المشاهد نت

قصف وتضليل يطال “رمز مأرب”

يتعمد الحوثيون استهداف محافظ مأرب، سلطان العرداة لأنه أصبح رمزا لمقاومتهم

مأرب-علي مقبل

الادعاء

سلطان العرادة، محافظ محافظة مأرب اليمنية يفر من مأرب ويصل إلى تركيا

الناشر

محمد البخيتي(Mohammed Al-Bukaiti)

 وكالة الصحافة اليمنية

فيصل مدهش

الخبر اليمني

الخبر المتداول

تداولت عشرات الحسابات الإلكترونية على “تويتر” والمواقع الصحفية على شبكة الإنترنت في اليمن، الجمعة 5 نوفمبر، خبرًا يزعم أن سلطان العرادة، محافظ مأرب التابع لحكومة الرئيس عبد ربه هادي، فر من المواجهات الدائرة على مشارف مدينة مأرب، ووصل إلى تركيا بعد أيام من تهريب أسرته. ونشرت تلك الحسابات والمواقع صورة سيلفي للعرادة برفقة نجله يرتديان ملابس ثقيلة، مدعية أن الصورة حديثة، وأنها أخذت في مطار إسطنبول.

تحقق المشاهد

تحقق “المشاهد” من الصورة المرفقة للادعاء من خلال أدوات التحقق من الصور لمعرفة تاريخ ومكان التقاطها، ولم يتم التوصل إلى نتيجة، إذ إن بيانات الصورة قد تم حذفها بالكامل.

وبالمثل، فشلت أدوات البحث العكسي في الوصول  إلى نتيجة عن الصورة المنشورة مع الادعاء. إلا أن المعالم المكانية الظاهرة في الصورة  لا تتطابق مع نتائج خرائط جوجل وخدمة جوجل إيرث لصور مطار إسطنبول الذي زعم الادعاء أن الصورة للعرادة ونجله التقطت فيه.

تظهر أدوات الطب الشرعي للصور أن الصورة المتداولة للعرادة ونجله حقيقية، لكنها تعرضت للتعديل والفبركة من أجل تضليل الجمهور.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون محافظ مأرب، في محاولة لتضليل الجمهور، عبر نشر أخبار مفبركة عن فرار العرادة إلى محافظة حضرموت. فبحسب الإعلام المؤيد لجماعة الحوثي، فقد “هرب العرادة” على وسائل إعلامهم حتى الآن 5 مرات منذ 2018. فقد نشرت صفحات التواصل والمواقع الإخبارية، في أواخر ديسمبر 2018، خبرًا زائفًا عن فرار سلطان العرادة إلى سيئون. وأعادت نشر الخبر المفبرك مرة أخرى في أواخر مارس 2020. ثم تكرر هذا التضليل تحت العنوان نفسه في منتصف فبراير ومنتصف أكتوبر من هذا العام.

إقرأ أيضاً  مطابخ خيرية تخفف معاناة الأسر الفقيرة في رمضان

خبر زائف عن هروب محافظ مأرب إلى سيئون-ديسمبر 2018

خبر زائف عن هروب محافظ مأرب إلى سيئون-مارس 2020

خبر مزيف عن هروب محافظ مأرب إلى سيئون-فبراير 2021

خبر مزيف عن هروب محافظ مأرب إلى سيئون-أكتوبر 2021

قصف وتضليل يطال "رمز مأرب"

ليس هذا فحسب، بل لقد تعرض منزل العرادة في مأرب للقصف بصواريخ باليستية. ففي ذكرى الثورة اليمنية في 26 سبتمبر الماضي، استهدف الحوثيون منزل العرادة في مأرب بصاروخين باليستيين. وفي 4 يوليو 2019، استهدفت جماعة الحوثي منزل العرادة بصاروخ باليستي.

ويقول حمدي رسام، خبير مكافحة الشائعات والمعلومات المضللة، في حديث لـ”المشاهد”، إن استخدام الشائعات أثناء الحروب ليس جديدا، إذ تعتبر إحدى استراتيجيات الحرب النفسية التي تستخدمها أطراف الصراع، وتعمد إلى نشر اخبار مضللة وشائعات بهدف إرباك الخصم وقتل الروح المعنوية لدى مناصريه وتحقيق انتصارات معنوية لقواتها.

وفي هذا الصدد، يوضح عبدالله إسماعيل، محلل سياسي يمني، أن جماعة الحوثي تستهدف المحافظ العرادة في تضليلها عن طريق نشر أخبار مضللة تتحدث عن هروبه، تتعلق بشخصية الرجل لأنه أصبح رمزًا في مقاومة الجماعة ورمزًا لمحافظة مأرب.

ويقول إسماعيل: “وهذه الرمزية هي مستمدة من رمزية محافظة مأرب التي لم يستطع الحوثي الدخول إليها، رغم محاولاته المستميتة منذ عام ونصف”.

ويضيف: “إن تشويه صورة العرادة هو جزء من أسلوب الحوثيين في تشويه الخصوم، ونشر الشائعات”.

استهداف منزل العرادة بالقصف الصاروخي-سبتمبر 2021

استهداف منزل العرادة بالقصف الصاروخي-يوليو 2019

السياق الزمني

يأتي هذا التضليل للجمهور من قبل الحوثيين في ظل هجوم عنيف يشنه الحوثيون منذ بداية العام الجاري من أجل السيطرة على محافظة مأرب، آخر معقل رئيسي للقوات الحكومية في شمال اليمن. يرافق الهجوم العسكري حملات تضليل ممنهجة في محاولة للتأثير على موقف القوات الحكومية هناك والموئدين لها.

المصادر

أدوات البحث العكسي-أدوات خرائط جوجل- أدوات تحليل بيانات الصور

مقالات مشابهة