المشاهد نت

إحاطة المبعوث الأممي تتحول لمادة تضليل

تم التلاعب بسياق إحاطة غروندبرغ بهدف التضليل

عدن – محمد عبدالله

الادعاء

“المبعوث الأممي يفضح إخوان تعز أمام مجلس الأمن”

الناشر

الأمناء نت

عدن الحدث

نافذة اليمن

اليمن السعيد

أخبار اليمن

الخبر المتداول

تداولت مواقع إعلامية في يومي 15 و16 ديسمبر/كانون الأول أخبارًا ادعّت في عناوينها أن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ فضح من أسموهم بـ”إخوان تعز” أمام مجلس الأمن وأنه كشف عن عملية سياسية وشيكة.

لكن متن الخبر المتداول يتحدث أن غروندبرغ أعرب خلال إحاطته لمجلس الأمن عن اعتزامه إطلاق عملية سياسية تخفف التصعيد العسكري وصولًا إلى إنهاء الحرب.

وجاء في الخبر أن المبعوث الأممي “كشف عن انتشار نقاط التفتيش في محافظة تعز، لفرض قيود على حركة السلع، في إشارة لنقاط الجباية الإخوانية”.

تحقق المشاهد

خلال العمل على التحقق مما أوردته المواقع أعلاه توصّل “المشاهد” إلى أن التصريحات المنسوبة للمبعوث الأممي تضمنت معلومات غير صحيحة وأنه جرى التلاعب بسياق إحاطة غروندبرغ بهدف التضليل.

 بالعودة إلى نص إحاطة غروندبرغ التي قدمها لمجلس الأمن الدولي في 14 ديسمبر/ كانون الأول، تبيّن أنه لم يعلن صراحةً عن اعتزامه إطلاق عملية سياسية وشيكة، وإنما أشار إلى أنه بناء على ضوء النقاشات التي أجراها مع الأطراف اليمنية وغيرهم خلال الأشهر الماضية توصل إلى عدد من الخلاصات حول طريق المضي قدمًا.

وقال إنه “على ضوء هذه الخلاصات، أتصور عملية سياسية جامعة يمتلكها اليمنيون ويدعمها المجتمع الدولي”، لافتًا إلى أنه بدأ الحوار حول هذه العملية مع نطاق واسع من المعنيين اليمنيين. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن إطلاق عملية سياسية في اليمن “مهمة معقدة” في ظل اتساع الفجوة بين أطراف الصراع.

من خلال الاطلاع على الإحاطة لم نجد – أيضًا – أي إشارة إلى “نقاط الجباية الإخوانية” في تعز، حسب وصف ناشري الادعاء.

ونورد هنا ما قاله غروندبرغ في إحاطته بشأن الوضع بتعز: “ففي تعز، سمعت ورأيت بنفسي كيف يتسبب إغلاق الطرق وإقامة نقاط التفتيش في إعاقة قدرة المواطنين على الحصول على الرعاية الصحية والتعليم وفرص التجارة، يجب أن يتم فتح الطرق”.

إقرأ أيضاً  مصير العائدين من المعتقل

رابط إحاطة غروندبرغ أمام مجلس الأمن في 14 ديسمبر 2021

يرى الصحفي المهتم في الشؤون السياسية، هشام سلطان، أن هناك “استغلالًا من قبل وسائل الإعلام المختلفة لأطراف الصراع للتصريحات الصادرة عن المسئولين الدوليين والأمميين وأيضًا تقارير المنظمات الأممية والدولية الإنسانية، لتجييرها لصالحهم”.

وقال إنه “على الرغم من أن المسئولين الدوليين والأمميين والمنظمات يحرصون كثيرًا على انتقاء مصطلحاتهم حتى لا تفسر بشكل خاطئ أو تظهر على أنها استهداف لطرف ما، إلّا أننا نجد وسائل إعلام أطراف الصراع تقوم بتأويل وتفسير التصريحات لصالحها بشكل غير مهني وأيضًا بعيد عن الواقع”. معتبرًا أن ذلك “يعد انحرافًا كبيرًا عن مهمة ومسؤولية الإعلام، ويصب المزيد من الزيت على النار”.

إحاطة المبعوث الأممي تتحول لمادة تضليل

وأشار في سياق تصريحه لـ”المشاهد” إلى أن وجود عمليات تضليل للمتابع، تتم من خلال أخبار تختلف عناوينها مع مضامينها.

وقال: “نجد أخبارًا كثيرة تتحدث عناوينها – مثلًا – عن مهاجمة مسئول أممي أو دولي لطرف ما، وتحميله مسئولية الحرب أو تأزم الوضع الإنساني على سبيل المثال لكننا نجد في نص الخبر كلامًا مغايرًا، حيث لا يوجد اتهام لطرف محدد”.

السياق الزمني

تأتي هذه الأخبار بالتزامن مع المساعي المكثفة للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، إلى جانبه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، لوقف إطلاق النار في اليمن، تزامنًا مع تصعيد عسكري كبير تشهده البلاد.

كما أنها جاءت بعد نحو شهرين على زيارة غروندبرغ إلى محافظة تعز استمرت ثلاثة أيام عقد خلالها اجتماعات مع السلطة المحلية وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وقطاع الأعمال وأعضاء البرلمان والصحافيين.

تداول تلك الأخبار يأتي في إطار المناكفات الإعلامية بين أطراف النزاع التي تبرز بين فترة وأخرى.

المصادر

إحاطة المبعوث الأممي – صحفي مهتم في الشؤون السياسية

مقالات مشابهة