المشاهد نت

محاولات نسائية لإحياء عملية السلام


عدن – بشرى الحميدي:
أجمع مختصون في شؤون المرأة، على أهمية تفعيل دور المؤسسات والمنظمات النسوية بشكل كامل، لما تلعبه من دور محوري في المحافظة على الاستقرار المجتمعي، وترسيخ قيم العدالة والمساواة، ومواجهة الأفكار والتنظيمات المتطرفة، وتحقيق النهضة المجتمعية، وإيصال رسالة المجتمع بشكل سوي ومتزن.
وترى حورية مشهور، عضو مؤسس في تيار التوافق الوطني، ووزير حقوق الإنسان الأسبق، أن المنظمات النسوية قدمت أدوارًا فاعلة في مواجهة انهيار الدولة، ونشوء كيانات غير دستورية خارج سلطة الدولة، فرضت سيطرتها بالقوة المسلحة من خلال تكوين مؤسسات مجتمع مدني تدعو إلى وقف الحرب وبناء السلام واستعادة الدولة المختطفة من قبل جماعة مسلحة غير معترف بها وطنيًا وإقليميًا ودوليًا.
وتقول مشهور: “يجب على كافة الأطراف الاستجابة لصوت العقل، وترجيح مصالح اليمن وشعبها في إنهاء النزاع المسلح والعودة إلى المسار السياسي الآمن عبر الحوار والتفاوض”.

دور فاعل للمرأة

وقدمت النساء في المؤتمر الذي عقد خلال الفترة من 27 يونيو إلى 3 يوليو 2021، خارطة سلام شاملة تتضمن ترتيبات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، بالاستناد إلى المرجعيات الوطنية، مثل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والدستور اليمني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

عززت المرأة اليمنية دائرة علاقاتها بالمنظمات الدولية الداعمة للسلام في اليمن، لتمارس كل أشكال المناصرة والضغط والتأييد لوقف الحرب في اليمن التي مزقت البلاد ونسيجها الاجتماعي، وضاعفت من مآسي اليمنيين الذين أصبحوا يفتقرون لمقومات الحياة الأساسية


وراعت هذه الخارطة المستجدات التي فرضها الواقع منذ 2014، فاقترحت سلطة تنفيذية ممثلة لكل القوى السياسية والاجتماعية، بما ذلك تغييرات في مؤسسات الرئاسة تعكس ذلك التنوع الجيوسياسي، كما تقول مشهور. وتضيف: “اقترحت الخارطة سلطة تشريعية فاعلة فيها تمثيل واسع لكل القوى الفاعلة والمؤثرة، وإصلاح القضاء؛ إحدى المؤسسات المهمة، إذا كنا فعلًا نبحث عن حلول واقعية”.
وعززت المرأة اليمنية دائرة علاقاتها بالمنظمات الدولية الداعمة للسلام في اليمن، لتمارس كل أشكال المناصرة والضغط والتأييد لوقف الحرب في اليمن التي مزقت البلاد ونسيجها الاجتماعي، وضاعفت من مآسي اليمنيين الذين أصبحوا يفتقرون لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك عن انتهاك حقوقهم الأساسية في العيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية تحت ظلال دولة ترعى مصالح جميع أبناء شعبها، وتعزز استقرارها، وتحافظ على سيادتها، بحسب مشهور.
وتقول رئيسة مؤسسة قرار للإعلام والتنمية المستدامة قبول عبده العبسي: “كان للمنظمات النسوية دور في إيجاد حلول للأزمة في اليمن، من خلال أنشطة مدنية ومبادرة فتح الطرقات، ودور النساء في المفاوضات، وكذلك كان للمنظمات النسوية دور كبير في التفاوض لإخراج المعتقلين والمعتقلات، كما كان هناك دور كبير في المشاركة المجتمعية وبناء السلام والدعوة لإيقاف الخرب وتبني عملية السلام”.

إقرأ أيضاً  رغم العروض المغرية.. «الخضروات» بعيدة عن متناول الناس بصنعاء

محاولات للإقصاء

ولعبت المرأة دورًا في محاولة تسهيل وتيسير القضايا الإنسانية العالقة بين الأطراف، والتي خنقت حياة الإنسان، كما تقول الناشطة السياسية ورئيس الملف السياسي في شبكة نساء من أجل اليمن سابقًا، سمية الثور، وتضيف أن المنظمات النسوية حاولت التواصل مع الكثير من المنظمات الدولية، والمشاركة الفاعلة في كثير من الحوارات الجانبية في ما يخص الملف اليمني.
وتشير الثور إلى أن النساء ‏يحاولن طرح الكثير من الحلول السياسية و الأفكار والأبحاث والتقارير.‏ وتقول: “ليس هناك معركة حقيقية، هناك تضحيات كبيرة في اليمن، وهناك مقاومة شديدة، لكن المعركة الحقيقية باعتقادي لم تبدأ بعد، لا نستطيع التكلم عن أدوارها”.
بدورها، تقول عضو مؤسس لشبكة نساء من أجل اليمن، كوكب الذيباني، إنه تم إقصاء النساء من العملية السياسية، وكذلك من دورها في المشاركة، فلم تعد الأحزاب السياسية تدرب الكوادر النسائية، ولاتزال المرأة تتعرض للقمع والتهميش.
وبالرغم من التهميش الحاصل لدور النساء في المشاركة السياسية، لكن يتم إخفاء دور النساء ومشاركتهن في العملية السياسية والمشاركة في المفاوضات، حد قول العبسي، مضيفة: “تشارك المرأة في لقاءات دبلوماسية وأممية للضغط من أجل إيقاف الحرب وإشراك النساء في صناعه القرار وتطبيق قرار 1225، والمشاركة في المفاوضات، بالرغم من أنه لم تمثل النساء سوى بمقعد واحد”.

مقالات مشابهة