المشاهد نت

زيارة أممية أغضبت الحكومة وأرضت الحوثي

زيارة وفد أممي بمعية مسئولين حوثيين أغضبت حكومة هادي

مأرب – محمد الحريبي

الادعاء

منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي، يزور مديرية العبدية بمحافظة مأرب برفقة قيادات للحوثيين، بعد أيام من سيطرتهم عليها.

ناشر الخبر

عبدالقادر الخراز

علي عويضة

الثورة نت

المشهد العربي

أحمد الزرقة

عبدالرحمن جهلان

الخبر المتداول

نشرت مواقع إعلامية، وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيسبوك”، في 28-29 أكتوبر الماضي، خبرًا يفيد بزيارة منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي، مديرية العبدية الواقعة جنوب محافظة مأرب، برفقة قيادات للحوثيين، بعد أيام من سيطرتهم عليها.

الناشطون تداولوا صورًا للزيارة، متهمين المسؤول الأممي بتبييض جرائم الحوثيين من خلال هذه الزيارة التي جاءت عقب سيطرة الحوثيين على مديرية العبدية التي حاصروها لشهر كامل.

واتهموا المسؤول الأممي بالتخاذل عن القيام بدوره أثناء حصار المديرية من قبل جماعة الحوثي، واصفين الزيارة بأنها تصرّف يؤكد من خلاله المسؤول الأممي رضاه عما قامت به الجماعة من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين في المديرية.

تحقق المشاهد

تحقق المشاهد من خبر الزيارة وأبعادها، وتبين أن خبر الزيارة صحيح، والصور التي تبادلها الناشطون صحيحة أيضًا.

إذ نشرت منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن “أوتشا” تغريدة لها على موقع “تويتر”، قالت فيها إن منسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، قام مع عدد من منظمات الأمم المتحدة، بزيارة إلى محافظة البيضاء ومديرية العبدية في مأرب، للاطلاع عن قرب على الأوضاع الإنسانية، ولتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

من جهتها، قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، إنها تأسف للزيارة التي أجراها ديفيد جريسلي إلى مديرية العبدية بمأرب، رفقة وفد قيادي حوثي متورط في جرائم الحرب والإبادة والتهجير القسري لليمنيين.

وأوضح الإرياني، في تصريح نشرته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الحكومية، بتاريخ 31 أكتوبر المنصرم، أن جماعة الحوثي وظفت تلك الزيارة للتغطية على جرائمها وانتهاكاتها التي ارتكبتها ولاتزال بحق أبناء مديرية العبدية.

واستغرب أن تتحول المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية، إلى أدوات تستخدمها الجماعة لغسل انتهاكاتها وتبييض جرائمها بحق اليمنيين، وتضليل الرأي العام المحلي والدولي عن حقيقة الأوضاع وجرائم الحرب التي ارتكبتها ولاتزال في محافظة مأرب.

رابط تصريح وزير الإعلام الحكومي

ومن جانبه، دعا وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها دوليًا، أحمد عوض بن مبارك، بحسب خبر نشرته الوكالة ذاتها، الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة لاستمرار قيامها بدورها الإنساني المقدر من قبل الحكومة اليمنية، بعيدًا عن تدخلات وضغوط جماعة الحوثي، وعدم السماح للجماعة باستخدامها للتغطية على جرائمها ضد الإنسانية.

إقرأ أيضاً  أطفال من غزة يتم تداول صورهم على أنهم في البيضاء اليمنية

رابط تصريح وزير الخارجية في الحكومة

زيارة مطلوبة

يرى الناشط الحقوقي توفيق الحميدي أن “زيارة المنسق الأممي إلى مديرية العبدية بمأرب كانت مطلوبة، على الأقل بالنظر إلى الأوضاع الإنسانية التي نتجت عن هذه الحرب”، ويعتقد أن مرافقة المنسق الأممي في زيارته لقادة من جماعة الحوثي “قدمت صورة سلبية لعلاقة الجماعة بالأمم المتحدة، بخاصة أن ظهور المنسق الأممي كان مع قيادات متهمة بانتهاك حقوق الإنسان وبحق الصحفيين في محافظة ذمار”.

زيارة أممية أغضبت الحكومة وأرضت الحوثي

ويوضح الحميدي لـ”المشاهد”: “بدا هناك الكثير من الأسئلة عن دور الأمم المتحدة ودور المنظمات الإغاثية، أبرزها التي تعمل في مناطق سيطرة الحوثي، ووجود تقارير كثيرة تتحدث عن سيطرة قوية للحوثيين، وفرض شروط معينة على هذه المنظمات، بل تدخل في كثير من التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالمساعدات وتوزيعها، إذ يجعل الكثير يفتح باب التساؤلات عن دور منظمات الأمم المتحدة، بخاصة في ظل عدم تفاعلهم بصورة جدية مع الوضع الإنساني في محافظة مأرب خلال فترة الحرب”، مشيرًا إلى أن هناك تصريحات من الجهات المعنية الرسمية من قبل الحكومة، ونشطاء حقوق الإنسان، تؤكد الغياب الواضح لدور الأمم المتحدة في مساعدة السكان النازحين والمهجرين قسريًا في مأرب.

آليات ضبابية

ويقول إنه يقرأ “آليات عمل منظمات الأمم المتحدة في مناطق سيطرة الحوثيين من خلال مجموعة من المواقف”، يوجز بعضها قائلًا: “كان هناك موقف لبرنامج الغذاء العالمي، اتهم فيه جماعة الحوثي بسرقة المساعدات، وكان هناك حجز للمساعدات في محافظة إب في فترات سابقة، وهناك تحقيقات صحفية أكدت وجود آليات أو مساعدات في الجبهات”.

ويؤكد أن كل هذه المواقف تجعل الآلية التي تعمل بها المنظمات الأممية في مناطق سيطرة الحوثيين، ضبابية، بمعنى أنه -خصوصًا اليوم- لا توجد هناك شفافية ورقابة أو جهات تحقيق محايدة في منطقة جماعة الحوثي، مما يجعل الكثير من هذه التساؤلات والآليات يشوبها اللغط وعدم الوضوح.

ويضيف الحميدي أن الأمم المتحدة تظل تتحجج أن هذا هو المتاح، وهذا هو الممكن، وأنها تعمل ما تستطيع لإنقاذ السكان، لكن في حقيقة الأمر هناك تقارير واضحة، بما فيها تقارير الأمم المتحدة ذاتها، تحدثت عن مسؤولين، بمن فيهم مدير مكتب مهدي المشاط، والمسؤول عن المساعدات الإنسانية في جماعة الحوثي، وعن كثير من المنظمات الموالية للجماعة أنشئت وبنت علاقة مع منظمات وهيئات الأمم المتحدة، وهذا كله يحتاج إلى فتح تحقيق جدي عن حجم المساعدات في الفترة السابقة، وكيفية توزيعها.

المصادر

منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن “أوتشا” – وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الحكومية – ناشط حقوقي

مقالات مشابهة