المناخ

تدمير للمستقبل

ومع إعلان وزارة التربية والتعليم نتائج الثانوية، صدم الكثير من الطلاب، بسبب نتائجهم غير المتوقعة، خصوصًا وأنهم بلا تعليم طوال العام، وذلك نتيجة انهيار العملية التعليمية والتربوية بفعل استمرار الحرب والحصار على البلاد منذ 7 سنوات.
واعتبر أولياء أمور طلاب في العاصمة صنعاء، حصول أبنائهم على معدلات هابطة في اختبارات الشهادة الثانوية، جريمة متعمدة بحق عشرات الآلآف من الطلاب، مشيرين إلى عدم استشعار المعنيين في الوزارة للمسؤولية، واتخاذ المعالجات الكفيلة بإنصاف الطلاب.
ودعا أولياء أمور في صنعاء الجهات المعنية إلى تخفيض معدلات القبول بالجامعات، والاعتذار عن هذه الأخطاء، علمًا أن الأسئلة هي مجرد أسلوب لقياس مستوى تحصيلهم العلمي، وليس مبارزة تحدٍّ أو رهانًا لضمان إفشال الطلاب وتدمير مستقبلهم.
ويقول حمدي دوبلة، مدير عام الأخبار بصحيفة الثورة، وولي أمر أحد الطلاب: “للأسف الشديد، كانت أسئلة اختبارات الثانوية العامة، هذا العام، بمثابة الصدمة للطلاب”.
ويضيف دوبلة لـ”المشاهد”: “من قام بوضع الأختبارات لا شك يعاني من انفصام في الشخصية، ويظن أنه في حالة من تحدٍّ مع الطلاب، أو يشعر إزاء هؤلاء الأبرياء ومن يتطلعون بآمال جميلة إلى المستقبل، بكثير من مشاعر الحقد والانتقام والحرص على إحباطهم ووأد طموحاتهم وهي في المهد”.
ويختتم حديثه قائلًا: “أعضاء لجان وضع الأسئلة أعدوا عشرات النماذج للمادة الواحدة، ومنها ما هو تعجيزي واستعراضي، ويطغى عليه طابع الفهلوة إن صح التعبير”.

مقالات مشابهة