المشاهد نت

“زبدة الكاجو” مشروع إنتاج غذائي في صنعاء

مشروع منتج زبدة الكاجو فاز بجائزة رائدي الأعمال الشباب للعام 2021

صنعاء – سحر علوان

سبعة من الشباب يديرون مشروعًا إنتاجيًا نوعيًا في صنعاء (شمال اليمن)، متخصص في الأغذية الخالية من الزيوت المهدرجة، تقود هذا الفريق الثلاثينية نادية السلامي.

تبدأ فكرة المشروع الذي يحمل اسم “الشركة العالمية للأغذية”، وهي التي تقوم بإنتاج “زبدة الكاجو”، والذي ضم مجموعة من الطلاب في جامعة سبأ، ومن تخصصات مختلفة، بإنتاج مواد غذائية خالية من الزيوت المهدرجة والمواد الحافظة، إذ تم إنشاؤها في شهر أغسطس من العام الجاري بمدينة صنعاء.

وتقول نادية السلامي رئيس الفريق لـ”المشاهد”، وهي صاحبة فكرة منتج “زبدة الكاجو”، إن ما جعلها تفكر في عمل هذا المنتج، هو “ما تعانيه بعض العائلات اليمنية -منهم أقرباء لفريق العمل في الشركة- وبخاصة كبار السن، من انعدام منتج مثل الزبدة يلبي ويناسب مرضى السكر أو الضغط المنتشر بشكل كبير في اليمن”.

وأشارت إلى أن فريق العمل مهتمون بالجانب الصحي، ولهذا تمت مناقشة عمل المنتج، لاستيعاب كل الملاحظات من فريق العمل، وحتى من مشاركة بعض الأسر في طرح ملاحظاتهم، وتضيف: “غربلنا كل ما تمت مناقشته وجمعه من ملاحظات، وتلخص البدء في إنتاج الزبدة الصحية، ما أسهم بشكل كبير في الحماس والإصرار في هذا المجال”.

أما بالنسبة لمكونات هذا المنتج، وكيف حقق النجاح، فتقول السلامي لـ”المشاهد”، إن زبدة الكاجو هي منتج صحي غير مهدرج، تتكون مواده الخام من الكاجو وزيت الزيتون، وتكمن فوائدها في أنها مصدر غني بالزنك الذي يعمل على رفع المناعة سواء للأطفال أو الكبار، بالإضافة لكون الزبدة مصدرًا غنيًا بالماغنسيوم والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة وغنية بالنحاس، وتحتوي على عدة فيتامينات مفيدة ومصدر طاقة للجسم.

ولهذا كان اختيار الفريق لإنتاج هذه الزبدة بمواصفات صحية بعيدة عن المنتجات المنتشرة في الأسواق، والتي تحتوي على كميات من الزيوت المهدرجة والسكر المواد الحافظة.

"زبدة الكاجو" مشروع إنتاج غذائي في صنعاء
تقلبات سعر العملة الوطنية أكبر تحدي للمشروع كون المادة الخام (الكاجو) يتم استيرادها من الخارج

هذا المنتج كان هو ما قاد الشركة العالمية للأغذية إلى أن تنجح في بداياتها، والتي أُسست وبتعاون وتكاتف من جميع أعضاء الفريق السبعة. “هناك صاحب فكرة، وهناك من يؤمن ويعمل بها”، وهم كما توضح السلامي: نادية السلامي تخصص إدارة أعمال، ريم السروري تخصص محاسبة، هلا عليوة تخصص نظم معلومات، هبة عليوة IT، مجاهد الصريمي تخصص اتصالات، عبدالعزيز الحاشدي تخصص نظم معلومات، وصالح السنباني تخصص هندسة برمجيات.

تتويج وفوز

فازت الشركة العالمية للأغذية الصحية من جامعة سبأ، كأفضل شركة لهذا العام في مسابقة إنجاز اليمن للشباب رائدي الأعمال 2021، والتي أُعلن عنها في 10 نوفمبر 2021، إذ شاركت فيها 19 شركة طلابية من مختلف الجامعات اليمنية، بعد خوضهم تجربة برنامج الشركة، والتي مكنتهم من اكتساب الخبرة في مجالات ريادة وإدارة الأعمال والإنتاج من خلال إنشاء شركاتهم الخاصة، كما تم تكريم 5 شركات ناجحة أخرى.

وشاركت الشركة العالمية للأغذية الصحية عن الشباب اليمني في مسابقة رائدي الأعمال الشباب الإقليمية إنجاز العرب INJAZ Al-Arab، في 30 نوفمبر الماضي.

دعم وتشجيع

مؤسسة إنجاز اليمن الداعم الأول والمحفز لإنشاء هذه الشركات الصغيرة، إذ توضح السلامي أنه “تم توفير مدربين أكفاء لتدريبنا وإكسابنا خبرات علمية واقعية، وكوادر تدريب مؤهلة، وأماكن للاجتماعات، ومقر للإنتاج. لهذه المؤسسة دور كبير في دعمنا ودفعنا للأمام كفريق، مؤسسة إنجاز اليمن كانت الحاضنة لمشروعنا من البداية وحتى الآن”.

