المشاهد نت

تعز: أول نادٍ رياضي للنساء فقط

تعز – مازن فارس:

أصبح بإمكان النساء في مدينة تعز اليمنية ممارسة التمارين الرياضية بكل حرية وخصوصية تامة، بعد إحداث نادٍ رياضي للنساء فقط يُقدّم العديد من البرامج والأنشطة الرياضية.
وبإنشاء هذا النادي تحققت أُمنية العشرينية أم أيهم، التي طالما حَلُمت منذ فترة طويلة بوجود نادٍ خاص للنساء كي تحصل على لياقة كافية.
وتقول إن جهاز الركض هو الآلة الرياضية المفضلة لديها، فاستخدامه يمنحها شعورًا بالطاقة والحيوية. وتصف أجواء التدريب بأنها “رائعة وحماسية”، لافتة إلى أن ما يميز المكان هو “تَمَكُّن المدربة و(توفُّر) الآلات الحديثة”.
وتتردد أم أيهم يوميًا على النادي، وتقضي فيه ساعتين لممارسة تمارينها الرياضية، وهذه المدة بالنسبة لها “كافية جدًا”.
ويعمل النادي خلال فترتي الصباح والمساء، وبمعدل 8 ساعات يوميًا، الأمر الذي ترى أم أيهم أنه “يتناسب مع الجميع حسب انشغالاتهم”.

تعزيز ثقافة الرياضة

النادي الذي أنشأته دينا المقطري، وأطلقت عليه اسم “كارديو جيم”، في يناير الماضي، يوفر مساحة آمنة للنساء لممارسة مختلف التمارين، كما تقول.
غياب النوادي الرياضية الخاصة بالنساء في مدينة تعز، والرغبة في ممارسة تمارين اللياقة البدنية، كل ذلك دفع دينا وصديقة لها للتفكير في إنشاء نادٍ رياضي نسوي.

تعز إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في 2014، وتحتل المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، المرتبة الأولى من حيث عدد سكان البلاد


“عانينا كثيرًا في البحث، ولم نجد ناديًا يستوعب احتياجنا. وبالتالي دفعنا هذا إلى التفكير في إنشاء النادي بمواصفات عصرية”، تقول المقطري لـ”المشاهد”.
يهدف النادي، بحسب المقطري، إلى تعزيز ثقافة الرياضة في أوساط النساء، ومواكبة الثقافة الصحية التي بدأت تتنامى في العالم وفي الدول العربية، فضلًا عن إعادة الروح الرياضية إلى مدينة تعز التي دمرتها الحرب.
وتضيف: “تعز بحاجة إلى أن تستعيد حياتها الاعتيادية، وتعود كما كانت قبل الحرب؛ فالحرب عملت على انحسار الحياة المدنية؛ ونشاط النادي يصب باتجاه استعادة الحياة والنشاط الرياضي والثقافي”.
وتعز إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في 2014، وتحتل المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، المرتبة الأولى من حيث عدد سكان البلاد.
وتسعى المقطري من خلال إنشاء هذا النادي إلى “تعزيز دور النساء في المجال الرياضي؛ وتغيير التصورات النمطية السائدة في المجتمع، والتي تعتبر الرياضة كأنها مجال خاص بالرجال، وهذا أمر غير صحيح”، كما تقول.

آلات رياضية متنوعة

يحتوي النادي على آلات رياضية متنوعة وحديثة وفق المواصفات العصرية؛ ويديره كادر نسائي “يتمتع بالخبرة والكفاءة”، ومستوى الإقبال عليه “جيد جدًا إلى حد الآن”، وفق المقطري.
وتقول: “حظي افتتاح النادي بترحاب وتفاعل وأصداء واسعة من قبل النساء. وشعرنا بوجود حماس كبير من قبل النساء، وهذا الأمر يشجعنا للمضي قدمًا”.
ويُقدم “كارديو جيم” برامج وتمارين رياضية لإنقاص الوزن، وبرامج أخرى لإكساب الوزن، واللياقة البدنية وشد الجسم للنساء اللاتي فقدن الوزن بطرق غير صحية مثل برامج الريجيم القاسية، كما توضح صاحبة النادي.
وتضيف أن النادي يقدم أيضًا “برامج وتمارين خاصة بالنساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية وضغوط نفسية”.

إقرأ أيضاً  عمالة الأطفال في رمضان

نافذة ضوء”

منذ سنوات ظلت النوادي الرياضية الخاصة في اليمن حكرًا على الرجال فقط. إذ تشير إحصائيات رسمية إلى أن هناك أكثر من 300 نادٍ رياضي حكومي، أغلبها مخصصة للذكور، مع تواجد خجول للإناث.
ودفعت الحرب المستمرة في البلاد منذ 7 أعوام، بالكثير من النساء إلى سوق العمل في صور جديدة، إذ بدأت النساء بإنشاء مشاريع جديدة من منازلهن، والعمل في مهن يهيمن عليها الرجال.
وتقول أم أيهم لـ”المشاهد”: “هذا أمر يجعلنا نشعر بافتتاح نافذة ضوء للنساء، وأن المستقبل يحمل لهن الكثير”.
وترى أن “المرأة لم تعد مقولبة في قالب الأستاذة أو الطبيبة، وإنما أصبحت سيدة أعمال، وتحولت من مستهلكة إلى منتجة، وهذا أمر يعني لنا الكثير كنساء”.
أما بالنسبة لدور القطاع الخاص في دعم المرأة، فتقول المقطري إن دوره “كبير، وبخاصة في مشاريع التمكين الاقتصادي”.
لكن في ما يتعلق بالرياضة النسوية “لا يوجد حتى الآن بوادر اهتمام من قبل القطاع الخاص أو حتى الدولة”، حد تعبيرها.

دور فعّال للمرأة

بدوره، يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة تعز، الدكتور محمود البكاري، مشاركة المرأة اليمنية في سوق العمل “أساسيًا وفعالًا منذ القدم”.
ويقول البكاري لـ”المشاهد“، إن المرأة أسهمت بدور كبير في تحمل الأعباء الأسرية، وهناك تقبل من الرجال لدور النساء في سوق العمل، وقد حققت نجاحات كبيرة.
وتسمح التشريعات والقوانين بمشاركة المرأة في الحياة العامة وتولي مناصب قيادية رفيعة في مختلف المجالات، وفق البكاري الذي يحث المرأة “على استغلال كل الفرص المتاحة، والمطالبة بما تريد أن تحصل عليه”.
ورغم أن الدستور اليمني يضمن لجميع المواطنين الحق في المشاركة في الحياة الاقتصادية للبلاد، لكن فرص المرأة في العمل بالقطاعين العام والخاص محدودة؛ وأن معظم النساء العاملات كن يعملن في القطاع الزراعي بدون أجر، بحسب تقرير اللجنة الأممية المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة

مقالات مشابهة