المشاهد نت

أزمة غذائية في اليمن مع تراجع إنتاج الحبوب

تعز – أسامة الكُربش:

تسبب شح الأمطار بتلف الزراعة في أرض (تبلغ مساحتها 300 قصبة) نشوان السبئي، أحد المزارعين في مديرية المسراخ، إحدى مديريات محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، إذ فقد في هذا الموسم كل ما كان يحصل عليه من الذرة في الأعوام الماضية، بسبب الجفاف، حد قوله لـ”المشاهد”.
ويشهد اليمن موجة جفاف غير مسبوقة هذا العام، إذ تراجع منسوب هطول الأمطار، الأمر الذي يؤثر على القطاع الزراعي بشكل كبير، وسط مخاوف من قبل المزارعين لفقد إنتاجهم الزراعي مع غياب للحلول والمعالجات.
وسجل تساقط الأمطار منذ بداية الربيع إلى 11 يوليو الجاري، عجزًا يقدر بـ53%، مقارنة مع الموسم السابق، كما يقول المهندس في هيئة المساحة الجيولوجية بعدن، بشار الطيب، في حديثه لـ”المشاهد”.

تراجع في إنتاج الحبوب

ويلعب الجفاف دورًا سلبيًا في رفع درجة حامضية التربة إلى أكبر من 7 PH، وكلما كانت درجة حامضية التربة أصغر من 7 ph، تعطي محاصيل قوية، لكن أغلب أنواع التربة في اليمن والوطن العربي عامة، حامضيتها أكبر، أي قلوية ملحية، وهذا يلعب دورًا سلبيًا للنبات، حد قول المهندس الزراعي بمكتب وزارة الزراعة في مديرية المعافر، برهان الكناني، لـ”المشاهد”، مضيفًا أن اليمن يعاني الكثير من الأزمات الغذائية بسبب قلة الأمطار نتيجة لموقعه ضمن منطقة شبه جافة.

أزمة غذاء عالمية، بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أثرت على اليمن، إذ وصل سعر كيس القمح 50 كيلوجرامًا، إلى مستوى قياسي بقيمة 46 ألف ريال.


وتراجع إنتاج الذرة في 2017 إلى 160 طنًا، كما تراجع إنتاج القمح إلى 96 طنًا، بعد أن كان 450 طنًا، ومثله من الذرة في عام 2012، حسب بيانات وزارة الزراعة والري التابعة للحوثيين.
يتزامن كل ذلك مع أزمة غذاء عالمية، بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أثرت على اليمن، إذ وصل سعر كيس القمح 50 كيلوجرامًا، إلى مستوى قياسي بقيمة 46 ألف ريال. وأعلن برنامج الغذاء العالمي، الشهر الماضي، عن تقليص مساعداته لليمن بنسبة تصل إلى 50%، الأمر الذي سيعقد الأزمة العذائية باليمن.
و”قد لا يجد 18 مليون يمني طعامًا مع تقليص برنامج الأغذية مساعدته”، حسب موقع الأمم المتحدة.

ارتفاع أسعار الأعلاف يفاقم معاناة مربي الماشية

وتسبب الجفاف أيضًا في زيادة سعر أعلاف المواشي، إذ بلغ سعر العُقدة (ربطة لعدد معين من أعواد الأعلاف) الواحدة 800 ريال يمني (تعادل 6 دولارات أمريكية)، بزيادة 100% عن الأعوام الماضية، الأمر الذي اضطر مزارعين في أرياف تعز إلى بيع مواشيهم من أغنام وأبقار، لعدم استطاعتهم شراء الأعلاف لإطعامها.
هذا ما حدث مع مربي الماعز، أحمد النبهاني، الذي باع نصف ماشيته المقدرة بـ120 رأسًا، لعدم وجود المرعى بسبب الجفاف، كما يقول لـ”المشاهد”.

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

ما الحل لتجاوز مشكلة الجفاف؟

ويسهم قطاع الزراعة بحوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي لليمن، ويشغل قرابة 40.9% من إجمالي قوة العمل، بيانات وزارة الزراعة والري التابعة للحوثيين.
ويحذر المهندس الطيب، من هجرة سكان بعض المناطق الريفية في تعز كالمعافر والمسراخ، بحثًا عن الماء، في ظل شح المياه في الآبار.
ويقول: “على الجميع العمل على تفادي الكارثة الوشيكة من خلال الاستفادة من مياه الأمطار أثناء هطولها بعمل خزانات للمواطنين وحواجز مائية تحفظ المياه، والتوعية المجتمعية بأهمية الري بالتقطير، وليس بالأسلوب العشوائي المتبع حاليًا”.
ويجب منع زراعة القات كضرورة حتمية، لأنه يتسبب باستنزاف الآبار والمياه الجوفية والسطحية، نظرًا لكمية الماء الذي يستهلكه، بحسب الطيب.
وارتفعت حصة إنتاج القات في المساحة المزروعة محليًا، من حوالي 11.3% عام 2013، إلى 15.4% عام 2017، حسب بيانات وزارة الزراعة والري التابعة للحوثيين.
ويرى المهندس الكناني أن القضاء على الجفاف ممكن إذا توفرت العزيمة والتخطيط الصحيح، فاليمن يمتلك فرصًا طبيعية تحتاج إلى استغلالها.
ومن الإجراءات التي ممكن أن تحل المشكلة، هي امتلاك اليمن مناخات متعددة في موسم واحد، وهذا يؤثر إيجابيًا بتوفير جميع أنواع الخضروات والفواكه في وقت واحد، حد قول الكناني.

مقالات مشابهة