المشاهد نت

تعز: معلمة توقظ المدارس من تحت ركام الحرب

عملت أشواق عبدالجليل على مبادرة تطوعية لترميم المدارس الحكومية في تعز

تعز – فخر العزب

في زمن الحرب التي تسببت بتدمير الكثير من المدارس بشكل كلي أو جزئي، نتيجة تعرضها للقصف في تعز (جنوب غربي البلاد)، اتجهت معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة الميثاق للبنات، أشواق عبدالجليل، لإطلاق مبادرتها الهادفة لترميم المدارس التي تعرضت للقصف، وإعادة تأهيلها.

وبدأت أشواق مبادرتها من داخل مدرستها، لتنتقل لاحقًا إلى استهداف مدارس أخرى، من خلال تحويل خردة الحديد في المدارس المدمرة كليًا إلى كراسي وأبواب لمدارس أخرى لم تتعرض للتدمير الكلي.

تحويل خردة الحديد إلى كراسي

وعملت أشواق بمساعدة آخرين بعد انتقالها ضمن الكادر التعليمي التابع لمدرسة الميثاق إلى مدرسة الحياة، على تحويل خردة الحديد إلى كراسي وأبواب لمدرسة الحياة المدمرة جزئيًا، وتقول إن أصوات الطلاب والمعلمين كانت تختلط ببعضها، وترتفع الضوضاء والتشويش بسبب غياب الأبواب التي يمكن للمعلمين أن يغلقوها ليشرحوا الدرس بهدوء.

وتضيف أشواق لـ”المشاهد”: “مشاهدتي لكومة من الحديد المكسر والمختلط ببعضه البعض في فناء المدرسة التي أعمل فيها، والتي تعرضت للقصف، قادتني لفكرة تحويل كومة الحديد تلك إلى كراسي”.

وتتابع: “كتبت منشورًا على فيسبوك، وطلبت مساعدتنا في تحويل الحديد إلى كراسي، ومساعدتنا في عمل حمام للطلاب، وطلاء الغرف السوداء في المدرسة، وجاءت التبرعات بسيطة، ومن ثم تجمعت، ومنها استطعت طلاء الجدران وإصلاح كراسي وشراء كراسي جديدة وعمل أبواب ونوافذ وسبورات، ثم كراسي لفصول محو الأمية في نفس المدرسة وبناء حمامين خلف المدرسة أيضًا، وبعد ذلك جمعت تبرعات لإصلاح حمامين لمدرسة الإحسان”.

وبنفس آلية العمل السابقة، قامت أشواق بنشر صور لمدرسة التوجيه على فيسبوك، وحددت الاحتياج بدقة، درابزين لحماية الطلاب من السقوط، وحمامات، وموكيت للغرف الصغيرة (لا تستوعب عددًا كبيرًا من الكراسي) لتوفير مكان للطلاب للجلوس غير الأرضية الأسمنتية، وعمل ستائر للأبواب والنوافذ، وشراء سبورات وكراسي للمعلمين، حد قولها.

إقرأ أيضاً  مطابخ خيرية تخفف معاناة الأسر الفقيرة في رمضان

وتضيف: “كنت أحدد المبلغ المطلوب وأقسمه على أسهم صغيرة، وأفتح باب التبرع بالأسهم، وحين يكتمل المبلغ أقوم بالشراء والتجهيز والتصوير، ثم نشر أسماء المتبرعين مع المبالغ التي تم تجميعها، والتي تم صرفها”.

واستفاد 2000 طالب وطالبة من المبادرة التي أطلقتها أشواق في وسائل التواصل الاجتماعي، لجمع التبرعات، بهدف ترميم المدارس المدمرة بفعل الحرب.

التوسع في العمل الطوعي

نجاح مبادرة أشواق فتح لها آفاقًا جديدة للعمل الطوعي الهادف لتطبيع الحياة وتفعيل العملية التعليمية في مدارس تعز التي تضررت بفعل الحرب، إذ عملت لاحقًا كمنسقة مشاريع مع أحد البرامج التلفزيونية في قناة بلقيس الفضائية، ومنها تنفيذ وترميم وبناء مدارس، مثل الفاروق والخنساء والإحسان، وبناء مدرسة الطيب في جبل صبر.

وترى أشواق أن مبادرتها عززت قيمة العلم وأهمية العملية التعليمية في مواجهة الحرب والدمار، أن ترمم وتُفعِّل مدرسة مقصوفة ومدمرة بأقل الإمكانيات، كان يعني الكثير للناس والأهالي والطلاب، ويمنحهم الإصرار على المقاومة السلمية والاستمرار في التعليم والحياة والمحافظة على بقعة الضوء المتبقية.

وتقول إن العمل الخيري طريق متعب وشائك، ومن المهم كسب ثقة المجتمع المحلي والمستفيدين، وإقناعهم بالمساهمة المجتمعية، وكذلك المصداقية والشفافية، وتوضيح نقاط القوة، وأسباب النجاح والفشل للجميع.

مقالات مشابهة