المشاهد نت

بسطات الملابس المستعملة ملاذ اليمنيين في العيد


 
صنعاء – محمد المخلافي:
تعز – محيي الدين الصبيحي:
 

“لست قادرًا على شراء كسوة العيد لاولادي هذا العام، والتجأت لشراء ملابس مستعملة من حراج الملابس المستخدمة”، يعبر عبدالله النهاري (43 عامًا) عن معاناته مع ارتفاع أسعار الملابس في المحلات التجارية، قائلًا لـ”المشاهد”: “أصبحت طقوس العيد غائبة على الكثير من الأسر في هذهِ المرحة الأشد قسوة، وأتى العيد ضيفًا ثقيلًا بهموم متطلباته الضرورية”.
ويضيف النهاري: “أعمل براتب شهري 80 ألف ريال (أقل من 100 دولار)، وأعول 6 أطفال وزوجة، ومع قدوم عيد الفطر المبارك ذهبتُ لشراء ملابس جديدة للأطفال، لكنني وجدتها بسعر مضاعف عن العام الماضي”. ويتابع: “من أين لي بمبلغ باهظ لشراء ملابس جديدة، لا رواتب ولا عمل”.
ويعيش اليمنيون أوضاعًا معيشية صعبة بسبب استمرار الحرب المستعرة بين أطراف الصراع التي حولت حياتهم إلى جحيم في كافة الجوانب، خصوصًا ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية التي خلفت مأساة إنسانية هي الأسوأ في العالم، حسب الأمم المتحدة.
وارتفعت أسعار الملابس هذا العام إلى ضعف ما كانت في العام الماضي، رغم ضعف الطلب عليها.
ويقول محمد الدبعي، مالك محلات تجارية لبيع الملابس وسط العاصمة صنعاء: “الموسم هذا العام مخيب للآمال، قلة من الزبائن يقومون بالشراء، والأغلبية يسألون عن أسعارها ويذهبون للبحث عن محلات أخرى تناسب قدراتهم”، مضيفًا أن العمل ضعيف عن الأعوام السابقة.
ويبرر الدبعي غلاء أسعار الملابس بارتفاع أجرة النقل التي تضاعفت بسبب المشتقات النفطية، وكذلك إيجار المحلات التي ارتفعت بشكل مضاعف، وتدهور سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وارتفاع رسوم الجمارك على البضائع المستوردة وتكرار جمركتها في مناطق سيطرة الحوثيين، إضافة إلى الجبايات على نقاط التفتيش الأمنية لأطراف الصراع، والضرائب الكبيرة التي تفرضها جماعة أنصار الله (الحوثيين).
ويقول ناصر الزغير، الذي يقضي أكثر من 6 ساعات يوميًا في تخييط عدد من الأقمشة والملابس في تعز: “يئن الناس من هذا الارتفاع الذي لا يقف خلفه العاملون رغم حاجتهم في استغلال موسم المهنة الذي يكاد يكون مرتين خلال العام، حيث ارتفع ثمن القطعة اليوم إلى 700 ريال يمني، للقيام بتخييط القماش الواحد، بعد أن كان سعرها 500 ريال”.
وكانت مهنة الخياطة قبل هذا الارتفاع في وضع أفضل؛ إذ جذبت العديد من الأيادي، بمن فيهم موظفو الدولة من معلمين وعساكر، التحقوا بالمهنة لتحسين العيش، لكن تدهور العملة أحدث ضررًا كبيرًا في درجة العمل والإقبال على شراء الملابس المفصلة، بحسب الزغير، قائلًا: “اليوم لم تعد مهنة الخياطة مربحة، بالرغم من ازدهار موسمها مع اقتراب عيد الفطر”.
ويقول الخياط محمد علي: “كنا سابقًا قبل رمضان ننتج في اليوم بين 13 و18 قطعة وفق الجهد، لكن وصلنا إلى 5 قطع في اليوم، وهو ما يعكس حالة الركود للعمل بسبب الغلاء الذي تأثرت به المهنة، فثمن قطعة الطفل الصغير وصلت إلى 13 ألف ريال، وهي غير مجدية، ولا تغطي النفقات، لكن نضطر أن نبيعها من أجل التعاون وتسيير العمل”.

مقالات مشابهة