المشاهد نت

هل قصف التحالف “السجن الاحتياطي” بصعدة بقنابل موجهة؟

صعدة – محمد عبدالله

الادعاء

التحالف يقصف السجن الاحتياطي في صعدة

الناشر

سبأ نت

المسيرة نت

حميد رزق

اللجنة الدولية للصليب الأحمر

الخبر المتداول

تداولت مواقع إعلامية وحسابات في موقع تويتر خلال الفترة من 21 – 25 يناير/كانون الثاني الجاري، أخبار عن استهداف طيران التحالف العربي السجن الاحتياطي في محافظة صعدة (شمال اليمن) بثلاث غارات جوية.

وذكرت نقلًا عن وزير الصحة في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليًا) طه المتوكل، أن الغارات أسفرت عن مقتل 91 شخصًا وإصابة 236 آخرين من نزلاء السجن.

وبثت قناة “المسيرة” التابعة لجماعة الحوثي مقاطع مصورة تُظهر حجم الأضرار التي لحقت بالسجن ولجثث مدماة، مع ادّعاءات بمسؤولية مقاتلات التحالف عن الغارات.

ونشر المركز الإعلامي لأنصار الله (الحوثيين) صورًا تظهر الضرر الكبير الذي لحق بالسجن وفرق طبية تنتشل جثث وآليات تفتش على الجثث بين الأنقاض.

تحقق المشاهد

بعد فحص صورالفيديوهات المتداولة للقصف ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية لموقع الحادثة  تبين أن التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارت قد استهدف فعلا منشأة السجن الإحتياطي في صعدة وهي منشـأة مدنية. لكن طرفا الحرب التحالف والحوثيين تعمدا الكذب والتضليل . فعقب الحادثة نفى التحالف مسئوليته عن قصف السجن وبدورها قامت جماعة الحوثي بالتلاعب بصور موقع الحادث مدعية عثورها على بقية قنبلة موجهة تشبه قنابل استخدمها التحالف في استهداف صالة عزاء في صنعاء في أكتوبر 2016.

تحقق المشاهد من توقيت وموقع الغارة الجوية مستخدما الصور المتداولة ومقارنة المباني والمعالم البارزة التي ظهرت في مقاطع الفيديو بصور الأقمار الصناعية للتحقق من موقع الحادثة. تظهر تقنيات تحديد الموقع الجغرافي أن الحادثة التي وثقتها مقاطع الفيديو قد وقعت بالفعل في السجن الاحتياطي أو ما يُعرف بمعسكر الأمن المركزي في محافظة صعدة والواقع عند الإحداثيات  16.93004051956761, 43.73277417935068

هل قصف التحالف "السجن الاحتياطي" بصعدة بقنابل موجهة؟
تحديد الموقع الجغرافي للسجن الاحتياطي من خلال مقارنة لقطات من صور الفيديو المتداول مع صور الأقمار الصناعية من غوغل إيرث

تتطابق الأدلّة البصرية للسجن الاحتياطي مع المَشاهد التي نشرتها قناتي روسيا اليوم والمسيرة في مقاطع فيديو بعد الاستهداف حيث تظهر معالم المنازل المحيطة بمكان الحادثة والتضاريس الجبلية المطلة على المنطقة.

هل قصف التحالف "السجن الاحتياطي" بصعدة بقنابل موجهة؟
تحديد المنازل المحيطة بالسجن مقارنة مع صورة الأقمار الصناعية من غوغل إيرث

استعان موقع المُشاهد بمقاطع الفيديو التي نشرتها قناتي “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين و”الميادين” ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي للتحقق من التوقيت المزعوم للحادثة، وتوصل إلى أن الغارات وقعت عند الساعة 2:40 صباحًا يوم الجمعة (21 يناير/ كانون الثاني الجاري) يحسب التوقيت المحلي (أي بعد نحو ساعة على خروج الإنترنت عن الخدمة في اليمن).

وبحسب شهادات ناجين فإن الغارة الأولى استهدفت سور السجن وغارتين استهدفت السجن. ونقلت وكالة رويترز عن أحد نزلاء السجن والذي كان موجودا فيه أثناء القصف، قوله إن إحدى الغارات استهدف العنبر رقم ثمانية.

كما نقلت منظمة أطباء بلا حدود عن اثنين من عامليها المقيمين في مدينة صعدة وكانا في منزلهما الواقع بالقرب من السجن قولهما إنهما سمعا وقت الحادثة دوي طائرات حربية وصوت ثلاثة انفجارات منفصلة.