بدأ نشاط مؤسسة إنجاز اليمن في 2010، ويديرها القطاع الخاص، ولديها مجموعة من البرامج في الريادة وجاهزية العمل والمعرفة المالية والمهارات الرقمية.

إقرأ أيضاً  البيئة والاقتصاد باليمن.. ضحايا غرق «روبيمار»

ماجد الشميري (المدير التنفيذي لمؤسسة إنجاز اليمن) يتحدث لـ”المشاهد” قائلًا: “في المؤسسة نشجع المشاريع الشبابية، في إطار المسؤوليات الاجتماعية، وندفع الشباب لأن يكونوا من رواد الأعمال”.

ويضيف الشميري: الفكرة الأساسية هي أن يصبح هؤلاء الشباب أصحاب وظائف، ولهم أشغالهم الخاصة، ولأن البلد مليء بالبطالة، فمن خلال تأهيل مثل هؤلاء الشباب ودعم مشاريعهم الرائدة يكونون -بحسب الشميري- قادرين على توظيف أنفسهم ومن حولهم كذلك، ومن خلال هذه الفئات تقل البطالة.

ويعقب: “قد يصاب الشباب بالإحباط نتيجة التقوقع الذي قد يحيط بهم، ويكونون غير قادرين على إنجاز الكثير من الأفكار التي قد ترفعهم لمستويات عالية من التعليم والابتكار والخوض في سوق العمل المتجدد والاطلاع لما وصل إليه العالم، أصبح الشباب اليمني ينظر لأبسط الإنجازات كأنها أشياء عظيمة فيما لو أتيحت له الفرصة واطلع على ما وصل إليه العالم خارج محيطه، فسيدرك أنه في سباق طويل كفريق متكامل”.

التسويق لـلمنتج

كانت ردود الفعل التي واجهت المشروع، هي إقناع المستهلك بالمنتج كونه منتجًا جديدًا، ولكونه غير متوفر في اليمن، ويعتبر وجوده وإنتاجه الأول، ولأنه غير مجرب كان من الصعب إقناع المستهلك بأن هذا المنتج ذو جودة عالية.

فكرة المستهلك اليمني في معاملة المنتج اليمني بمستوى أقل بكثير من المنتجات المستوردة، النظرة الأولى للمستهلك اليمني فور معرفته أن المنتج صناعة يمنية، لاإراديا يقلل من قيمة هذه الصناعة وهذا المنتج.

على الرغم من أن بعض المستهلكين المجربين للمنتج يندهش فور رؤيته لشكل وحجم وطريقة تغليف المنتج، ظنًا منه أنه صناعة خارجية، ويتفاجأ كونه صناعة يمنية، ولتعزيز الإنتاج الوطني لا بد من تغيير هذا الفكر والثقافة التي تقلل من جودة الصناعات اليمنية.

وعن رأي المستهلكين تقول ذكرى أحمد لـ”المشاهد”: “سمعت عن زبدة الكاجو من إحدى صديقاتي، وتجربتها التي شجعتني لأجربها أيضًا، حجزت طلبي عبر صفحة العالمية للأغذية الصحية في مدينة صنعاء، وكان فعلًا خيارًا وتجربة مناسبين، لم أتوقع أن أحظى بصناعة يمنية مرتبة ومغلفة بشكل جميل”.

وعن جودة المنتج تؤكد ذكرى أنه أصبح خيارها الأول كهدايا للأهل والصديقات، كونه مناسبًا شكلًا ومضمونًا وقيمة، قائلة: “فخورة كوني جربت زبدة الكاجو على أيدٍ يمنية”.

وتضيف: “تجربتي لزبدة الكاجو رائعة، وفي كل مرة تنتهي الكمية التي آخذها، أذهب مجددًا لأخذ كمية جديدة”.

صعوبات

تغيّر أسعار صرف العملات الصعبة مقابل الريال اليمني شكل لنادية السلامي وفريقها صعوبات عديدة؛ ذلك أن المواد الخام يتم استيرادها كالكاجو الذي لا تتم زراعته في اليمن، وإنما يُستورد من الخارج، وكذلك إغلاق مصانع الزجاج الذي بدوره حصر إنتاج الشركة بشكل وحجم واحد حتى الآن، إذ إنه في الفترات السابقة كان بالإمكان أن تتعدد الأشكال والأحجام وتوفيرها بتكلفة أقل، ولكنهم اضطروا في الشركة للقبول بشكل واحد الآن، وإن كلف ذلك الكثير، فمثل هذه الإشكالات تُحل في المستقبل وتتعدد الخيارات في ما بعد، تؤكد السلامي.

طموحات مستقبلية

تطمح الشركة لأن تصل بمنتجاتها للعالمية ولكل دول العالم، وأن تحقق بصمة إنتاجية قيمة وحقيقية في مشاريع الغذاء الصحي، ليكون الخيار الأمثل لكل الباحثين عن الصحة.

كما تطمح لإنتاج العديد من المنتجات، بالإضافة لزبدة الكاجو التي تعتبر المنتج الأول لانطلاقة الشركة.

مقالات مشابهة