المشاهد نت

في تعز …نساء يسطرن المجد

المشاهد – هشام المحيا – خاص

  بعد أن تمكن الجيش الوطني في محافظة تعز أول أيام الشهر الكريم من كسر شوكة الإنقلابيين في الجبهة الشرقية للمحافظة بتحريرها للقصر ومعسكر التشريفات الهامين يتوجه في الخامس عشر من ذات الشهر إلى المناطق الشرقية والجنوبية حيث جبهات الصلو والشقب والربيعي وقد تمكن خلال اليوم الاول العملية العسكرية  من تحرير مساحات واسعة ومواقع عديدة في مختلف تلك  الجبهات ..ولم يكن الجيش الوطني وحيدا في معركته ضد الإنقلابيين فالنساء ايضا خضن هذه المعركة بطريقتهن وبإمكانياتهن

سامية عبدالجليل ردمان 39 عاما – أم لخمسة أبناء وزوجة شهيد من شهداء المقاومة  ـ حاولت أن تشارك أفراد الجيش الوطني في جبهة الصلو بدعمه بما تستطيع من الغذاء أو الماء .. يتحدث محمد ــ ابن الحادي عشر ربيعا  والابن الاكبر لسامية ردمان ــ عن أمه وماهية الدعم الذي تقدمه لأفراد الجيش الوطني بتعز فيقول ” على الرغم من أننا أسرة أيتام لا يوجد لدينا زيادة عما يكفينا من الطعام والشراب بالإضافة إلى أن منزلنا ليس قريبا من تواجد الجيش الوطني إلا أن أمي تصر على تقديم يد العون لهم بما نستطيع إذ تذهب هي وأنا وأخي الأصغر إلى عين الماء البعيدة عن منزلنا لجلب الماء لإعداد الطعام وتجهيز قرب مياه شرب للمقاتلين وقبيل المغرب أقوم بحمل ما أعدته أمي من الطعام والشراب إلى الجنود المتواجدين في مؤخرة الجبهة والذين يقومون بدورهم بحملها إلى الصفوف المتقدمة ”

  دعم سخي

لم تكن ردمان هي الوحيدة الذي تقوم بدعم الجيش الوطني بما جادت به يديها فهناك عدد كبير من النساء اللاتي يعملن لهذا الهدف  مع اختلاف في نوعية الدعم الذي يقدمنه … أم إحسان عبد الكريم ذات السابعة  والأربعين عاما وإحدى نساء مديرية صبر الموادم وبالتحديد جنوب المديرية التي تدور فيها معارك الجيش ضد الحوثيين لتحرير ما تبقى من جبهة الشقب  فكرت على عجل بطريقة تدعم فيها مقاتلي الجيش الوطني لكنها لم تكتف بتنفيذ الفكرة لوحدها إذ طرحتها على عدد من نساء الجيران واللاتي بدورهن تفاعلن مع الفكرة وقررن البدء بها .. يقول فاروق الصبري أحد شباب الجيش الوطني والذي تربطه صلة قرابة بأم إحسان ” مع بداية المعركة مع العدو فجر السبت الخامس عشر من رمضان تلقيت اتصالا من أم إحسان طرحت فيه فكرة صناعة وجبة عشاء بالإضافة إلى تجهيز مياه نقية صالحة للشرب ستقوم بإعدادها مع  عدد من نساء الجيران على أن أقوم بحملها إلى الجبهة  وبالفعل وصلني الطعام والماء في الساعة الخامسة والنصف وقمت بحمله فورا إلى الجبهة  وقمنا بتوزيعه على عدد من المجموعات المقاتلة إلى جانب ما يأتي من دعم لهم من الألوية التي ينتمون إليها ”

إقرأ أيضاً  "محرومون" من فتح طريق الحوبان 

نساء أخريات تبرعن بمؤن أخرى حيث أفادت مصادر خاصة ــ للمشاهد ــ أن الكثير من نساء مديريات صبر الموادم والمسراخ ومشرعة وحدنان ممن يملكن أراض زراعية أو أشجار القات قمن برفد المقاتلين بكميات كبيرة منها فيما الأمهات وكبار السن لا يتوقفن عن الدعاء للجيش الوطني بالنصر والتمكين ومن هؤلاء الحاجة فاطمة المقبلي ذات الثامنة والسبعين عاما والتي تقول بأنها لا تتوقف عن الدعاء للجيش بالنصر وعلى الحوثيين بالهلاك وتضيف المقبلي بلهجتها الدارجة ” لما يصل وقت المغرب أو السحور أسفخ الحوثيين بدعوات ما قد دعيت بها على أحد من قبل ” وتشعر المقبلي أن دعواتها لن ترد لأنها دعوات مظلموين والظلم دائما إلى زوال ولا يبقى إلا الحق ـ حد وصفها ـ

  سد ثغرة

بالمقابل يتحدث بعض أفراد الجيش الوطني ـ الذي يخوض حاليا عملية عسكرية واسعة في الصلو وصبر الموادم والمسراخ والربيعي ـ عن مدى جدوى الدعم الذي تقدمه نساء تعز لأبطال الجيش فيقول ” مجرد تفكير نساء تعز بدعمنا عمل جبار ويجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز ويشجعنا على خوض المزيد من المعارك فنصفنا الأخر يقف خلفنا ليشد ظهورنا وأزرنا ، أما عن جدوى الدعم فهو في الحقيقة يسد الكثير من حاجتنا فكما يعرف الجميع تعاني تعز من شح شديد في الدعم ولذلك نشعر بنقص أشياء كثيرة وتأتي هذه المبادرات لسد بعض  تلك الاحتياجات ”

الجدير بالذكر أن دعم نساء تعز للجبهات ليس وليد اللحظة فهو مستمر منذ بدايات المعركة قبل أكثر من عامين لكنه لوحظ في معارك الجيش الأخيرة بشكل كبير

ختاما

لم تفضل نساء تعز ترك شقائقها الرجال يخوضون معركة التحرير دون مشاركتهن أو تقديم يد العون لهم إذ قمن بفضل ما يمتلكن من عزيمة وشجاعة منقطعة النظير بمجهود كبير استطعن من خلاله سد بعض النقص الذي تعاني منه الجبهات من جهة وقمن بواجبهن تجاه تعز من جهة أخرى

 

مقالات مشابهة