المشاهد نت

الطفل علي رياض.. اختفاء غامض في منطقة بني يوسف بمحافظة تعز

تعز -هبة التبعي :

يوميًا تجلس سوني سيف اليوسفي، وحيدة، والدمع ينهمر من عينيها، جوار باب منزلها، تنتظر بلهفة بشارة تحمل شيئًا يخصُّ طفلها المفقود منذ أقل من شهر.
تقول سوني، والدة الطفل علي، لـ”المشاهد” إن كل ثانية تمر عليها منذُ أن اختفى طفلها، تقطع قلبها وترجع فؤادها الفارغ، إلا أنها متأملة بعودته ولو بعد حين.
يسكن الطفل علي رياض عبده، ابن الثلاثة أعوام، مع إخوته الثلاثة ووالديه، في منزل متواضع في قرية “اليبون” في منطقة بني يوسف بمحافظة تعز.
وتروي والدة علي حادثة اختفائه في صباح الـ22 من أبريل الماضي، قائلة: “بينما كنتُ مع علي في منطقة شعب الرعيني، والتي تبعد حوالي 400 متر عن منزلنا، تركت طفلي جوار منزل سبأ عباس، لدقائق قليلة، أثناء رعي الأغنام، ثم عدت وليس له أثر، كما أنني لم أسمع صوته إطلاقًا، مع أني قريبة منه”.
تواصل حديثها المثقل بالأسى والوجع والفقدان: “لم أتوقع أبدًا أنني سأفقده لمجرد أن غفلت عنه لدقائق، كون القرية آمنة، ودائمًا أطفالنا يدورون فيها ليلًا ونهارًا، وجميع المتواجدين فيها من أبناء المنطقة”.

صدمة لوالد الطفل

“كاد أن يغمى عليّ فور أن تلقيت الاتصال الهاتفي من أحد أقاربي، كانت الساعة الثالثة عصر يوم الأربعاء 18 رمضان، حينها كنت في صالون الحلاقة الذي أعمل فيه بمحافظة عدن”؛ يقول رياض عبده عبدالله، والد الطفل.
يواصل حديثه المتقطع بتنهدات حارقة بين كلمة وأخرى: “ظننت أن طفلي علي سيكون “ريان” آخر (الطفل المغربي الذي علق بالبئر). لقد تخيلته عالقًا في إحدى آبار القرية أو المجاري المفتوحة المنتشرة في المنطقة”.
ويضيف رياض أنه اتجه صوب القرية بخطوات مثقلة، والرعب يهلك قلبه، ثم قام بالبحث مع أبناء القرية في جميع أماكن المنطقة، أكثر من مرة، خصوصًا في الآبار والمجاري والسدود، ولكن لا آثر!
يصمت رياض لبرهة ثم يردف والدمع بعينيهِ: “ظننتُ أنه سيأتي العيد وقد امتلأت أحضاني وارتوت أشجاني وهجع قلب زوجتي المثقوب، بعودة طفلنا. وها هو العيد يمر وينتهي بأيام ثقال وحزن عارم، دون أن نعثر على علي”.
تقاطع الحجة جوهرة، جدة علي، قائلة: “مازالت ثياب العيد الجديدة معلقة بالدولاب، تنتظر عودته، ليلبسها”، ثم أجهشت بالبكاء.
ويناشد رياض عبده، والد الطفل المفقود، إدارة أمن المنطقة والجهات الأمنية والمختصة، تكثيف عمليات الإجراءات، كونه يراهم متجاهلين نوعًا ما لهذه القضية الإنسانية.
ويفيد بأنه لا يستطيع توجيه إصبع الاتهام لأي شخص، كونه خاليًا من العداوات والخصومات التي تصل إلى درجة اختطاف طفل لا يتجاوز الثالثة.
بينما يقول الضابط شرف العباسي، أحد المسؤولين عن متابعة القضية، إن قضية الطفل علي تستحوذ على جل اهتمامهم، وإن الفريق الأمني جميعه يعملون ليلًا ونهارًا للبحث عن أدلة توصل إلى مكان “علي”، ولكن بلا جدوى، فإلى الآن لم يصلوا لشيء.

إقرأ أيضاً  نساء يكسرنّ احتكار الرجال ويمارسنّ «حياكة المعاوز»

رعب يلف المنطقة

خلفت هذه الحادثة رعب وخوف بين أبناء القرية على أطفالهم، مما حرمهم الاستمتاع بالعيد، بل تحول إلى عزاء وهلع، كون هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في المنطقة، حيث لم يسبق قبلها عملية فقدان غامض لطفل كهذا، والذي لا بد أنه اختطاف بلا محالة، حسب ما قاله محمد اليوسفي، الساكن بجوار منزل رياض عبده.
ويضيف اليوسفي لـ”المشاهد”، وهو أحد المتابعين للقضية أولًا بأول، أن قضية الطفل علي، هي قضية أبناء المنطقة ككل، فمهما بلغت العداوات، لا يصح أن يحمل طفل لا يتجاوز الثالثة النتيجة!
ويقول الصحفي أمجد اليوسفي، إن عملية الاختطاف لم تحدث بالمنطقة من قبل، مضيفًا أن عملية الاختطاف تمت في منطقة ريفية محاطة بالجبال وسلاسل بشرية متعارفة يصعب على الغريب الوصول. كما أن الأم لم تبتعد عن طفلها للكثير من الوقت.
وناشد اليوسفي الجهات المختصة الوقاية من هذه الجرائم التي تبدأ عتبتها الأولى ريفيًا، ملفتًا إلى أن القضية لها 23 يومًا، وهي ماتزال غامضة كليًا.
ووجه رسالة إلى إدارة الأمن أن يتم التحقيق بهذه القضية ليعود الطفل ويأمن الناس من هذه المخاوف.

مقالات مشابهة