المشاهد نت

قضية “الأغبري”.. كيف شجعت النساء للعمل في صيانة الجوالات؟

الحفاظ على خصوصيات اليمنيات دفع بعضهنّ للعمل في صيانة الجوالات - المشاهد

تعز – نجوى حسن

وجدت مريم العريقي (20 عامًا)، الفرصة مؤاتية في العمل بصيانة الجوالات، بعد القضية التي أثيرت مؤخرًا حول ابتزاز الفتيات من قبل محل لصيانة الجولات في صنعاء.

إذ باتت الفتيات يخشينّ وضع جوالاتهنّ في المحلات بهدف صيانتها من قبل العاملين الذكور فيها.

وتقول مريم لـ”المشاهد“: “بدأت هوايتي في العمل بهذا المجال بعد حادثة السباعي، وغرضي حماية خصوصيات النساء”.

وتتعرض النساء لكثير من المخاطر، وخصوصًا في اختراق خصوصياتهنّ، سواء كان على أرض الواقع أو على التواصل الاجتماعي، مما جعل بعض النساء يقتحمن عالم التكنولوجيا في العمل رغم أنه من المعروف أنها مهنة ظلت حكرًا على الرجال.

وتخوف الكثير من النساء من الذهاب إلى مهندسي صيانة الجوالات بعد حادثة الأغبري، واضطر بعضهن إلى ترك الجوال دون صيانة، خوفًا من اختراق الخصوصية وتعرضهن للابتزاز.

وتلجأ بعض الفتيات إلى تكسير جوالتهن، لعدم وجود النساء في مجال الصيانة، حد قول مريم، مصيفة: “بعد ظهورنا مع المهندسة أنسية السلامي، توافدت الكثير منهن إلينا”.

وتقول أنيسة السلامي، إحدى المهندسات في محافظة تعز، لـ”المشاهد“: “واجهت صعوبات كبيرة كوني امرأة تدخل في هذا المجال، الذي يعتبر كسرًا للعادات والتقاليد”.

وتضيف: “البعض يحتكر قطع الغيار، واضطر أن أطلبها من العاصمة صنعاء، وهذا شكل عائقًا كبيرًا بسبب فارق سعر الصرف بين محافظتي تعز وصنعاء”. لكن السلامي تجاوزت تلك الصعوبات بإصرار وعزيمة من أجل سلامة النساء، بعد قضايا الابتزاز، وتغيرت نظرة المجتمع لها، كون عملها أصبح مهمًا جدًا  بالنسبة للنساء”.

البحث عن الأمان

وتعتبر النساء أن عمل المرأة في مجال الصيانة ضروري جدًا، للحفاظ على خصوصياتهن، وأكثر أمانًا بالنسبة لهن.

وتذهب إيمان، إحدى زبائن السلامي، قائلة: “أثق تمامًا في عمل المرأة بهذا المجال، فهي تحافظ على الخصوصية أكثر من الرجل، كنت أترك هاتفي بدون صيانة خوفًا من الذهاب إلى محلات الجولات الخاصة بالرجال”.

إقرأ أيضاً  مبادرات مجتمعية لمساعدة الفقراء في رمضان
قضية "الأغبري".. كيف شجعت النساء للعمل في صيانة الجوالات؟

ومثلها سمية، إحدى زبائن السلامي، التي تقول: “أترك جوالي مع المهندسة يومين، ما في خوف أو قلق، عكس الرجل أراقب عمله، وبنفس الوقت مافيش أمان بعد قضية الأغبري”.

وأثرت قضية الأغبري في نفوس الكثير من النساء، وسببت لهن الخوف والقلق، والشعور بعدم الأمان.

ويشير مسح ميداني أجرته منظمة العمل الدولية للقوى العاملة في اليمن ما بين عامي 2013 و2014، إلى أن نسبة 62.1% من النساء الحاصلات على تعليم جامعي يشكلن جزءًا من القوى العاملة في اليمن، مقارنة بـ4.5% فقط من الحاصلات على تعليم ابتدائي أو أقل.

غياب الوعي والرقابة

يعتقد البعض أن اختراق الخصوصية أمر عادي، ولن يؤثر على حياته الشخصية، أو يسبب لهم أضرارًا، سواء كان على الرجل  أو المرأة، لعدم الوعي بالمخاطر، أو انعدام الوعي بالقوانين والأنظمة.

ورغم وجود قوانين نظمت مسؤولية أصحاب المهن، ورتبت جزاءات في الجانب المدني والجنائي على من يخل بعمله بما يضر بطالب الخدمة، لكن لا يوجد وعي، خصوصًا لدى النساء، حول تلك القوانين، ومدى حقهن في المطالبة بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي قد تلحق بهن جراء تلك الانتهاكات.

ويرى المحامي منصور البدجي، أن المرأة لا تستطيع أن تفصح عما يحدث معها بسبب التحفظ والخوف من الأهل، ما يعرضها للابتزاز.

ويشدد البدجي على أن تقوم النساء بتقديم البلاغات للجهات الأمنية، في حالة تعرضهن للابتزاز واختراق الخصوصية.

ويجهل الكثير من المجتمع تلك القوانين التي تجرم هذه الانتهاكات، التي تعد من الجرائم المركبة استغلال وابتزاز وخيانة الأمانة، وكشف الأسرار على الحياة الخاصة.

وللحد من انتشار هذه الظواهر، يجب أن تعمل المرأة في صيانة الجوالات، كونها أكثر حرصًا وأمانًا على جولات النساء التي تعد مخزون الأسرار الشخصية.

مقالات مشابهة