المشاهد نت

إسراء ترسم للسلام في حضرموت

حضرموت – إكرام فرج:

من شغف يكمن بداخلها استطاعت إسراء مرجان أن تخلق رسالة سلام، وترسم على الأوراق لتظهر رسوماتها بطريقة مبدعة.

إسراء مرجان (21 عامًا) شابة من محافظة حضرموت طالبة بالمستوى الثاني تخصص لغة إنجليزية كلية البنات بجامعة حضرموت، والتي تقيم في مدينة الحامي التابعة لمديرية الشحر، كانت ممن تعرض للهجوم والانتقادات اللاذعة من بعض الفئات المحيطة بها، والتي كان من شأنها أن تقلل من إرادتها في النهوض والوصول إلى عزيمتها، إلا أنها بعكس ذلك تمامًا أعطتها إصرارًا وعزيمة على الوصول إلى مستوى متقدم عبر رسوماتها البسيطة.


تقول إسراء لـ”المشاهد”: أعشق الرسم منذ صغري، وأتمنى أن أصل إلى الشهرة لعرض رسوماتي على مستوى عالمي، إلا أن هناك بعضًا من المنغصات التي كانت تكبل يدي، وتعزلني عن عالم الرسم، وهي الظروف المادية، والتي من خلالها أحتاج إلى أدوات خاصة بالرسم من المعروف عنها أنها ذات سعرٍ مرتفع، لأحترف هذه الهواية، وأيضًا بُعد منطقتي عن عاصمة المحافظة التي توجد فيها مراكز تدريب وتأهيل للرسامين، ومراسم خاصة، إضافة إلى أنني لم أتلقَّ أي دروس أو دورات تدريبية أكثر في هذا المجال، لكي أتعرف على هذا العالم عن كثب، وكذا سخرية البعض من هذه الهواية، إلا أن هذا لم يقف عائقًا في طريق تحقيق شغفي وحلمي الذي أسهمت فيه من تحويل الأوراق البيضاء والأقلام البسيطة والعادية إلى رسومات تحمل في معناها السلام والأمن والكثير من الرسائل الهادفة.

شاركت إسراء في مسابقة الرسم للكبار في 5 يونيو 2020، والتي نظمتها مؤسسة العون للتنمية بمدينة المكلا، خلال رسم معبر عن الحماية من “كوڤيد 19″، ونالت المركز الأول، الأمر الذي زاد من ثقتها وجعلها تنطلق بقوة

الدعم المعنوي

وتضيف: في 2018 قمت برسم شخص بقلمي العادي، وعرضت الرسمة على أكثر من شخص، فحظيت بدعم معنوي كبير، كسر حاجز الدعم المادي، وجعلني أنطلق بأدواتي الخاصة في هذا المجال.
وشاركت إسراء في مسابقة الرسم للكبار في 5 يونيو 2020، والتي نظمتها مؤسسة العون للتنمية بمدينة المكلا، خلال رسم معبر عن الحماية من “كوڤيد 19″، ونالت المركز الأول، الأمر الذي زاد من ثقتها وجعلها تنطلق بقوة، حد قولها.
وتضيف: في 2020 شاركت بركن خاص برسوماتي في حفل إشهار للروائية نور الهدى. هذا الظهور أحدث لي نقلة نوعية كبيرة بتعريفي للمجتمع من خلال العرض الذي قدمته.

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

فلسفة الرسم

تقول إسراء: تعددت رسوماتي باللونين الأبيض والأسود، وذلك لأني أراهما أكثر تعبيرًا وإيصالًا لما بداخلي من رسائل سلام، إلا أني لم أقتصر على هذين اللونين، فرسمت بألوان مختلفة.


وتضيف: أرسم ما بداخلي، وأضع مشاعري المكبوتة التي لا يمكنني البوح بها، بورقي بواسطة أقلامي ويديّ. الرسم بالنسبة لي مُتنفس من الحياة، صديق وفي لا يتخلى عني، ولولا الفن لما كنا بخير، لذلك قيل: “ارسم وإلا جننت.. اكتب وإلا جننت… غنِّ وإلا جننت.. المهم أن تصنع فنًا وإلا جننت”.
أفراح واكد، ممثلة عن مكتب الثقافة بمدينة الحامي، تتحدث عن موهبة إسراء وغيرها من المواهب الموجودة بالمدينة، وسعيهم كجهة بتشجيع الشباب ورفع معنوياتهم بإعطائهم حافزًا وتشجيعًا للوصول إلى الهداف المراد لهم.
وتقول واكد: نقوم كجهة معنية بدعم الشباب في مجال الرسم والتصوير وغيرهما، كي نحقق لهم كياناتهم في المجتمع، بتوفير الأدوات الخاصة، مع رفع معنوياتهم.

مصدر إلهام وفخر

وفي حديث لـ”المشاهد”، قصت سمية، وهي إحدى المستفيدات من تجربة إسراء: كنتُ أحب الرسم وأرسم كثيرًا، لكني لم ألقَ أي دعم معنوي من أي شخص، فكنت أحتفظ برسوماتي ولا أنشرها ولا أُشارك بها.
وتضيف: كنت أتابع إسراء عبر السوشيال ميديا، وأتمنى أن أصل إلى ما وصلت إليه، ولو بتحقيق جزء بسيط من رسوماتها الإبداعية. فجأة التقيت بإسراء في مقاعد الدراسة في الجامعة بالمستوى الأول، ورويت لها عن حلمي الميئوس منه، فقامت بتشجيعي وإعطائي بعضًا من نماذج الرسومات، فكانت لي بالفعل مصدر إلهام في الرسم، وكانت تحدثني دائمًا ألا أبالي بما يقال عني أو عن هوايتي التي أمارسها، بل أن أسعى بتحقيقها ونشرها على نطاق أوسع. بهذا كانت لي خير مشجع ودافع وإلهام من خلال ما تقدمه لي من نصائح وإرشادات في عالم الرسم، وكانت بمثابة فخر لي.
وفي نهاية حديثها تقول إنها تسعى دومًا لتحقيق حلمها المنشود عبر أدواتها البسيطة، وتحلم بفتح مرسم خاص بها في مدينتها، يحتوي على رسوماتها وكل أدوات الرسم.
وتقول إسراء: ما خلفته الحروب في النفوس ليس بالشيء البسيط، فمنا من يسخر صوته للتغني وإيصال الصوت بطريقته، وأنا أسخر قلمي وأوراقي لأعبر بطريقة سلمية، بحيث تضفي جمالًا رغم بؤس الحياة وشدتها، وأن السلام مازال يسكننا.

مقالات مشابهة