ونشر المركز الإعلامي لأنصار الله (الحوثيين) صورة لإحدى شظايا القنابل المستخدمة في الغارات أدعى أنه تم العثور عليها في مكان الحادثة. تظهر بقايا القنبلة  كلمات غير مكتملة لبيانات الشركة المصنعة، وعند البحث عن البيانات باستخدام المصادر المفتوحة توصل  المشاهد إلى أن الأحرف الأولى من بيانات القنبلة التي استهدفت السجن الاحتياطي بصعدة  تتطابق مع بقايا القنبلة التي استهدفت صالة العزء في صنعاء في أكتوبر 2016. لكن أداة الطب الشرعي لتحليل الصور توضح أنه قد تم التلاعب بالصورة.

إقرأ أيضاً  القيود الأسرية تمنع الفتيات من تحقيق أحلامهن
هل قصف التحالف "السجن الاحتياطي" بصعدة بقنابل موجهة؟
تظهر أداة الطب الشرعي لتحليل الصور أنه تم التلاعب بصورة بقية السلاح المستخدم في حادثة استهداف سجن صعدة

وبالمقارنة بين الرقم التسلسلي للصورتين يتبين أن القنبلة التي روج لها الحوثيون أنها استخدمت في استهداف سجن صعدة اسمها  MK-82 وهي قنبلة موجهة بالليزر ومتعددة الأعراض حرة الإسقاط موجهة تعد جزءاً من سلسلة قنابل مارك 80، وأنها من صنع شركة رايثيون الأمريكية وهي واحدة من أهم شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية، ولها مقر في المملكة العربيّة السعوديّة.

وفي نوفمبر 2015، أبلغت وكالة التعاون الأمني الدفاعي بالبنتاجون – التي تسهل مبيعات الأسلحة للخارج – أعضاء الكونجرس بأنه تمت الموافقة على صفقة لبيع 22 ألف قنبلة ذكية وعمومية الغرض للسعودية بقيمة 1.29 مليار دولار، وفق وكالة رويترز.

وهدفت جماعة الحوثي من التلاعب بصورة بقية القنبلة للتأكيد على أن التحالف هو من يقف خلف القصف. واشترك في ترويج الصورة المفبركة لبقية القنبلة المزعوم استخدامها وسائل إعلام إيرانية منها وكالة تسنيم.

رابط الصورة على وكالة تسنيم الإيرانية

لكن التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، مارس تضليلا واضحا بشأن الحادثة وبدلا من الإعتراف بمسئوليته عن استهداف السجن الاحتياطي في صعدة أصدر بيانا ينكر الإستهداف ويصف أن ما تردد بشأن ذلك بـ”النهج التضليلي وأنها ادعاءات غير صحيحة”.

وقال في بيان إن “الهدف محل الادعاء (مركز الاحتجاز) لم يتم إدراجه على قوائم عدم الاستهداف، بحسب الآلية المعتمدة مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، كما لم يتم الإبلاغ عنه من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

وكان التحالف قد طلب ليل الجمعة (21 يناير/كانون ثاني) وبالتحديد عند الساعة 1:39صباحًا بحسب التوقيت المحلي، من المدنيين إخلاء أي موقع تحت سيطرة الحوثيين لأغراض عسكرية.

وأعلن بين الساعة 1:15 – ٢:٤٩ صباحًا من ذات اليوم تدمير منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية بمحافظة البيضاء وتنفيذ ضربات وصفها بـ”الدقيقة” لأهداف عسكرية بالعاصمة صنعاء.

ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها التحالف تجمعات وأعيان مدنية في اليمن. فقد استهدف في أكتوبر 2016 تجمعا مدنيا كبيرا لصالة عزاء في صنعاء راح ضحية القصف العشرات.

هل قصف التحالف "السجن الاحتياطي" بصعدة بقنابل موجهة؟

السياق الزمني

تزامن القصف على السجن الاحتياطي في صعدة مع تصعيد متبادل بين التحالف وجماعة الحوثيين مع غارات مكثفة يشنها الأول منذ نحو أسبوعين على عدة محافظات يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين.

وكثف التحالف ضرباته الجوية بعد أن تبنت جماعة الحوثي يوم 17 يناير/كانون الثاني الجاري هجوما باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على العاصمة الإماراتية أبوظبي قتل فيه ثلاثة أشخاص وأصيب ستة آخرين.

ويشهد اليمن منذ مطلع الشهر الجاري أعنف تصعيد عسكري بين القوات الحكومية المسنودة بالتحالف من جهة، وجماعة الحوثي من جهة أخرى، وسط دعوات دولية وأممية بوقف القتال.

المصادر

المسيرة- الميادين- روسيا اليوم – منظمة أطباء بلا حدود – المركز الإعلامي لأنصار الله – موسوعة ويكبيديا – رويترز – واس – موقع شركة أسلحة أمريكية “رايثيون”- أدوات البحث العكسي

مقالات مشابهة