المشاهد نت

ذروة جديدة من التصعيد بين التحالف والحوثيين

صورة ارشيفية

تعز – محمد عبدالله

تصاعدت الهجمات المتبادلة بين جماعة الحوثي والتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، بالتزامن مع مساعٍ أممية وأمريكية مكثفة لوقف التصعيد.

خلال الساعات الماضية أعلن التحالف استهداف مواقع للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومخازن أسلحة تابعة لجماعة الحوثي في محافظتي صنعاء، وصعدة شمالي اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، يوم الخميس، عن المتحدث باسم التحالف تركي المالكي قوله إن “التحالف نفذ ضربات دقيقة لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء وصعدة”.

وأضاف: “الأهداف شملت مواقع للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومخازن الأسلحة”.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان جماعة الحوثي عن إطلاق سبعة صواريخ باليستية على معسكرات سعودية ويمنية.

وقال بيان صُدر في وقت متأخر مساء الأربعاء، عن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع اطلع عليه “المشاهد“، إن “القوة الصاروخية (التابعة للجماعة) أطلقت 3 صواريخ باليستية استهدفت معسكر الفوج الأول في مدينة ظهران الجنوب بمنطقة عسير السعودية”.

وأضاف أنه تم إطلاق صاروخين باليستيين استهدفا معسكرا تدريبيا للقوات الحكومية غربي تعز جنوب غربي اليمن، فيما استهدف صاروخين باليستين تجمعات للقوات الحكومية في مأرب.

ووفق سريع فإن العملية أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات ممن وصفهم بـ”المرتزقة المحليين (إشارة إلى جنود القوات الحكومية) والجنود والضباط السعوديين وعلى رأسهم قائد الفوج الأول في ظهران الجنوب (لم يحدد هويته) “.

وكان التحالف العربي قد أعلن في وقت سابق الأربعاء اعتراض وتدمير 3 صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية.

فيما أعلنت القوات المشتركة أن الحوثيين أطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية على مدينة المخا غربي محافظة تعز، بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ.

منذ مطلع أكتوبر الماضي وحتى العاشر من نوفمبر الجاري، بلغت هجمات الحوثيين على السعودية نحو 25 هجومًا باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية، وفق إحصاء أعده “المشاهد” استنادا إلى بيانات منفصلة للتحالف.

ويُعلن التحالف الذي يدعم الحكومة المعترف بها دوليا منذ 2015، عن غارات جوية بشكل يومي منذ شهر ضد جماعة الحوثي في محافظات مأرب والجوف والبيضاء.

إقرأ أيضاً  تسجيل إصابات بالكوليرا في أبين

رسالة للأمم المتحدة
تأتي تلك الهجمات بالتزامن تحركات مكثفة للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، إلى جانبه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، في إطار مساعيهما لإقناع أطراف الصراع بوقف إطلاق النار.

وتعليقًا على ذلك، يقول المحلل السياسي اليمني، نبيل الشرجبي إنه “لن يتغير أي شيء في مواقف المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ما يحصل من هجمات للحوثيين تجاه مأرب أو السعودية”.

وأضاف الشرجبي لـ”المشاهد“، أن “كل ما قررت الولايات المتحدة عمله تجاه حماية حليفتها السعودية هو تزويدها ببعض الأسلحة لمحاولة التصدي لهجمات الحوثيين”.

وبحسب الشرجبي فإن “الولايات المتحدة لن تتمكن من عمل شيء للسعودية بسبب انشغال الإدارة الأمريكية بانتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس وحكام الولايات وتريد إدارة بايدن أن تحافظ على أغلبيتها في تلك الانتخابات”.

وأشار إلى أن “الحوثيون يدركون كل تلك الابعاد الأمريكية الداخلية فقاموا بتكثيف الضربات واستخدام الصواريخ البالسيتة ضد المدنيين واستخدام سياسة الارض المحروقة”، وفق تعبيره.

ويرى أن استهداف الحوثيين لمدينة المخا، بأنه “يندرج تحت سياق فهم الحوثيون لوضعية المجتمع الدولي الغارق في مواجهة أزماته الداخلية”.

وقال إن هجوم الحوثيين على المخا الغرض منه “إرسال رسالة للأمم المتحدة بعدم رضاها على زيارة المبعوث الأممي إلى مدينة تعز وتصريحاته ضد الحوثيين”.

وأجرى المبعوثان الأمريكي والأممي هذا الأسبوع سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي خلال زيارتهما إلى العاصمة المؤقتة عدن.

ومنذ مارس 2015، يشهد اليمن حربًا بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، وسط عجز أممي في إقناع أطراف الحرب بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

وبحسب تقارير أممية، خلفت الحرب المستمرة في اليمن أكثر من 110 ألف قتيل، وتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حيث يعيش الملايين على شفا المجاعة، وترك البلاد عرضة بشكل كبير لوباء كورونا.

مقالات مشابهة