المشاهد نت

عدن: الصرافون يُضربون واتهامات بتورطهم في المضاربة بالعملة

عدن – سعيد نادر

يبدأ صرافو مدينة عدن (جنوب اليمن)، اليوم السبت، تعليقًا شاملا لأعمالهم المصرفية، بدعوة من جمعية الصرافين؛ عقب وصول أسعار صرف الريال اليمني مستويات “كارثية”.

والجمعة، أعلنت جمعية الصرافين في مدينة عدن تعليق كافة أعمال القطاع المصرفي بدءًا من يوم السبت وحتى يوم الاثنين القادم، وفق تعميم وصل “المشاهد“.

وناشدت الجمعية في التعميم، الذي وجهته إلى كافة منشآت وشركات الصرافة وشبكات التحويل المحلية، رئيس الجمهورية بضرورة اتخاذ قرارات عاجلة لوقف التدهور الحاد في سعر العملة المحلية.

كما طالبت دول التحالف العربي بالتدخل لمعالجة الأوضاع الإنسانية ودعم الاقتصاد اليمني.

وتأتي دعوة جمعية الصرافين لتعليق أعمالها في ظل تراجع كارثي لسعر صرف الريال اليمني، الذي بلغ مستويات متدهورة، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي 1700 ريالًا يمنيًا.

في المقابل، يتهم خبراء اقتصاديون شركات الصرافة بالتورط في مسئولية تردي وتراجع سعر الريال اليمني، من خلال المضاربة بأسعار العملات الأجنبية، والموافقة على عمل عدد من الشركات غير المرخصة و”المشبوهة”.

وهو ما تجسد في إغلاق البنك المركزي اليمني لمئات شركات الصرافة ومنشآت التحويل المالي غير القانونية، وسط اتهامات لشركات الصرافة بخدمة أجندات تضر بالاقتصاد في مناطق سلطات الحكومة اليمنية.

واعتبر الخبير الاقتصادي اليمني، وحيد الفودعي، أن “الصرافين” جزء من المشكلة التي يعاني منها الريال اليمني.

وكشف الفودعي أن قطاع الصيرفة “مخترق” من أكثر من طرف بمن فيهم جماعة الحوثي، وهو مجال خصب للمضاربة بالعملة.

وخاطب الخبير المالي الصرافين قائلا: “لستم قطاع مصرفي بل قطاع الصرافة أو الصيرفة، وتمارسون كثير من الأعمال المصرفية بالمخالفة للقانون”.

إقرأ أيضاً  الجارديان البريطانية ... اليمن.. بلد ساحر ومعقد ويساء فهمه كثيرًا!

وأضاف أن إضراب الصرافين وتعليق أعمالهم لن يوقف المضاربة بالعملة، وخصوصًا في التطبيقات الإلكترونية، كما أن الإضراب يأتي فقط من أجل تعطيل مصالح الناس.

ودعا الفودعي الصرافين إلى إيقاف العمليات والصفقات المشبوهة والبيع والشراء على المكشوف وتطبيقات ومجموعات “الواتس”، التي تنشط بعد منتصف الليل، بدلاً من إعلان الإضراب الشامل.

وقال: “لا يعقل أن يوجد بيع وشراء للعملة آخر الليل، كما هو ظاهر من خلال متابعة أسعار الصرف التي تتغير بين ساعة، وأخرى، حتى في أوقات النوم”.

واقترح الفودعي على جمعية الصرافين البدء في معالجة هذه الإشكالات، ودعوة منتسبيها بالالتزام بالقوانين والتعليمات الرقابية، وعدم ممارسة أعمال البنوك، مثل فتح الحسابات وقبول الودائع، وتصفية مراكز العملات الطويلة المتجاوزة للقانون واللوائح وتعليمات البنك المركزي.

مؤكدا أن الجميع مع دعوة الغرفة التجارية لكافة الأطراف والجهات المعنية للتداعي وتدارك الأزمة أو تجاوزها، ومخاطر نفاد المخزون السلعي للبلاد نتيجة ارتفاع سعر الصرف.

كما شدد على ضرورة دعم الاقتصاد اليمني من قبل التحالف العربي، وهو التحرك الذي أصبح ضرورة ملحة.

تأتي هذه التطورات في ظل دعوات للاحتشاد والتظاهر، اليوم السبت، في عدن وعدد من المدن في محافظات جنوب اليمن؛ للتنديد بالأوضاع المعيشية المتردية.

وخلال اليومين الماضيين أغلقت مخابز وأفران عديدة في مدينة عدن أبوابها أمام المواطنين، بعد ارتفاع أسعار المواد الأساسية الداخلة في صناعة الخبز.

وكانت جمعية المخابز والأفران بعدن قد أعلنت أنها لن تستطيع الاستمرار ببيع قرص “الروتي” ب 50 ريال، بعد ارتفاع أسعار المواد المصنعة، وطالبت برفعه إلى 75 ريالًا.

مقالات مشابهة