المشاهد نت

أمطار غزيرة تشرد السكان في المحويت

منخفضات وسهول ملحان عرضة للسيول في مواسم الأمطار

المحويت – فواز حامد

خلفت الأمطار الغزيرة، وسيولها الجارفة، خلال الأيام الماضية، أضرارًا كثيرة مختلفة، في الممتلكات العامة والخاصة، في محافظة المحويت (شمال غرب صنعاء)، والواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، إذ أدت إلى تهدم أو انهيار أو غرق أكثر من 50 منزلًا، وانجراف ما يقرب من 200 حقل زراعي، بمحاصيلها، وانقطاع أو تعطل أكثر من 34 طريقًا إسفلتية رئيسة وفرعية جبلية، وردم وتدمير ما يقارب 15 مصدر مياه، إضافة إلى سقوط أسقف 12 فصلًا دراسيًا، في 12 عزلة تابعة لخمس مديريات، هي: حفاش، ملحان، بني سعد، جبل المحويت، والخبت، بحسب رصد “المشاهد” عبر مصادر محلية. ونتج عن الأضرار، وفاة شخص وإصابة آخر، إصابة بليغة، وفق مصادر محلية.

وأعلنت اللجنة العليا لمواجهة الأضرار الجانبية للأمطار والسيول، التابعة للحوثيين، الأسبوع الفائت، عن وفاة 106 أشخاص في البلاد، وتضرر 2842 منزلًا، منها 165 منزلًا تهدمت كليًا، إضافة إلى أضرار مادية طالت المنشآت العامة والخاصة، كالسدود والحواجز المائية وغيرها.

فقدان المأوى

يشكو محمد علي صالح (30 عامًا)، أحد المواطنين المتضررين، جراء الأمطار، من أنه بات هو وأولاده الخمسة، يعيشون في منازل أقاربهم، بعد أن تهدم المنزل وسقطت أجزاء كبيرة من أسقفه. ويقول صالح، الذي ينتمي إلى مديرية حفاش، لـ”المشاهد، إنه غير قادر على إعادة ترميم منزله، الذي سيكلفه قرابة المليون ريال يمني. ويدعو فاعلي الخير، والجهات المانحة، إلى مساعدته في شراء المستلزمات التي يتطلبها المنزل. وهناك ما يقرب من 17 منزلًا، حسب صالح، في عزلته والعزل المجاورة، بحاجة إلى وقوف فاعلي الخير والجهات الداعمة، لمساعدة مالكيها المنكوبين، واحتواء أسرهم وأطفالهم المشردين.

وكان الهلال الأحمر في المحويت، حسب تقارير اطلع عليها “المشاهد”، أغاث خلال الأيام الماضية، كمرحلة أولية، 90 أسرة متضررة منازلها جراء الأمطار، بـ90 حالة إيواء، تحتوي على فراش وأدوات مطبخ وسلال نظافة. وتوزعت تلك الأسر، حسب التقارير، في مدينة المحويت، وفي قرية محظة، مديرية جبل المحويت، وفي مديرية الخبت، ومديرية حفاش، وشملت تلك الإغاثة، أحفاد بلال، على حد وصف التقارير.

إقرأ أيضاً  مشكلة الأرقام المؤقتة للوحات المركبات بتعز

وبات سكان تلك المديريات يواجهون صعوبة بالغة عند نقل الاحتياجات الأسرية، والطارئة؛ بسبب تداعيات الأمطار التي تسببت بانقطاع شبكة الطريق، من وإلى الكثير من القرى، في عزل مديرية حفاش، بحسب محمد العشبي (43 عامًا)، أحد المواطنين في المديرية.

ويضيف العشبي، وهو أحد المتضررين، أن بعض الأسر لجأت إلى استخدام الدراجات النارية، لنقل احتياجاتها، كوسيلة بديلة عن الحمل على المركبات، فيما أغلب الأسر تقف عاجزة عن نقل أبسط الخدمات والاحتياجات، من مراكز الأسواق، كمركز المديرية. ويؤكد أن المعاناة الأشد، هي عندما تصادف أسرة ما ظروفًا طارئة، كالمرض، أو حتى الهروب من السيول وكوارث الأمطار التي من المتوقع حدوثها، عند نزول الأمطار خلال الأيام الحالية.

جرف الأراضي الزراعية

وسببت الأمطار الغزيرة، والانهيارات الصخرية، أضرارًا بالغة بالممتلكات الخاصة، كالأراضي الزراعية والمحاصيل الزراعية ومصادر المياه المختلفة. يقول محمد صالح (41 عامًا)، أحد سكان بني ساعدة، إن سيول الأمطار، المتدفقة من الجبال، بكثافة، أحدثت أضرارًا بالغة بحقوله الزراعية، إذ جرفت نحو 14 حقلًا زراعيًا بثمارها. ويضيف: “يروح تبعك لسنوات طويلة، في لحظات، وانتهى ما ننتظر محصوله، من الذرة والدخن، طوال السنة”، ويتساءل: “من الذي سيعوضنا أو على الأقل يساعدنا في استعادة هذه الحقول والأراضي الزراعية؟”.

وأدى استمرار الأمطار، إلى انهيار بركة تابعة للمواطن محمد شوقي، في عزلة بني قراط، مديرية بني سعد، بالتوازي مع انهيار الجدار الترابي الحاضن لها، ويقول شوقي إن الأمطار في الأيام الماضية، ألحقت به أضرارًا بالغة في التربة الزراعية والمحاصيل الزراعية، وإنه فقد جراء انجراف التربة، العديد من المحاصيل الزراعية، كالقات والذرة، والبن، إضافة إلى انهيار البركة.

يذكر أن محافظة المحويت تتمتع بجغرافيا تغلب عليها التضاريس الجبلية، التي تتخللها مرتفعات ومنخفضات. إذ تتركز أغلب الممتلكات العامة والخاصة، في المنخفضات، ما يجعل تلك الممتلكات، خصوصًا خلال غزارة الأمطار، معرضة لكل من سيول الأمطار المتدفقة من الجبال، والانهيارات الصخرية التي لم تعد تشكل خطرًا على الممتلكات فقط، بل حتى على أرواح آلاف الأسر القاطنة في قرى تعتليها تضاريس جبلية.

مقالات مشابهة